حركت ليلى جفنيها فى بطء ، الأنوار عادت إلى الغرفة من جديد ، وابتعدت الجدران عن بعضها البعض مرة أخرى ، رائحة العطر تملأ أنفاسها بينما انحنى ممدوح فوقها وراح يسألها فى نبرة يشوبها القلق:
ـ ليلى ... ليلى ..هل أنت بخير ؟
تنبهت إلى أنها ترقد على فراشها وهو يجلس على حافته ، ممسكاً بزجاجة من العطر فى إحدى يديه بينما يمسح شعرها بيده الأخرى ، عاد ليكرر سؤاله من جديد فهزت رأسها صامتة وتابع فى قلق أعمق :
ـ هل أنت مريضة ؟
نظرت إليه فى تساؤل فأردف قائلاً :
- لقد انخفضت درجة حرارتك فجأة ، وأصبحت بشرتك بلون الثلج . هل تعرضت لمثل هذه الحالة من قبل ؟
حاولت النهوض قائلة :
- اطمئن ، أنا لست مريضة .
ـ لماذا سقطت مغشياً عليك إذاً ؟
حدقت فيه بضيق صامته ، فابتسم بطريقة أربكتها قائلاً :
- ألن تقولي شيئاً ؟
قالت بصوت مرتبك :
- أنت تعلم أننى لم أتناول طعاماً منذ أمس ، وربما كان هذا هو السبب
جذبها إلى مائدة الطعام قائلاً فى خبث :
- حسناً ، ظننتك ستحاولين إيهامى بشئ آخر
نظرت إليه قائلة :
- ماذا تعنى ؟
أجابها وهو يحدق فى عينيها :
- يبدو أننى أكثر أهل الدنيا حظاً ، أو أنك ممثلة قديرة جداً
جلسا يتناولان طعامهما ، حاول إطعامها فانتهرته قائلة :
- أظن أننى فى سن يسمح لى بتناول الطعام بمفردى
عض على شفتيه قائلاً :
- كاد صبرى أن ينفذ يا ليلى
تجاهلت غضبه وراحت تتناول طعامها صامتة ، حانت منها التفاتة إليه ، فاتسعت عيناها وتوقفت عن تناول الطعام وهى تحدق فيه مستنكرة .. كان يتناول طعامه فى شراهة شديدة
التفت إليها وغمغم ساخراً :
ـ لماذا تنظرين إلىَ هكذا ، هل تتعلمين الأكل منى ؟
صاحت قائلة :
- مستحيل..!
ابتسم فأردفت مستنكرة :
- أنت تأكل كالأسد
أجابها فى لا مبالاة :
- الأسد هو مثلى الأعلى دائماً
توقف عن تناول الطعام فبرقت عيناها قائلة :
- هل أشعرتك بالخجل ؟
أنت تقرأ
وحدك حبيبتي (كاملة )
Romanceعندما يتحول الجمال من نعمة إلى نقمة .. والسحر الناعم يتبدل لعنة .. عندما تحملني هفوتي إلى ذنبِ لا غفران له إلا الموتُ عشقًا .. فعذرًا .. لن أكتفي بأن أكون أقربهن إلى قلبك .. لا مفر من أن أصبح إلهتك وإن بات قتلي أولى طقوسك .. فاركع سيدي وقلها علان...