كنت أظن أنني تناسيتك عندما ابتعدت عن طريقي وأصبح كلانا يمتلك مسارًا يختلف عن الأخر...خضت حربًا لا يعلم عنها أحد حتى أتناسى اذاك الذي ترك جُرحًا في نفسي ووهمت نفسي أنني تخطيت، لما عدت الأن؟ وتطلب مني السماح بكل بساطة...أين كنت عندما كنت في أصعب فترات حياتي؟ أين كنت عندما كنت أمر بأيامٍ ثقال وحدي؟ لما تصر على إعادتي لنقطة الصفر؟!!
تحوم تلك الأسئلة والعبارات في ذهن من يحمل هموم الدنيا فوق رأسه منذ أن ظهرت أمامه مجددًا بفستانها الأحمر وشعرها الأسود القصير ، تغيرت معالمها....تخلت عن شعرها الطويل....خسرت الكثير من الوزن....أيعقل أن تكون أخذت جزاءها عمَ فعلته معه؟!
صمت يحوم المكان في أذن الجميع رغم صوت الأغاني الصاخبة، لا صوت مسموع في الأرجاء سوا صوت دقات قلب "ريان" المتسارعة وذهنه الشارد الذي لاحظه الجميع، نظرات العطف والشفقة التي يكره أن يراها في أعين الناس له تحاوطته.
لم يستمر هذا الصمت إلا لحظات بعد إلقاء "فرح" التحية حتى قطع ذلك الصمت صوت "مالك" الصارم الذي تقدم نحو "فرح" بثبات°"خير"
ظهرت معالم الارتباك والحرج على وجه "فرح" التي أجابت
-"أنا أسفة، عارفة إن وجودي غير مرغوب فيه، بس كنت محتاجة أتكلم مع ريان"
جاءها الرد من "مريم" التي اقتربت من الشباب بغضب ورمقتها بتقزز
-"مفيش بينكوا كلام، واتفضلي من هنا"
أومأت "فرح" بحرج ثم وجهت نظرها ل"ريان" برجاء بينما بادلها نظرات اللوم والعتاب ليزيح بعدها نظره عنها فلتفتت وهي تزيح خصلة من شعرها من على وجهها قاصدةً الباب كي تغادر وهمهمات الشباب تزداد بينهم، منهم من كان يتسأل من هذه ومنهم من كان يريد معرفة سبب قدومها حتى اختفت عن الأنظار وخرجت من القاعة.
بمجرد أن اختفى خيالها وجّه الجميع نظره نحو "ريان" الصامت الذي خرج من شروده وابتسم يطمئن قلوب من حوله قائلًا
="في ايه يا جماعة؟! هو وشي فيه حاجة؟! عارف إني حلو بس مش للدرجة دي يعني"
اثارت كلماته غيظ "مريم" مما جعلها ترد
-"دي حلاوة أمك، إنت معندكش دم يلا؟!"
="جرا إيه يا ست حلويات، مش ذنبي إني وسيم والبنات بتحبني، وبعدين ليس كل ما يريده المرئ يدركه، منا كنت عايز أدخل طب بس نصيبي في حقوق"
أجابته بسخرية
-"وهتدخل طب من أدبي إزاي يا ناصح؟ هتفتح بطن المريض بسيف الدين قطز؟!"
كظم الواقفين ضحكاتهم مما جعل "ريان" يلاحظها ويهدء قلبه عندما تأكد أن تفكيرهم تشتت عما حدث.
وفي غضون دقائق كان الجميع قد عاد للاحتفال متناسيين ما حدث منذ قليل، وفي وسط اندماجهم بالاحتفال تظاهر "ريان" بالتعب واستأذن ليذهب للمرحاض لتتلاقى نظرات "مالك" و"سيريفالا" كالبلوتوث مما جعلهم يتملصوا من الحفل ويتبعوا هذا الكاذب المحتال.
![](https://img.wattpad.com/cover/360004484-288-k126555.jpg)
أنت تقرأ
سيرافينا "لعنة الكواكب"| seravena
Fantasyأعتقد أنك قد سمعت عن لعنة الفراعنة لكن هل سمعت عن لعنة الكواكب؟ الحكاية ليست بانتقالنا لكوكب الأرض من على سطح سيرافينا فالأمر أكبر من ذلك بكثير، فتلك الإنتقالة كانت السبب في تغيير مجرى سير الكون و بدايتها كانت من سيرافينا للكشف عن حل لعنة الكواكب ✨