الفصل 10
「إلى إينوك.
سأدخل في الموضوع مباشرةً. إذا توقفت رسائلي فجأةً في يوم من الأيام، فلا تندهش. لا تنتظرني. من الأفضل أن تبدأ في الاستعداد نفسيًا من الآن، لأنني للتو شعرتُ وكأن عمري قد قصر للنصف، ثم للنصف مرة أخرى، ثم للنصف مرة ثالثة! اللـ*ـنة! كنتُ أعلم أن هذا سيحدث في يوم من الأيام!
تريد أن تعرف ما حدث؟ هل تذكر عندما ذكرتُ لك المقدم مورتون من قبل؟ ذلك القائد الصارم والكئيب؟ نعم، هو الذي استدعاني الآن. ذهبتُ، متوقعة أن لديه شيئًا مهمًا ليقوله ليّ.
المقدم مورتون يقود السرب 'دلتا فور'، الذي يعد أفضل سرب في سلاحنا الجوي، ويتكون من أمهر الطيارين. يعتبر السرب الأفضل بلا منازع، لكن لا أحد يعتبر دخوله شرفًا. لماذا؟ لأن من يدخل هذا السرب لديه أحتمالية كبيرة للموت خلال أشهر قليلة.
هذا أمر منطقي لأن سرب دلتا فور يتولى أخطر المهام على الإطلاق. حتى العدو يسعى جاهدًا للقضاء على هذا السرب.
رغم أن الانضمام للسرب يعني الموت تقريبًا، إلا أن الأضرار التي يلحقها بالعدو جسيمة جدًا. يسمون المقدم مورتون 'الوحش' في صفوف العدو، وأنا أرى أنهم محقون. لأنهُ لا يموت أبدًا! بينما يسقط باقي أفراد السرب، يعود مورتون دائمًا سالمًا. يبدو أن مهارته كبيرة جدًا. فهو يسبب خرقًا كبيرًا في صفوف العدو، وبالرغم من محاولاتهم المستميتة للقضاء عليهِ، إلا أنهُ ينجو دائمًا. لهذا يعتبرونه الأمل الوحيد لسلاح الجو.
لكن لماذا يجب عليّ أن أكون ضمن هذا السرب المشؤوم؟ منذُ انضمامي للجيش وأنا لم أتوقع النجاة، ولكن لا يُمكن أن تصدر عليّ حكمًا بالإعدام بهذه السرعة! إنهم يطلبون مني أن أموت فقط! لأن من يدخل سرب دلتا فور لا يعود حيًا إلا مورتون نفسه!
أنا الآن محكوم عليّ بالموت. لم أكن أؤمن بأنني سأبقى على قيد الحياة حتى النهاية، ولكن كنتُ أحيانًا أتخيل التسرح بسلام......الآن كل شيء أنتهى. سألتقي قريبًا بجدتي فيكتور. أليسَ هذا شيئًا جيدًا؟ أن يكون هناك من ينتظرك في الآخرة؟
شكرًا لك، يا إينوك، على تبادل الرسائل معي. الوقت الذي كنتُ أقضيه في قراءة رسائلك والرد عليها كان من أمتع الأوقات. ربما كانت دقائق قليلة، لكنها كانت كافية لأشعر بالابتعاد عن الجيش للحظة. لم أتوقع أن أترك ذكريات جيدة هنا. لولاك، لكنتُ أصبحتُ شبحًا بائسًا مات بعد معاناة.
لكن لا بأس، سأموت في السماء، وربما أتمكن من الطيران. إذن، يُمكنني السفر حول العالم، وربما أصل إلى المكان الذي تعيش فيه.
بالمناسبة، المقدم مورتون حقًا مزعج! لقد بدأ عليهِ الاستياء الشديد وهو يتحدث معي، كما لو أن ضمي إلى سربه كان أمرًا مزعجًا بالنسبة له.
