6- ساحر النساء

43.3K 1.4K 142
                                    

فتحت ليلى عينيها فى كسل ما لبث أن تحول إلى خجل بالغ حين وقعت أنظارها على هذا الراقد بجوارها على الفراش ، سحبت الغطاء وأحكمته حول جسدها المرتعد ، تجمعت الدماء كلها فى وجهها وقد شردت أفكارها مرغمة إلى أحداث الأمس . ماذا أصابها وجعلها تستسلم له بهذا الشكل المهين وكأنها ساقطة ..  وهذا الوقح كم كان سعيداً بسذاجتها ، كم كان مزهواً عندما أيقن أنه الرجل الأول فى حياتها بالرغم من سنوات عمرها التى قاربت السادسة والعشرين ، لكن ما حدث بالأمس لن يتكرر أبداً ، لن تتركه يسخر من تلك البلاهة التى أبدتها مرة أخرى ، لن تدعه....

قطعت أفكارها تلك الطرقات المتصلة على باب حجرتها ، ارتعدت وهى تستمع إلى صوت حماتها قائلا :

ـ استيقظى يا ليلى ، استيقظ يا ممدوح لقد وصل الضيوف

زفرت بضيق ها هو اليوم الثانى على التوالى لتلك الجلسات البغيضة التى ترغمها عليها تقاليد هذه القرية ، ترى كيف ستتحمل أسبوعاً بأكمله على هذا المنوال ؟

حانت منها التفاتة إلى ممدوح الذى ما زال يغط فى نوم عميق وكأنه لم يسمع شيئاً تنهدت بضيق تحدث نفسها :

"  لماذا لم يستيقظ حين طرقت والدته الباب ؟ "

مدت أصابعها فى تردد لتمس ذراعه بلطف هامسة :

- ممدوح ... ممدوح استيقظ

لكنه لم يتحرك قيد أنملة ، شددت من ضغطها على ذراعه .. من دون جدوى ، تحولت لمساتها إلى ما يشبه اللكمات فى محاولة لإيقاظه لكنه لم يستيقظ ، تحول ضجرها إلى ذعر وراحت تتحسس نبضاته لتتأكد من كونه ما زال على قيد الحياة وهى تتمتم فى تعب :

- يا إلهى نائم هذا أم قتيل !!!؟

انتفضت حين ضحك ممدوح فجأة ، نظرت إليه فى غضب قائلة :

ـ أنت مستيقظ إذاً ..؟    لقد ظننتك فارقت الحياة

تأملها قائلاً :

- لست من الحماقة لأترك امرأة مثلك بعد ليلة واحدة ، لكننى لم أعتد على الاستيقاظ هكذا

ـ وكيف تستيقظ إذاً ؟ هل يضعون قنبلة تحت رأسك ؟

جذبها إليه واستمر يقبلها فى نهم قائلاً :

- بل هكذا

ابتلعت ريقها بصعوبة قبل أن تغمغم أخيراً :

- ومن هذه التى اعتادت أن توقظك هكذا ؟

ضحك قائلاً :

- والدتى

صاحت فى مزيج من البلاهة والاستنكار :

- من ؟ والدتك !!.. كيف ؟

تأمل حيرتها فى تهكم قائلاً :

- هل أخبرتنى يا ليلى أى من أسلحتك استخدمته لاجتياز كل هذه الاختبارات حتى حصلت على الماجستير ؟

وحدك حبيبتي  (كاملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن