الفصل 07
「إلى الآنسة هيلين، التي هي أكثر حكمة مائة وألف مرة من الغراب أو أي شيء من هذا القبيل.
كيفَ حالكِ؟ أتمنى أن تكوني بخير، فأنتِ شخص رائع، وأنا واثق أنكِ ستكونين بخير.
أعتقد أن من حولكِ أيضًا أشخاص طيبون، ووجود أشخاص محبين وداعمين بجانبك يُعدّ حظًا لا يُمكن الاستخفاف به. الحياة ليست سهلة عندما نعيشها بمفردنا؛ فالأشخاص من حولنا يؤثرون على حياتنا بطرقٍ عميقة، سواء جعلونا نشعر بالسعادة أو خيبة الأمل.......
الأمر ذاته ينطبق عليّ كساحر. لديّ أشخاص مختلفون من حولي؛ منهم اللطيف الودود، ومنهم القاسي الفظ، ومع ذلك يحملون حكمةً مدهشة.
لكن......هناك أيضًا غراب مزعج ولئيم بشكلٍ غير معقول! من قال إن هذا الغراب مجرد طائر؟ إنهُ غراب قلبه أسود كالفحم، شديد الصراحة والانتقاد، لا يتردد مطلقًا في قول ما يدور في ذهنه.
هل سبق لكِ أن تخيلتِ أن شخصًا بالغًا يُمكن أن يبكي بسبب غراب؟ لقد حدث ذلك معي بالفعل. لم أكن أريدكِ أن تعرفي.......
ضحايا هذا الغراب كان من بينهم المسكينة آنافس. أثناء اختبارها لإحدى الجرعات السحرية، أحترقت خصلات شعرها الجميلة. علّق الغراب بسخرية قائلًا إن رائحة شعرها المحترق أشبه برائحة معكرونة محروقة! في نهاية المطاف، قررت آنافس قص شعرها الطويل بالكامل، مما أثار دهشة الجميع بتصرفها هذا.
بصراحة، مظهر آنافس الجديد لم يكن سيئًا أبدًا في نظري! بل كان رائعًا. الجميع يعرفون كم كانت فخورة بشعرها، لذا حرصوا على تشجيعها ومدحها.
لكن في تلك اللحظة ظهر ذلك الغراب المزعج. جلس على حافة النافذة، ونظر إلى آنافس قائلًا، 'أين الشواء؟' في البداية، لم يفهم أحد ما كان يقصده، بدأ كأنهُ يسأل عن الشواء بلا سبب واضح.
ثم قفز على كتف آنافس وبدأ ينقر على شعرها بمنقاره قائلًا، 'يبدو أن شعرها أصبح كالشواء المقرمش.'
الغراب هو من نوع الطيور التي لا يُمكننا تجاهلها، ولكنني حاولتُ أن أكون صديقًا له، مقتنعًا بأنهُ ليسَ طائرًا شريرًا بطبعه.
كنتُ أستمتع بالوجبات التي أشاركها معه، لأنهُ كان يروي ليّ قصصًا مثيرة من رحلاته حول العالم!
كان الغراب يحب طعامي إلى حد ما، حتى ذلك الوقت.
إلا أن الأمور تغيرت ليلة عاصفة، عندما طلبتُ من الغراب تذوق طبق 'راتاتوي' الذي أعددته، وهو طاجن خضروات يشمل الطماطم والباذنجان والكوسا والبصل مع الأعشاب مثل اللافندر والأوريجانو. كنتُ أعتقد أنهُ طبق لذيذ!
لكن، ماذا قال الغراب؟ 'الطعم كأنهُ شمعًا منقوعًا في الماء.'
حتى أنني جربتُ الطبق بنفسي قبل أن أقدمه، وكان لذيذًا! لم أستطع تحمل الإهانة، فدخلتُ في شجار حاد مع الغراب.