أخيراً وبعد محاولات مستميتة من قبل الحاج سالم عاد ممدوح من فرنسا واتجه مباشرة إلى القرية ، ما أن رأته والدته حتى أصابتها صدمة كبيرة وهى ترى وجهه الشاحب ووزنه الذى فقد منه الكثير ، وامتلأت عيناه ببريق الجنون والغضب ، بدا مرهقاً وكأنه لم يذق للنوم طعماً منذ أمد بعيد
ضمته والدته إليها فى لهفة ولوعة شعر معهما برغبة فى البكاء ، زادت رغبته إلحاحاً بين ذراعى والده الذى هتف ساخطاً عندما رأى دموع زوجته المنهمرة :
- كفى يا امرأة ، من الحزن يولد الرجال يا ولدى
غمغم ممدوح فى ألم :
- حزنى أنا سيقتلنى يا أبى
جلس على الأريكة وأخرج علبة سجائره ، أشعل إحداها غير مبال بوجود والده الذي هتف مستنكراً :
ـ أهذا ما تعلمته فى فرنسا ؟
نفث ممدوح دخان سيجارته فى ألم قائلاً :
- آسف يا أبى ، لكن أرجوك لست فى حال تسمح بمعاتبنى
تنهد والده فى ضيق قائلاً :
- حسناً ، اذهب الآن لتستريح ، وغداً سنذهب لتعيد ليلى
حدق فيه ممدوح قائلاً :
- ألم تصلها ورقة الطلاق ؟
ـ بلى وصلت ، لكنك يجب أن تعيدها إليك من جديد
ابتسم فى سخرية مريرة وهو يغمغم :
- أنت لا تدرى ماذا حدث !
ـ بل أخبرتنا ليلى بكل شئ
ـ وماذا قالت عن هذا القذر الذى رأيته عارياً فى غرفة نومى ؟
ـ أقسمت أنها لا تعرف عنه شيئاً
ضرب كفاً بأخرى وقال متهكماً :
- أقسمت ، وهل صدقتها ؟
نظر والده فى عينيه قائلاً :
- نعم
ضحك ممدوح فى هيستيريا قائلاً :
- لا ألومك ، وكيف أفعل إن كنت أنا نفسى قد صدقتها ؟
أطلق آهة طويلة يملؤها الألم وهو يضغط على أسنانه قائلاً :
ـ لست أدرى ، كيف صدقت مخلوقة تتنفس كذباً مثلها !
ربت والده على كتفه قائلاً :
- الأمر الآن لم يعد متعلقاً بـ ليلى وحدها ، بل بطفلك أيضاً
هتف مصدوماً :
- ماذا ؟
ـ ليلى حامل يا ممدوح ، ليلى تحمل حفيدى الذى ......
قاطعه ممدوح فى ريبة قائلاً :
- كيف حدث هذا الحمل ؟
ـ ألست رجلاً ؟
أنت تقرأ
وحدك حبيبتي (كاملة )
Romanceعندما يتحول الجمال من نعمة إلى نقمة .. والسحر الناعم يتبدل لعنة .. عندما تحملني هفوتي إلى ذنبِ لا غفران له إلا الموتُ عشقًا .. فعذرًا .. لن أكتفي بأن أكون أقربهن إلى قلبك .. لا مفر من أن أصبح إلهتك وإن بات قتلي أولى طقوسك .. فاركع سيدي وقلها علان...