إعترافات مبطّنة

3 2 7
                                    

وقفت أون شي أمام منزل لي بون، أنفاسها مضطربة وكفيها تفركان بعضهما بتوتر. اليوم قررت مواجهته، لكنها لم تستطع تخيل ردة فعله عند رؤيتها. كل ما تعرفه أنه طفل صغير كان ضحية لشر لم يكن له يد فيه.

طرقت الباب بخفة، وبعد لحظات فُتح، لتظهر أمامها امرأة ثلاثينية ذات ملامح بسيطة، لكن في عيني أون شي لم تكن سوى شيطانة تتخفى في صورة إنسان. امرأة أوت طفلاً يتيماً فقط لتجني المال مقابل التستر على أفعال جاييل البشعة. شعرت بالغثيان، وكادت تبصق عليها، لولا أن الأخيرة ابتسمت لها بفتور ونادتها باسم "جاييل" قبل أن تفسح لها الطريق للدخول دون كلمة أخرى، وكأنها تخشى الحديث معها.

تقدمت أون شي إلى الداخل بحيرة، لم تكن تعرف أي الغرف تخص لي بون، وكان من الغريب أن تسأل. لذا اكتفت بقول
«هل لي بون في غرفته؟»

قطبت المرأة حاجبيها كما لو كانت تتحدث عن عدو وليس طفلاً:«لقد أنهى التنظيف منذ قليل.»

لاحظت أون شي نظراتها الموجهة نحو إحدى الغرف، وهمّت بالدخول، لكن صوت المرأة أوقفها:
«أراكِ في مزاج جيد هذه المرة.»

استدارت أون شي ببرود، عيناها تشعّان احتقارًا:
«هذا لا يعنيكِ، لا تتدخلي.»

لكن المرأة لم تبدُ منزعجة، ولم تظهر عليها أي علامة دهشة، وكأنها اعتادت هذه المعاملة من جاييل. تجاهلتها أون شي ودلفت إلى الغرفة بهدوء.

هناك، وسط الغرفة الصغيرة، وقف لي بون بجسده النحيل، يمسك بدمية محشوة بين يديه، وعلى وجهه ابتسامة صغيرة، كما لو كان يعيش لحظة نادرة من السعادة. لكن بمجرد أن التفت ورآها، ارتجف جسده بعنف، وسقطت الدمية من بين أصابعه المرتعشة. شعرت أون شي بانقباض مؤلم في قلبها، وكأن صدرها يُسحق ببطء.

فتح فمه لاهثًا، تراجع بخطوات مذعورة إلى الخلف، وكأن شبحًا قاتلًا ظهر أمامه، حتى اصطدم ظهره بالحائط. لم تفعل أون شي شيئًا، لكنها رأت الرعب يتسلل إلى عينيه الصغيرتين، ليبدأ بالبكاء بصمت، محاولًا كتم شهقاته، كما لو كان يعرف أن البكاء لن ينقذه.

نطقت بصوت مختنق:
«لي بون...»

لكن الاسم وحده كان كفيلًا بزيادة ذعره، غطّى رأسه بذراعيه، وكأنما يستعد لضربة قاسية، جسده ينتفض بلا سيطرة، وروحه المكسورة تصرخ رغم الصمت الذي يملأ المكان.

تقدمت خطوة، لكنه ازداد انكماشًا، مما جعل الدموع تتجمع في عينيها أكثر. كيف يمكن لطفل أن يخاف بهذا الشكل؟ أي جحيم عاشه ليصل إلى هذه الحالة؟

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: an hour ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

عذرًا أيتها البطلة!_ "! Sorry, heroine!"  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن