5- التحدي

43.2K 1.5K 131
                                    

حركت ليلى جفنيها فى بطء ، الأنوار عادت إلى الغرفة من جديد ، وابتعدت الجدران عن بعضها البعض مرة أخرى ، رائحة العطر تملأ أنفاسها بينما انحنى ممدوح فوقها وراح يسألها فى نبرة يشوبها القلق:

ـ ليلى ... ليلى ..هل أنت بخير ؟

تنبهت إلى أنها ترقد على فراشها وهو يجلس على حافته ، ممسكاً بزجاجة من العطر فى إحدى يديه بينما يمسح شعرها بيده الأخرى ، عاد ليكرر سؤاله من جديد فهزت رأسها صامتة وتابع فى قلق أعمق :

ـ هل أنت مريضة ؟

نظرت إليه فى تساؤل فأردف قائلاً :

- لقد انخفضت درجة حرارتك فجأة ، وأصبحت بشرتك بلون الثلج . هل تعرضت لمثل هذه الحالة من قبل ؟

حاولت النهوض قائلة :

- اطمئن ، أنا لست مريضة .

ـ لماذا سقطت مغشياً عليك إذاً ؟

حدقت فيه بضيق صامته ، فابتسم بطريقة أربكتها قائلاً :

- ألن تقولي شيئاً ؟

قالت بصوت مرتبك :

- أنت تعلم أننى لم أتناول طعاماً منذ أمس ، وربما كان هذا هو السبب

جذبها إلى مائدة الطعام قائلاً فى خبث :

- حسناً ، ظننتك ستحاولين إيهامى بشئ آخر

نظرت إليه قائلة :

- ماذا تعنى ؟

أجابها وهو يحدق فى عينيها :

- يبدو أننى أكثر أهل الدنيا حظاً ، أو أنك ممثلة قديرة جداً

جلسا يتناولان طعامهما ، حاول إطعامها فانتهرته قائلة :

- أظن أننى فى سن يسمح لى بتناول الطعام بمفردى

عض على شفتيه قائلاً :

- كاد صبرى أن ينفذ يا ليلى

تجاهلت غضبه وراحت تتناول طعامها صامتة ، حانت منها التفاتة إليه ، فاتسعت عيناها وتوقفت عن تناول الطعام وهى تحدق فيه مستنكرة .. كان يتناول طعامه فى شراهة شديدة 

 التفت إليها وغمغم ساخراً :

ـ لماذا تنظرين إلىَ هكذا ، هل تتعلمين الأكل منى ؟

صاحت قائلة :

- مستحيل..!

ابتسم فأردفت مستنكرة :

- أنت تأكل كالأسد

أجابها فى لا مبالاة :

- الأسد هو مثلى الأعلى دائماً

توقف عن تناول الطعام فبرقت عيناها قائلة :

- هل أشعرتك بالخجل ؟

وحدك حبيبتي  (كاملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن