13- الزاهد
ساد الصمت بينهما طويلاً ، وإن كان ممدوح يرفع عينيه عن الطريق من وقت لآخر لينظر إليها ، وفجأة راح يدندن بإحدى القصائد التى كتبها كمال وتحولت لأغنية ذاع صيتها مؤخراً :
لولا يعاقبنى الله من أجـــــــــلك
جعلتك إلهة فى الأرض وقدستك
معابداً من نور فى عينى شيدتك
آهٍ ... حبيبتى بكل الحب أحببتك
أصابتها الكلمات باضطراب شديد فغمغمت فى محاولة لإخفاء انفعالاتها :
ـ من تلك التى أخبرتك بأن لك صوتاً يمكنك من الغناء ؟
ضحك وهو يلقى إليها نظرة سريعة قائلاً :
- ولماذا تجزمين بأنها امرأة ؟
زفرت بضيق قائلة :
- وهل يمتدحك غير النساء ؟
ابتسم قائلاً :
- ما دمت تصرين على هذا ، فقد أجمعن على أن صوتى يمنح الأغنية سحراً خاصاً لا يمنحه سواي
ابتسمت فى عصبية قائلة :
- يا لك من متعجرف
عاد يضحك فى مرح سرعان ما انتقل إليها ، توقف أمام إحدى الاستراحات المتناثرة على الطريق قائلاً :
ـ تعالي لنتناول شيئاً
بالقرب من الاستراحة كان هناك مركزاً كبيراً لبيع مستلزمات الشاطئ فنهضت قائلة :
ـ سأذهب لشراء بعض الأشياء من هذا المركز
ـ انتظرى ، سآتى معك
ـ أخبرتك مراراً أننى أستطيع الاعتناء بنفسى
نظر إليها بضيق قبل أن يخرج لها مبلغاً من المال قائلاً :
- هل يكفى هذا ؟
ـ لا أحتاج لنقودك ، أنا معى الكثير ، ألم تر .....
قاطعها فى حزم قائلاً :
- ما دمت برفقتى فأنا المسؤول عن احتياجاتك
عادت بعد وقت ليس بالقليل ، تحمل بين يديها حقيبة كبيرة ، نظرت إلى ممدوح الذى كان ينتظرها فى السيارة وقد نفذ صبره وابتسمت قائلة :
- آسفة ، لم أشعر أننى استغرقت كل هذا الوقت إلا عندما نظرت فى ساعتى
ـ آمل أن تكونى قد وجدت ما يستحق كل هذا الانتظار ، ماذا اشتريت ؟
وقبل أن تعترض كان يمسك بين يديه بالشيء الوحيد الذى حاولت إخفاءه عنه ، مايوه أزرق من قطعتين ، اشترته فى لحظة مجنونة وقد لمحت فى عينى البائع تلك الوقاحة التى تلمحها فى عينيه عندما تراوده الرغبة فيها . ابتسم فى تهكم قائلاً :
أنت تقرأ
وحدك حبيبتي (كاملة )
Romanceعندما يتحول الجمال من نعمة إلى نقمة .. والسحر الناعم يتبدل لعنة .. عندما تحملني هفوتي إلى ذنبِ لا غفران له إلا الموتُ عشقًا .. فعذرًا .. لن أكتفي بأن أكون أقربهن إلى قلبك .. لا مفر من أن أصبح إلهتك وإن بات قتلي أولى طقوسك .. فاركع سيدي وقلها علان...