الفصل 15
عجلت هيلين بالتحرك إلى مكان لا يُمكن رؤيتها فيه. لكن كان من الصعب جدًا أن تخفض صوت خطواتها في أرض مغطاة بأوراق الشجر الجافة.
الأمر زاد سوءًا عندما جلبوا الكلاب معهم. كان من الممكن أن تختبئ من البشر، لكن الاختباء من كلب حذر في أرض مغطاة بأوراق الشجر الجافة كان قريبًا من المستحيل.
بدأ الكلب في النباح بشكلٍ شديد، وكأنهُ أكتشف شيئًا ما. وجهت الدورية مصابيحها اليدوية نحو أتجاه نباح الكلب. لم يكن لدى هيلين خيار سوى أن تقع في ضوء المصابيح.
لم يكن أمامها سوى محاولة الهروب بسرعة من مجال رؤيتهم. جرت هيلين بكل قوتها، وبدأت الدورية في مطاردتها. كانت الأضواء الساطعة على بعد، تومض وتسبب تشويشًا في رؤيتها. كانت أصوات الكلاب النابحة تقترب أكثر فأكثر، وكأنهم قد أطلقوا سراحها لتتبع هيلين. أغمضت هيلين عينيها وتحضرت في نفسها. لا يوجد إنسان يُمكنه الركض أسرع من كلب. كانوا سيلحقون بها قريبًا، ويمسكون بساقيها. بينما يعض الكلب ساقها، ستحضر القوات المعادية، وسينتهي بها الأمر إما بالإعدام أو بالأسر.......
في النهاية، أمسك الكلب بها. سقطت هيلين على الأرض، وحاولت التخلص من الكلب، لكنهُ لم يتركها.
إقترب الجنود حاملي المصابيح اليدوية، وهم يصرخون بلغة غير مألوفة، مما جعل رؤية هيلين أكثر صعوبة. أنتهى كل شيء. لم يكن لديها خيار سوى أستخدام وسيلتها الأخيرة.
في تلك اللحظة، أخرجت هيلين مسدس الانتحار.
لكن، خلف الجنود، في الظلام العميق الذي لم يكن فيه أي ضوء، ظهرت صورة لرجل. حتى في الظلام، كان ظله واضحًا. عندما رأت هيلين هذا الظل، همست بإسم مألوف.
"......إينوك؟"
رفع الساحر أحد ذراعيه، فغضب السماء. إجتمعت الغيوم السوداء فوق السماء الهادئة وتحوّلت إلى غضب عارم. في لحظة أصدر الرعد ووميض البرق، ثم ضربت صاعقة.
بـوم!
أستهدفت الصاعقة بدقة المكان الذي كان يقف فيه الأعداء. استجابت هيلين بسرعة وغطت رأسها بذراعيها. بسبب تأثير الصاعقة، اندلعت النيران في محيطها وكادت تنفجر. حاولت هيلين النهوض مجددًا في خضم الفوضى، لكنها لم تستطع تحريك جسدها.
هيلين!
سمعت أحدهم ينادي أسمها من بعيد.
هيلين! هيلين!
على الرغم من ضبابية وعيها، شعرت بشخص ما يرفع جسدها عاليًا. هل تم القبض عليها؟
لم يكن يهمها الآن. أغمضت عينيها واستسلمت للقدر. لم يكن يهمها حقًا.
قبل أن تغمض عينيها بالكامل، بدأ أن الشخص الذي أقترب منها كان له وجه مألوف.
أتويل. أتويل، استيقظي.