الليلةُ العشرونّ والأخيرةّ
وَ حين انطفأت كل الأصوات فجأة، غرق المكان في صمتٍ ثقيل، صمتٍ أعمى لا يسمع فيه سوى خفقات قلبه وهي تتباطأ ثم خمدت ..
سقط على الأرض بكتفين مثقلين، والظلام ابتلعه ! آخر ما تمتم به كان اسمها، خرج من فمه كرجاء طفل تائه..
وهناَ إنتهتّ اللياليِ العشرونّ بإنكسارِ المرآة ..
...
فتح عينيه بعد زمنٍ ، لم يعرف إن كان لحظة أو دهراً ..الهواء كان ثقيلاً، يلسع رئتيه برائحة الرماد اللاذعة
وكان جسده يؤلمه و كأن آلاف الشظايا اخترقتهُ
لكنه حين مد يده لم يجد سوى غبارٍ يتناثر بين أصابعه !
جلس ببطء وهو يناجيِ جسدهُ المتهالكّ وسطّ الحطامّ والبرد يزحف على جلده الأسمر وأصواتِ الأمواجِ تعالتً،
أبصرَ حولهُ و المكان كلّه صار أطلالاً .. المرآة التي لا طالما أسرته لم يبقَ منها شيء ! لا شظايا، لا وهج... فقط رماد يتطاير كدخانٍ أخير لأسطورة انطفأت..أسطورةُ المرآة اللعينة التي أسرتّ حياةَ شابٍ وسيمّ راقٍ وذكيّ ، إنتهتّ بالحطام حتى التميمةُ التيِ كانّ يمسكهاَ تفتتّ وأصبحتّ رماداً أزرقاً تطايرًتّ جزيئاتهُ هناَ وهناكّ !
شهقَّ وكأنهُ عائدٌ من الموتّ ووسطّ ركامٍ من الرمادّ كان يلهثُ و شعر بخفة غريبةٍ ! صدره لم يعد مثقلاً .. ووشوشات اللعنة لم تعد في رأسه .
لكن قلبه ارتجف حينما تذكرها.. ليـسا !
رفع عينيه بارتباك، يبحث وسط الخراب وصوتُ صدى سعالهِ تعالىَ في الغرفةّ ناظرّ المكانّ مجدداً بأعينَّ متلألأةّ ! ووقعتّ أنظارهُ لأشلاء المرآة وتذكرّ خيالَّ محبوبتهِ وراءها قبلّ أن يتحطمَّ كلَّ شيئ وتزعزعَّ قلبهُ مرتجفاً خائفاً من الفكرةِ التي راودتّ ذهنهّ وتكالبتّ عليهِ الهواجيسّ وشعرّ وكأنه وسطَّ دوامةّ ! وركضّ باحثاً عنها وكأنه لم ينساها يوماً ..
..
لقدّ كانتّ الليلةُ الحاسمة ، الليلةُ التي قررتً فيها إيفيلينّ مغادرةّ جحيمّ المرآة وأن تتركّ تايهيونغّ وكوريا وراء ظهرها لعلَّ الزمن يشفيِ ما تسببتّ به الأيامُّ من نزيفٍ في قلبهاَ
لكنّ كانَّ للقدرّ رأيٌ آخرّ .. وعزمتً السماءّ أن تمنحهاَ أملاً جديداً وفرصةً ثانيةّ لتنقذ ما تبقى لها من الحبّ ونصيبهاَ في السعادةّ ..
فتحتّ عيناهاَ ببطئ ولقدّ شعرتّ بالألم يسريِ في كاملّ جسدهاَ ..كانتّ تحاولُ التذكرّ والتعرفّ على محيطهاَ
وأدركتّ بالفعلّ أنها في غرفة المستشفى بينما أحاطتّ بها الأجهزةّ من كلّ جهةّ ، وباغتهاَ صداعٌ في الرأس على نحوٍ مؤلمٍ للغاية
وقدّ عادتّ إليهاَ أصواتٌ من الليلةِ السابقةِ ..
أصواتُ سياراتِ الإسعافّ والشرطةّ
وصوتهاَ وهيَ تكادُ تُحتضرّ .. تثاقلتّ أجفانهاَ ولم تكنّ قادرةً على تحريكِ رأسهاَ البتةّ لكنها رأت جوزيتّ تنامُ بتعبٍ على الأريكةِ السوداءِ الجلديةّ التي تموضعتّ في الزاويةِ من الغرفةّ
وآخرُ ما تذكرتهُ من أحداثّ ليلة أمس كانَّ شجارهاَ مع سائق الأجرةّ ثم صوتُ إرتطامٍ قويٍ للغايةِ ، ثم السوادّ !
أنت تقرأ
Behind the Mirror : Twenty Nights | Taelice
Fantasyثُـمَ تَـحَـرَرتٌ عَفاريِتُ ذِكرَياَتِيِ الَـحَالكَـة منٌ قُمقُمِهاَ أناَ أرَاهَا .. أُماهٌ أَنقِذينيِ ! عِشٌرونَ لَيـلَةٌ لاَ تَـكٌسِرٌ الـمِرٌآةٌ .. مهم : كلُ الأحداث في هذه الرواية لا صلة لها بالواقعّ ~ ⚠️كل الحقوق تَعود لي كالمؤلفة والكاتبة ا...
