4 - طلقني

50.1K 1.5K 246
                                    

دلف ممدوح إلى حجرته راكلاً الباب خلفه بعنف شديد لكنه لم يتلق استجابة من أحد فاتجه في خطوات ثابتة للداخل وفجأة تسمر في مكانه وهو يحدق مأخوذاً في ليلى التى استلقت على أحد الكراسى واستسلمت لسبات عميق وما لبث أن غمغم هامساً :

ـ يا إلهى .. كيف لرجل أن ينتقم من امرأة على هذا القدر من الجمال ؟

اقترب منها في بطء شديد وكأنه يخشى أن يفسد هذه اللوحة الرائعة قبل أن ينحنى فوقها ويقبل شفتيها في شغف زاده هاتان الشمسان اللتان أشرقتا فجأة من عينيها وانعكس ضوءهما على عيني ممدوح فتألقتا ببريق رائع .. تراجعت بوجهها للخلف حتى التصق بظهر الكرسي الذي تجلس عليه وهى تتحاشى وجهه القريب جداً منها قائلة بصوت مرتجف :

- من أنتَ؟

ابتسم هامساً :

- أنا من لا يستطيع غيره الدخول إلى هذه الغرفة

ظلت تحدق في وجهه صامته .. لم تتوقع أبداً أن يكون بهذه الو...

قال وهو يلاحق نظراتها بأعمق منها :

- ألم تعرفيني بعد ؟ كل هذه الصور المعلقة على الجدران .. ألم تخبرك من أنا ؟

تابعت التحديق في عينيه دون أن تهتز أهدابها فتابع هو في طرب :

- يقولون أن هناك فرق كبير بين من يرى صورتى ومن يرانى وجهاً لوجه .. أتعرفين السبب ؟

أجابت فجأة كتلميذ نجيب :

- فى عينيك وابتسامتك بريق لا يمكن لعدسات الكاميرا أن تلتقطه 

شعرت بحماقتها حين نهض وانفجر ضاحكاً وكأنها ألقت فى وجهه بقنبلة للضحك حتى قال أخيراً :

- رائع كنت قد بدأت أشك فى كو............

لكنه قطع عبارته وهو يتأملها فى اهتمام قائلاً :

- أنت صغيرة جداً ، محال أن تكونى دكتورة فى الجامعة مهما بلغ تفوقك

وكأن ما قاله عن عملها ولد فيها القوة التى افتقدتها مؤخراً فقالت فى ثقة أصابته ببعض الدهشة :

ـ لقد حصلت على الماجستير ولم أحصل على الدكتوراة بعد

ثم أردفت وقد راق لها الإعجاب الذى يطل من عينيه قوياً :

- لكننى سوف أحصل عليها قريباً ...قريباً جداً

ألقى بسترته جانباً وهو يعاود الاقتراب منها فنهضت مسرعة وابتعدت عن الكرسى بينما أطلق صفيراً طويلا ً وهو يتأمل قامتها الهيفاء مغمغماً :

ـ طول وعرض .. تحتاج والدتى إلى تعلم المزيد من المفردات حتى تجيد الوصف

نظرت إليه فى دهشة قائلة :

- ماذا تقول ؟

قال متيماً :

- أنت فينوس

وحدك حبيبتي  (كاملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن