"بصراحة، أليس الأمر كذلك؟ أنا قلت بالفعل بأنني سأستسلم، لكن أن تأتي إلي وتتصرف بهذا الشكل......هذا يجعلني أشعر ببعض الضغط. ثم، ما الذي تعنيه بقولك بأنه عليَّ ترتيب الأمور؟ لا أفهم قصدكَ جيداً."على عكس رويلا التي ظلت هادئةً تماماً، كان وجه ديموس يزداد احمراراً شيئاً فشيئاً.
"هل تعرفين كم أصبحَت سمعتي مثار سخريةٍ بسبب ما فعلتِه ذلك اليوم وجعل الآخرين يسيئون فهمي؟!"
أخيراً، لم يستطع كتم غضبه ورفع صوته.
لكن رويلا بقيت هادئة كما هي. و رفعت كتفيها بلا مبالاة.
"ومن الذي جعلهم يسيئون الفهم؟ أنتما الاثنان قلتما لي بأنكما تتواعدان، وأنا هنأتكما فقط، أليس كذلك؟"
"لكن بعدها ركضتِ باكية!"
"ألا يُسمح لي بالبكاء حتى؟ لقد أحببتكَ لأكثر من عامين، ثم أكتشفتُ بأنكَ في علاقة مع ابنة عمي. أليس من حقي أن أبكي على ذلك؟ ما الخطأ في ما فعلته؟"
"......هذا....!"
توقف ديموس عن الكلام فجأة.
ففي الواقع، لم يكن في كلامها أي خطأ.
كانت كل الاتهامات التي وجهها ديموس إلى رويلا مجرد حججٍ واهية منذ البداية.
الفرق الوحيد الآن هو أن رويلا في الماضي كانت عمياءَ بسبب حبها، أما الآن......
فقد أصبحت شديدة البرود والقسوة.
"رويلا!"
"ماذا؟!"
ردّت بصوتٍ أشبه بالصراخ على نداءه الغاضب.
تفاجأ ديموس من هذه النسخة التي يراها لأول مرة من رويلا.
فهي التي لطالما كانت مطيعةً له بشكلٍ مفرط ولم ترفع صوتها عليه قط.
لكن حدة موقفها لم تتوقف عند هذا الحد.
"بصراحة، لدي الكثير لأقوله أيضًا. أريد أن أسألك، من تظن نفسكَ حتى تحاول دائمًا تعليمي وكأنكَ أحد أقاربي الكبار؟! نحن متساويان، كلانا ابناءُ دوقية. بالإضافة الى انتي قديسة حتى الأمراءُ وولي العهد يستخدمون ألقاب الاحترام عند مخاطبتي، فلماذا أنتَ الوحيد الذي يخاطبني بهذه الطريقة المتعالية؟! و رغم ذلك، ما زلتُ أحاول كبت غضبي الآن!"
"هل تحاولين حقاً كبت غضبكِ؟ لقد قلتِ كل شيءٍ للتو!"
صرخ ديموس وكأنه يشعر بالظلم، فردّت رويلا وهي ترمش بعينيها كما لو كانت تفكر بصوت عالٍ.