مَنْ وَقفَ علَى أعتابنَا سَنَقِف مَعهْ
تردّد صوت المنبّه...
(آسر... آسر...)
كأن أحدهم يهمس باسمي من وراء جدارٍ بعيد
يا لثقل هذا الصباح.... ويا لسخافة استيقاظي
الهدوء حولي يتآمر عليّ، يضاعف رغبتي بعدم الإجابة
إنه مزعج، نعم... لكنه جميل بطريقة مريضة
مددت يدي أبحث عنه
الوسادة، تحت الغطاء، الفراغ
لا أثر له
عين نصف مفتوحة، والأخرى ترفض المشاركة
ركز يا آسر، الصوت يأتي من الأسفل
آه ! بالطبع.
أسقطته مرة أخرى على الأرض
انحنيت لالتقاط الهاتف
وكان ينظر إلي كما لو أنني خذلته ألف مرة
"يومًا ما سيخنقني هذا الهاتف ، فقط ليأخذ بثأره."
ابتسمت بمرارة. سأضحك لاحقًا ، ربما.
لكن الأسوأ، أنني استيقظت على موعد العمل
وفي يوم عطلتي
هل يوجد شيء يقتل مزاجي أكثر من ذلك؟
نسيت إيقاف المنبه
كالعادة
عدت للاستلقاء ، لعلي أخدع عقلي وأغفو
لكن جسدي ارتجف فجأة
تذكّرت أن في منزلي... شخصًا ما
شخصًا بين الحياة والموت
سرت ببطء... ساقي تؤلمني وكأنها تحتفظ بماضي الليلة السابقة
اقتربت منه
ثم توقّف الهواء
كيس دماء معلّق
وإبرة مغروسة في ذراع الشاب الأبيض
وجهه شاحب، يطفو بين الألم والعدم
وبالطبع ، هناك هي
القزَمة
"صباح الخير"
صرخت مبهوتًا:
"اللعنة!"
اتخذت وضعية الهجوم... وكم كان من السهل أن أخلع فكّها.
تراجعت فورًا، وارتسمت على ملامحها ابتسامة تحبس ضحكة
تنهدت:
"كيف دخلتِ؟"
رفعت المفتاح أمام عيني
"صنعت نسخة من مفتاح منزلك."
انتزعت المفتاح منها كمن ينتزع حياته
تمتمت بغيظ:
"من سمح لك؟"
قالت بابتسامة ميتة:
"أنا. ولدي نسخ أخرى... لا تقلق. أريد فقط الاطمئنان عليك."
اطمئنان؟
أنا آخر شخص يصلح أحد أن يطمئن عليه
رفعت صوتي:
"لست بحاجةٍ لزياراتك. أنتم أكثر رعبًا من المجرمين! ثم... ما هذا؟"
وأشرت إلى كيس الدماء.
"من أين حصلتِ عليه يا سمسارة الظلال؟"
أنت تقرأ
الـضَّـوء الـمُـظْـلِـمْ
Actionعِندمَا تَظنْ أنكَ إستَتطعْتَ الْهرُوبْ منْ مَاضِيكْ مُتحَررًا مِنْ قيُيودٌ وَهمِيَّةٍ، لِتْصْفَعَ بِه حَاضرًا وَ مستْقْبلاً . ملاحظة : روايتي بريئة من الشذوذ و مخالفة الفطرة.
