8- لا.....

52.3K 1.5K 339
                                    

استيقظ ممدوح من نومه وتلفت حوله فى ضيق ، أين ليلى ؟ ولماذا لم توقظه كعادتها مؤخراً ؟ تذكر شجارهما العنيف ليلة أمس ، نهض ليبحث عنها لكنها لم تكن فى الغرفة ، اغتسل وبدل ملابسه لكنها لم تظهر أيضاً ، هتف ينادى سعدية ، وما أن أقبلت حتى سألها :

- أين سيدتك ؟

ـ مع سيدى الكبير

عاد يسألها فى مزيج من القلق والغضب :

- ماذا تفعل هناك ؟

ـ تساعده فى إعداد حقيبته لأنه سيسافر غداً

تنهد بضيق قائلاً :

- سيدتك ليلى أيتها الغبية

ـ سيدتى ليلى فى المطبخ

صاح فى دهشة واستنكار :

- المطبخ !! ماذا تفعل فى المطبخ ؟

ـ لقد أصرت على أن تشرف بنفسها على إعداد الطعام

هتف ساخراً :

- هكذا ، اخبريها إذاً أن تعد لى كوباً من الشاى

عادت سعدية بعد قليل وهى تحمل كوباً من الشاى قدمته إلى ممدوح قائلة :

ـ لقد صنعته سيدتى بنفسها وطلبت منى أن أتى به إليك

نظر إليها بضيق قائلاً :

- اشربيه إذاً يا سعدية ، أو اعطه لسيدتك لتشربه

******

نفث ممدوح دخان سيجارته فى بطء وهو يفكر فى تلك العنيدة ، التى لم ير وجهها لأربعة أيام متتالية ، كانت تحرص على النوم قبل أن يعود ، وتستيقظ قبل أن يستيقظ ، ومنعه كبرياءه من أن يوقظها مراراً ، حتى عندما داهمته الشكوك فى لحظة مجنونة بأنها ربما ليست هى تلك المختبئة تحت الأغطية ، لابد أن يتركها حتى تتعلم كيف تخضع له ، لقد دللها كثيراً ، كثيراً جداً ، أكثر مما ينبغى . من تظن نفسها ؟ ما الذى تريده أكثر من كونها زوجته ، هل صدقت بالفعل هذا التحدى الأحمق ؟

سأله كمال فجأة :

- كيف حال زوجتك الجميلة ؟

قبل أن يستوعب ممدوح سؤاله ، كانت نجوى تحدق فى كمال قائلة :

- جميلة .. هل رأيتها ؟

أجابها كمال فى بلاهة :

- كلا ، لكن ممدوح يصفها بأنها فينوس

انتقل بصرها فى حدة إلى ممدوح الذى زفر بضيق وهو ينظر إلى كمال ساخطاً :

- دعك منه أنه أبله

لكنها مالت عليه فى دلال قائلة :

- ممدوح ، هل هى أجمل منى ؟

أحاطها بذراعه قائلاً :

- ألم تلحظى بعد أننى أمضى الوقت كله معك أنت ؟

وحدك حبيبتي  (كاملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن