رَمادْ الإنْفِجارْ

58 3 80
                                        

الندم نارٌ هادئة، لكنها لا تنطفئ أبدًا



















[ تولاي ]

إكتست السماء بحلتها السوداء
قاتمة گـ ظلمة المكان الّذي نقف فيه ..

والريح تجرّ أنفاسها بين الشقوق العتيقة

أسندت ظهري إلى الحائط المتصدّع، أراقب تشقّقات الطلاء وهي تتسلّق الجدار كما لو كانت تحاول الهرب

قدمايَ ثقيلتان، كأن الأرض ترفض أن تحملني بعد الآن.

بات هذا اليوم العاشر لنا نتناوب على مراقبة المكان 
بعد أن وجدنا مصانعهم الخارجية

إعتدل آسر بوقفته آمرًا :
" اجلس "

جلست، أو ربما سقطت
لم أعد أفرّق بين الطاعة والعجز
الدوار يطوّق رأسي ، و الجوع يهمس في صدري بصمتٍ موجِع
لم أتناول شيئًا منذ الصباح
لا ألوم أحدًا على ذلك فأنا كذاك نسيت نفسي أيضًا

مدّ يده بعد أن عبث بجيب سترته،
قطعة حلوى صغيرة راحت تلمع في كفّه المعتمة
تناولتها، ضحكة قصيرة خرجت منّي كتنفّسٍ خاطئ

نطق ببطئ متعجبًا:
" عذرًا سيد تولاي ، ما المضحك ؟ "

مضغت قطعة السكر بنهم قبل أن يغير رأيه :
" لم أتخيل قط أن شخص مثلك يحمل السكاكر معه "

ابتسم بغموض مقتربًا مني مشيرًا إلى الأرض خلفه:
" لستُ كذلك ، وجدتها على الأرض ، هناك "

تخطاني تاركًا اياي في صدمه محاولًا استيعاب ماقيل
أحقًا ماسمعت أم أنه يستمتع بإرباكي ؟!

مرَّ الوقت بطيئًا، يسحب خلفه الساعات كجنازةٍ باردة

حين أشار لي آسر، اقتربت بهدوءٍ فتمتم:

" أظنهم خرجوا للتسليم ، لم يبقى منهم أحد "

همهمت بالموافقة ، تحدث مع الأخرين بالجهاز
ليأكد الجميع بأن المصنع خالي

نزلنا ببطئ تعمدنا السير في النقاط العمياء
فخطة آسر تقتضي محو الأثر خلفنا ، حتى لا يعرف الجاني
فلسنا أعداء الكوزاي الوحيدون

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Dec 13 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

الـضَّـوء الـمُـظْـلِـمْ  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن