نامت ليلى نوماً متقطعاً وهى تراه كلما أغمضت عينيها ، استيقظت متلهفة تترقب وجوده فى أية لحظة ، لكنه لم يأت ، لقد نسى وعده لها كما نسى كل الوعود السابقة ، لكم تبغضه ، أنها لم تشعر بالإهانة أبداً إلا عندما تتعامل معه ، من يصدق ما يفعله بها ، ماذا سيحدث لو علم فؤاد بما آل إليه أمرها ؟ ماالذى سيقوله دكتور عبد الرحمن أو أى زميل آخر يصل إلى مسامعه أخبارها المخجلة ؟ منذ متى وهى لا تجيد التحكم بانفعالاتها إلى هذا الحد ؟
كانت عقارب الساعة تشير إلى السادسة مساء عندما دلف إلى الحجرة وحدق فى وجهها العابس قائلاً :
- ألم تستعدى بعد ؟
قالت كمن استيقظ فجأة من غفوة طويلة :
- ظننتك نسيت ما وعدتنى به
ابتسم قائلاً :
- كنت أتمنى هذا ، لكننى لم أستطع
نظرت إليه فى مزيج من السعادة والاستنكار فاتسعت ابتسامته قائلاً :
- أين تريدين الذهاب ؟
قالت فى لهفة :
- الملاهى بالطبع
بدل ملابسه سريعاً واتجه إلى الباب قائلاً :
- سأنتظرك بالسيارة ، لا تتأخرى
لم تستغرق ليلى وقتاً طويلاً حتى أسرعت تغادر المنزل ترقبها عينان ناريتان من خلف إحدى النوافذ وما أن ابتعدت قليلاً حتى استدارت نجوى إلى سميرة وهى تهتف فى ثورة وضيق :
- انظرى إلى هذه القروية ، انظرى ماذا ترتدى !!!
ـ ماذا ترتدى ؟
ابتعدت نجوى عن النافذة لتترك لسميرة فرصة المشاهدة فصاحت الأخيرة مستنكرة :
ـ ما هذا ! بنطلون من الجينز وتى شيرت !!
التفتت إلى نجوى وابتسمت قائلة :
- اطمئنى ، سيقتلها ممدوح ما أن يراها
زفرت نجوى وهى تكاد تنفجر غيظاً :
- ليته يفعل هذا ، هذه اللعينة تثير جنونى
صعدت ليلى إلى السيارة وهى تبتسم قائلة :
- هل تأخرت عليك ؟
أجابها دون أن يلتفت إليها :
- كلا
نظرت إليه وهمت أن تعترض على شئ ما ، لكنها فضلت الصمت الذى ساد بينهما طويلاً حتى شعرت ليلى بالضجر فقالت ساخطة :
- تبدو وكأنك مرغماً على هذه النزهة
قال فى نبرة واثقة :
- لا يستطيع أحد أن يرغمنى على فعل شئ لا أريده
توقف أخيراً أمام أحد الملاهى الليلية قائلاً :
- هيا لقد وصـ .....
أنت تقرأ
وحدك حبيبتي (كاملة )
Romanceعندما يتحول الجمال من نعمة إلى نقمة .. والسحر الناعم يتبدل لعنة .. عندما تحملني هفوتي إلى ذنبِ لا غفران له إلا الموتُ عشقًا .. فعذرًا .. لن أكتفي بأن أكون أقربهن إلى قلبك .. لا مفر من أن أصبح إلهتك وإن بات قتلي أولى طقوسك .. فاركع سيدي وقلها علان...