"......لن تطلبَ ذلك؟"عندما رأيتُ وجه هيلديون شاحبًا، أدركت خطأي سريعًا فصححت كلامي.
"آه، هذا خطئي. لم أكن أقصد لمسك، بل أن أزيل الغبار عنك."
"ما حدث في ذلك اليوم......كان حقًا سوء فهم."
"بالطبع. أعلم ذلك جيدًا. فقط، كنت أتساءل إن كنتُ احتاجُ لإزالة الغبارِ عنك اليوم."
"لا يوجد."
"بل هناك."
رددتُ بالعكس على نفيه، مما جعله يرمش بحيرة.
مددت يدي بسرعة وربتّ على ظهره برفق.
كان ظهره الكبير المتصلب يرتجف قليلاً مع كل لمسةٍ من يدي. وفي نفس الوقت، بدأ الخطأ الأسود المتراكم يتلاشى تدريجيًا.
ابتسمت برضا وسحبت يدي، ثم أخرجت شعرةً من شعري كنت قد سحبتها مسبقًا وأظهرتها له.
"انظر، شعري كان عالقًا هنا."
أخذ هيلديون الشعرة مني دون قصد، وبدا وكأنه يتساءل كيف انتهى بها المطاف على ظهره.
"عادةً، شعر الحيوانات يلتصق بكل مكانٍ بسهولة."
"شعر الحيوانات......؟"
"حسنًا، سأكمل طريقي من هنا بمفردي. أراكَ لاحقًا."
بينما كان يهمهم لنفسه، ألقيت التحية بسرعة واستدرت مبتعدة.
شعرت بنظراتٍ تلاحقني من الخلف، لكنني تظاهرت بالجهل وأسرعت في خطواتي.
وهكذا، عندما كنت على وشك مغادرة قصر ولي العهد تمامًا......
"الأميرة بريتا؟"
ظهر صوت امرأةٍ غريبٍ أوقفني.
***
في تلك الأثناء، و في نفس الوقت......
كان هيلديون لا يزال واقفًا في مكانه دون حراك. و في يده خصلةٌ من الشعر الوردي التي أعطته إياها رويلا.
حدق بشرود في الاتجاه الذي اختفت فيه رويلا.
'ما أمر هذه المرأة؟'
كان ذهنه في حالةٍ من الفوضى. وقد كان الأمر دائمًا هكذا كلما التقاها.
انها......شخصٌ لم يسبق له أن واجه مثلها.