استيقظ ممدوح من نومه وتلفت حوله فى ضيق ، أين ليلى ؟ ولماذا لم توقظه كعادتها مؤخراً ؟ تذكر شجارهما العنيف ليلة أمس ، نهض ليبحث عنها لكنها لم تكن فى الغرفة ، اغتسل وبدل ملابسه لكنها لم تظهر أيضاً ، هتف ينادى سعدية ، وما أن أقبلت حتى سألها :
- أين سيدتك ؟
ـ مع سيدى الكبير
عاد يسألها فى مزيج من القلق والغضب :
- ماذا تفعل هناك ؟
ـ تساعده فى إعداد حقيبته لأنه سيسافر غداً
تنهد بضيق قائلاً :
- سيدتك ليلى أيتها الغبية
ـ سيدتى ليلى فى المطبخ
صاح فى دهشة واستنكار :
- المطبخ !! ماذا تفعل فى المطبخ ؟
ـ لقد أصرت على أن تشرف بنفسها على إعداد الطعام
هتف ساخراً :
- هكذا ، اخبريها إذاً أن تعد لى كوباً من الشاى
عادت سعدية بعد قليل وهى تحمل كوباً من الشاى قدمته إلى ممدوح قائلة :
ـ لقد صنعته سيدتى بنفسها وطلبت منى أن أتى به إليك
نظر إليها بضيق قائلاً :
- اشربيه إذاً يا سعدية ، أو اعطه لسيدتك لتشربه
******
نفث ممدوح دخان سيجارته فى بطء وهو يفكر فى تلك العنيدة ، التى لم ير وجهها لأربعة أيام متتالية ، كانت تحرص على النوم قبل أن يعود ، وتستيقظ قبل أن يستيقظ ، ومنعه كبرياءه من أن يوقظها مراراً ، حتى عندما داهمته الشكوك فى لحظة مجنونة بأنها ربما ليست هى تلك المختبئة تحت الأغطية ، لابد أن يتركها حتى تتعلم كيف تخضع له ، لقد دللها كثيراً ، كثيراً جداً ، أكثر مما ينبغى . من تظن نفسها ؟ ما الذى تريده أكثر من كونها زوجته ، هل صدقت بالفعل هذا التحدى الأحمق ؟
سأله كمال فجأة :
- كيف حال زوجتك الجميلة ؟
قبل أن يستوعب ممدوح سؤاله ، كانت نجوى تحدق فى كمال قائلة :
- جميلة .. هل رأيتها ؟
أجابها كمال فى بلاهة :
- كلا ، لكن ممدوح يصفها بأنها فينوس
انتقل بصرها فى حدة إلى ممدوح الذى زفر بضيق وهو ينظر إلى كمال ساخطاً :
- دعك منه أنه أبله
لكنها مالت عليه فى دلال قائلة :
- ممدوح ، هل هى أجمل منى ؟
أحاطها بذراعه قائلاً :
- ألم تلحظى بعد أننى أمضى الوقت كله معك أنت ؟
أنت تقرأ
وحدك حبيبتي (كاملة )
Romanceعندما يتحول الجمال من نعمة إلى نقمة .. والسحر الناعم يتبدل لعنة .. عندما تحملني هفوتي إلى ذنبِ لا غفران له إلا الموتُ عشقًا .. فعذرًا .. لن أكتفي بأن أكون أقربهن إلى قلبك .. لا مفر من أن أصبح إلهتك وإن بات قتلي أولى طقوسك .. فاركع سيدي وقلها علان...