مَـا خانَـكَ اْلأمــينْ وَ لَكِـــنكَ ائتمــنْـتَ الـخَـــائِــنْ
[ آسر ]
في الآونة الأخيرة ، أصبحت تخرج كميات كبيرة
من المخدرات من الحي و إلى الأن لم نستطع تحديد
موقع المخازن التي شُيِّدَتْ داخل الحي
أصبحت العائلات الأخرى تتحدث عن سمعة حيِّنا
ومخالفة القواعد ..
بات من المحتم أن ندمر ممتلكاتهم الموجودة
لقطع دابر تجارتهم
لا يملك أحد الجُرْأةِ سوى جلال
من يدخل حي ليبرانت ويخرج حياً بكامل أطرافه
ولكنه فعلها و جعل الجميع عاجزًا دون أدله
تجولت في الحي محاولًا إيجاد خيط يدلني على أماكنهم
دلفت لأحد الأزقة
كانت الشمس تميل إلى الغروب،
ضوءها الذهبي يخترق الزقاق الضيق بنعومة
يلقي بظلال مائلة طويلة على الجدران المتقشرة
حيث الطلاء القديم قد تآكل بفعل الزمن والرطوبة
أرضية الزقاق مغطاة ببقع الزيت المتجمدة والغبار المتراكم
وصفائح القمامة المعدنية مصطفّة بجانب الجدران
تصدر أصواتًا خفيفة كلما مرّ نسيم الهواء بينها
كأنّها تهمس بالأسرار التي دفنتها الشوارع القديمة
في أعلى الجدار، تراقصت خيوط الغسيل
تحمل قمصانًا باهتة وأغطية نوم ممزقة
تهتزّ ببطء تحت نسمات خفيفة لا تكفي لتلطيف الجو الملوّث
التقت مسامعي أصوات لتجمعْ بشري
تبعتها حتى لفت انتباهي وقوف عمر وجلال متقابلان في أحد الأزقه و يبدو النقاش بينهما محتدمًا
اقتربت بتروي جاذبًا انتباههُما :
" خيرًا إن شَاءَ الله ؟"
أدار عمر صاحب العيون الزجاجية جسده نحوي مقتربًا بهمس
وقد على وجهه ابتسامةٍ صفراء:
" لا تتظاهر بأنكْ واحدٍ مِنَّا"
ليتخطاني منهيًا مابينهما
لأجد الأخر مميلًا رأسه بتبسم ماكر :
" أمسك بأخيك جيدًا ، إنه يلتصق بالياقةِ حقًا "
تقوست عيناه مكملًا :
" وإلا لاتسألني عنه لاحقًا "
نطقت بسخريةْ ناسفًا تهديده :
" من الَّذي يلتصق بياقة الأخر ؟ عد لمكانك و حيك فقط ولن ترى أحدٍ مِنّا "
أنت تقرأ
الـضَّـوء الـمُـظْـلِـمْ
Actionعِندمَا تَظنْ أنكَ إستَتطعْتَ الْهرُوبْ منْ مَاضِيكْ مُتحَررًا مِنْ قيُيودٌ وَهمِيَّةٍ، لِتْصْفَعَ بِه حَاضرًا وَ مستْقْبلاً . ملاحظة : روايتي بريئة من الشذوذ و مخالفة الفطرة.
