ما أن دلف ممدوح إلى الغرفة التى يقيم بها رفاقه حتى ابتدرهم فى مرح قائلاً :
- لماذا تأخر......
قطع عبارته فجأة عندما وقع بصره على نجوى التى جلست على حافة الفراش تحدق فى وجهه وعيناها يتطاير منهما الشرر، ابتسم قائلاً :
- حمداً لله على سلامتك
قالت بعد تنهيدة طويلة :
- عجباً ، لا تبدو مهموماً ولا حزيناً
اقترب منها قائلاً :
- أهذه هى أمنيتك لى بعد تلك الغيبة الطويلة ؟
تجاهلت ما قاله صارخة فى غضب وغيرة لم تستطع إخفاءهما :
- يبدو أن تلك القروية تروق لك
تأملها قائلاً :
- لن أغضب من تجاهلك واستقبالك البارد لى ، فأنا أشعر بما تعانين
صاحت به فى لوعة :
- تشعر.... أى مشاعر هذه التى تتحدث عنها ؟
صاح بصبر نافذ :
- نجوى ، تعلمين أننى لن أحتمل كثيراً
صرخت فى غضب :
- لا تحتمل منى مجرد الكلمات بينما تطالبنى بتحمل أفعالك التى لا تطاق
بادلها غضبها قائلاً :
- تعلمين جيداً كيف تمت هذه الزيجة ، فلمَ هذه الثورة ؟
انهارت قائلة :
- الآن وقد رأيتك ، أعلم جيداً أنك خدعتنى ، لقد كذبت علىَ لكى تمتص غضـ...
قاطعها فى ثورة قائلاً :
- كذبت عليك !! تعرفين جيداً أننى لا أكذب أبداً ، لأننى لا أخاف أحداً .
تدخلت سميرة فى حديثهما قائلة :
- مهلاً يا نجوى لم نأت إلى هنا للعراك
لاحظ ممدوح وجودها للمرة الأولى فابتسم قائلاً :
- مرحباً سميرة ، كيف حالك ؟
ابتسمت فى مكر قائلة :
- بخير ويبدو أنك أنت أيضاً بخير
زفر بضيق قائلاً :
- ما بالكما أنتما الاثنتان ؟ كيف كنتما تتوقعان رؤيتى ؟ أمزق ملابسى وأضفر لحيتى بعد أسبوع واحد ؟
تنهدت نجوى بضيق وعيناها لا تفارقان وجهه بينما أردفت سميرة :
ـ ليس بالضبط ، لكنك تبدو وكأنك أتيت للتو من الجنة
نظر إليهما قائلاً فى تهكم :
- عفواً إن كنت لا أجيد البكاء .
سميرة هى الأخت الصغرى لأشرف ، و لكونها الفتاة الوحيدة بين شقيقين فقد نالت من التدليل ما يكفى ويفيض حتى أنها تزوجت فى سن مبكرة جداً من شاب تافه لا يعبأ سوى بثروة والدها لكنها أصرت على الزواج منه رغم أنف الجميع ، هددت بالتخلص من حياتها ما لم يرضخوا لمطلبها ويقبلوا به زوجاً ، بل أنها تناولت بالفعل بعض الأقراص التى كادت أن تقتلها لولا أنهم سارعوا بإسعافها ، وما أن تعافت حتى استسلمت الأسرة لإرادتها خوفاً من أن تكرر فعلتها مرة أخرى ، ولم يستمر زواجها طويلاً ، فبعد أقل من ثلاثة أشهر ظهرت النوايا السيئة لهذا الزوج فعادت إلى أهلها تبكى كعادتها كلما أرادت شيئاً ، تدخلت الأسرة للتفاوض مع هذا الوغد حتى استطاعت بصعوبة أن تطلقها منه . استجابت بعد فترة لضغوط والديها ووافقت على الزواج من شاب ثرى ، تجمع بين والده ووالدها أعمال مشتركة ، لكنها طلقت أيضاً للمرة الثانية بعد فترة وجيزة ، فيبدو أن زوجها لم يحتمل فرط دلالها وعدم إحساسها بالمسؤولية ، توطدت علاقة سميرة بنجوى عندما كان أشرف يرسم لوحة زيتية لهذه الأخيرة ، التى كانت وقتها فى قمة جمالها ونضارتها مما جعل أشرف يستغرق أكثر من خمسة أشهر للانتهاء من هذه اللوحة ، حاول خلالها إغواء نجوى وإسقاطها فى شباكه بشتى الطرق دون جدوى حتى اقتنع أخيراً بحتمية كونها زوجة ملتزمة لا ترغب فى خيانة زوجها بالرغم من سنوات عمره التى تخطت الستين عاماً . وما أن رأى عادل الصورة التى رسمها أشرف لنجوى حتى جن جنونه بها وصمم على الوصول إليها بأى ثمن ، لكنه فشل أيضاً كما فشل أشرف من قبل ، فزاد ذلك من يقينهما بوفائها لزوجها الكهل
أنت تقرأ
وحدك حبيبتي (كاملة )
Romanceعندما يتحول الجمال من نعمة إلى نقمة .. والسحر الناعم يتبدل لعنة .. عندما تحملني هفوتي إلى ذنبِ لا غفران له إلا الموتُ عشقًا .. فعذرًا .. لن أكتفي بأن أكون أقربهن إلى قلبك .. لا مفر من أن أصبح إلهتك وإن بات قتلي أولى طقوسك .. فاركع سيدي وقلها علان...