مقتطفات

11.3K 229 29
                                    


كان مستلقياً فوق فراشه مغمض العينين وأنفاسه نار مستعرة حين دلفت ليلى إلى حجرته ومست ذراعه فى رفق لكنه انتفض مذعوراً كمن مسته حية وصرخ بها قائلاً :

ـ اخرجى من هذه الغرفة ، وحذار أن تقربيها مرة أخرى

همست فى ألم :

- ممدوح ، لماذا تعذب نفسك وتعذبنى كل هذا العذاب ؟

ضغط على أسنانه قائلاً :

- كلانا يستحق العذاب ، أنت تستحقينه لأنك ساقطة ، وأنا أستحقه لأننى صدقتك

عز عليها أن تدافع عن نفسها أمامه فانهمرت دموعها وهى تغمغم فى لوعة :

ـ أنت تعلم جيداً أننى لست ساقطة

ـ من قال هذا ؟ أنا لا أعلم عنك شيئاً أكثر مما تخبرينى أنت به ، ويوماً بعد آخر ينجلى خداعك وكذبك

ازدادت نحيباً وهى تغمغم :

- أنا لم أعرف رجلاً قبلك ولن أعرف بعدك

ـ إن بكيت دماً هذه المرة هل تتوقعين أن أصدقك ؟

نهض وراح يدور حولها كأسد جريح قائلاً وكأنه يحدث نفسه :

- أنا من عرفت نساءً بعدد شعر رأسى ، أقلهن دهاءً يمكنها سحقك سحقاً ، أسقط كدلو فى قبضة بلهاء مثلك ! أنا من لقبونى بساحر النساء وزعيم الرجال ، أنسكب تحت قدميك فتعبرين فوقى !

برقت عيناها فى يأس قائلة :

- حسناً ، هب أننى أخطأت كما تقول ، لماذا لا تغفر لى وقد غفرت لك مراراً ؟

صرخ فيها قائلاً :

ـ لأنك طعنتنى فى ظهرى ، نعم ، كنت شيطاناً لكنى لم أرتد يوماً قناع الملائكة كما فعلت أنت ، كنت ذئباً ولكننى لم أدع أبداً بأننى حمل وديع

أردف والنار فى عينيه لا يمنعها من القفز إليها سوى حاجز من الدمع المتحجر بهما :

ـ حين أعلنت توبتى كنت صادقاً ، كنت قد حررت نفسى من شهواتى وسلوكى الهمجى حتى استحق التقرب من ملاك مثلك !!! ، لقد أمضيت معك شهراً كاملاً فى الساحل الشمالى ، لم أحاول خلاله أن أقبلك رغم الشوق الذى كان يحرقنى إليك . لقد امتنعت عن معاشرتك وأنت تشاركيننى الفراش ذاته فى وقت كنت فيه وحشاً لا قلب له ، هل تعرفين لماذا ؟ هل تظنين أن جناحى حمامة مثلك هما ما منعا شيطان مثلى من الأقتراب منك ؟

هل تظنين أننى كنت أخشى من بصاقك فوق وجهى ؟

عجزت عيناه عن قمع كل هذا الدمع المتحجر فيهما فصفعها بقوة صارخاً :

ـ لقد قدستك أيتها العاهرة ، ويبدو أنه قد حان يوم قتلك

وحدك حبيبتي  (كاملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن