فتحت ليلى عينيها فى كسل ما لبث أن تحول إلى خجل بالغ حين وقعت أنظارها على هذا الراقد بجوارها على الفراش ، سحبت الغطاء وأحكمته حول جسدها المرتعد ، تجمعت الدماء كلها فى وجهها وقد شردت أفكارها مرغمة إلى أحداث الأمس . ماذا أصابها وجعلها تستسلم له بهذا الشكل المهين وكأنها ساقطة .. وهذا الوقح كم كان سعيداً بسذاجتها ، كم كان مزهواً عندما أيقن أنه الرجل الأول فى حياتها بالرغم من سنوات عمرها التى قاربت السادسة والعشرين ، لكن ما حدث بالأمس لن يتكرر أبداً ، لن تتركه يسخر من تلك البلاهة التى أبدتها مرة أخرى ، لن تدعه....
قطعت أفكارها تلك الطرقات المتصلة على باب حجرتها ، ارتعدت وهى تستمع إلى صوت حماتها قائلا :
ـ استيقظى يا ليلى ، استيقظ يا ممدوح لقد وصل الضيوف
زفرت بضيق ها هو اليوم الثانى على التوالى لتلك الجلسات البغيضة التى ترغمها عليها تقاليد هذه القرية ، ترى كيف ستتحمل أسبوعاً بأكمله على هذا المنوال ؟
حانت منها التفاتة إلى ممدوح الذى ما زال يغط فى نوم عميق وكأنه لم يسمع شيئاً تنهدت بضيق تحدث نفسها :
" لماذا لم يستيقظ حين طرقت والدته الباب ؟ "
مدت أصابعها فى تردد لتمس ذراعه بلطف هامسة :
- ممدوح ... ممدوح استيقظ
لكنه لم يتحرك قيد أنملة ، شددت من ضغطها على ذراعه .. من دون جدوى ، تحولت لمساتها إلى ما يشبه اللكمات فى محاولة لإيقاظه لكنه لم يستيقظ ، تحول ضجرها إلى ذعر وراحت تتحسس نبضاته لتتأكد من كونه ما زال على قيد الحياة وهى تتمتم فى تعب :
- يا إلهى نائم هذا أم قتيل !!!؟
انتفضت حين ضحك ممدوح فجأة ، نظرت إليه فى غضب قائلة :
ـ أنت مستيقظ إذاً ..؟ لقد ظننتك فارقت الحياة
تأملها قائلاً :
- لست من الحماقة لأترك امرأة مثلك بعد ليلة واحدة ، لكننى لم أعتد على الاستيقاظ هكذا
ـ وكيف تستيقظ إذاً ؟ هل يضعون قنبلة تحت رأسك ؟
جذبها إليه واستمر يقبلها فى نهم قائلاً :
- بل هكذا
ابتلعت ريقها بصعوبة قبل أن تغمغم أخيراً :
- ومن هذه التى اعتادت أن توقظك هكذا ؟
ضحك قائلاً :
- والدتى
صاحت فى مزيج من البلاهة والاستنكار :
- من ؟ والدتك !!.. كيف ؟
تأمل حيرتها فى تهكم قائلاً :
- هل أخبرتنى يا ليلى أى من أسلحتك استخدمته لاجتياز كل هذه الاختبارات حتى حصلت على الماجستير ؟
أنت تقرأ
وحدك حبيبتي (كاملة )
Romansaعندما يتحول الجمال من نعمة إلى نقمة .. والسحر الناعم يتبدل لعنة .. عندما تحملني هفوتي إلى ذنبِ لا غفران له إلا الموتُ عشقًا .. فعذرًا .. لن أكتفي بأن أكون أقربهن إلى قلبك .. لا مفر من أن أصبح إلهتك وإن بات قتلي أولى طقوسك .. فاركع سيدي وقلها علان...