صراع الألم

ماري ﻻتحتاج إلى الضعفاء

دخلنا إلى قسم الأطفال الذي كان به اعداد كبيره من الاطفال وكانت اصوات الاطفال تعلو بالصراخ وكانوا منهم من تبدو حالتهم حرجة للغاية والبعض بصحه ﻻبأس بها واظن ان البعض فارق الحياة فلقد رأيت امراة تصرخ وبحرقه كأنما سرقت روحها  وكان زوجها يمسك بها الشيء الذي  ادخل الى قلبي الخوف ان تموت ماري والامر الذي زاد من قلقي انني سمعت احدى الممرضات وهي تقول لقد مات هذا الطفل  بسبب اصابته بفقر دم حاد بسبب الانيميا  مما جعلني ادخل في موجة من  البكاء العارم سقطت على اثرها فاقده للوعي فلوﻻ  كان امير معي وامسك بماري لكان قد حدث ما ﻻتحمد عقباه طلب امير من احدى الممرضات ان تعطني ابرة لكي تخفف من توتري وتهدأ اعصابي قليلاً و بالفعل دخلنا الى احد العنابر وقامت الممرضه بحقني وكان خوفي وقلقي قد انحسره  قليلا فقمت من السرير فقال امير لحظة من  فضلك سناء
فقال لما انتي ضعيفه هكذا ان ماري ﻻ تحتاج الى شخص يزيد من ضعفها بل هي بحاجه الى شخص يدعمها انتي عندما قررتي تربيه ماري فعليك تحمل كل كل شيء من اجلها ﻻ ان تسقطي مغشيا عليك من اول تجربه لك معها.
شعرت ان كلمات امير على الرغم من قسوتها الا انها صادقه وقوية جدا وتعبر عما كان يجب ان افعله فأنا يجب ان اكون قويه من اجل ماري ﻻسببا في ضعفها  فقلت نعم امير انت محق فيما قلته   
ودخلنا الى الطبيب وطلب منا إجراء مزيدا من الفحوصات ولم يشك احدا في امري ﻻن امير طلب مني أن اخرج ماري من السله قبل خروجنا من السيارة مما جعلني ابدو طبيعيه وانا واحمل ماري في يدي وبعدها بساعات ظهرت الفحوصات وطلب مني الطبيب البقاء في المستشفى ودخلنا الى احد العنابر وكان امير يﻻزمني طوال الوقت ولم يتركني لحظة حتى وصلت الساعه 10مساءا وكانت ماري معظم الوقت نائمه وبعد ذلك ذهب   امير ودخلت الينا احدى الممرضات لكي تركب المحلول لماري فكانت الممرضه  امراة تبدو في اواخرالعشرينات دخلت وكانت تبدو  غاضبة جدا وكاد الفضول يقتلني لكي اعرف سبب غضبها فكان اول كلمة لها اين هم  والدها تلك الطفله  ولما انتي معها ؟
ﻻن والدتها قد ماتت وابوها سافر إلى  خارج البﻻد
ههههههههه
يبدو انني اجيد التمثيل فعلى  يبدو ان كﻻمي قد  اقنعها الامر الذي ادخل الى قلبي  شيئا من الاطمئنان و السرور اما ماري فكانت نائمه وانا اتأمل ذلك الوجه البريء وانا اقول في نفسي يا لها من ام قاسية كيف لها ان ترمي بهذا المﻻك الجميل
تسريع الاحداث بعد مرور اسبوعين مر علينا الطبيب وامر بخروجنا من المستشفى  بعد أن كتب لنا بعض من الادوية المقوية   الامر الذي جعلني سعيدة للغاية اما امير فلم يركنا طوال الوقت وحتى لحظة خروجنا
كان امير في اسقبالنا و اوصلنا بسيارته الى المنزل وكانت ماري  بصحة جيدة وتحسنت كثيرا 
و

بينما نحن في الطريق كنت اتأمل في الطرقات تارة وانظر الى الشوارع كأنني امر عليها اول مره فلقد كان منظرها يبدو رائعا هذا ﻻنني اشعر اول مره ان هنالك شخصا اهتم به وانظر الى ماري وهي في يدي تارة اخرى وبينما انا في قمة تأملي هذا فاذا بي امير يرفع يده  ويؤشر ويقول مابك  شارده هكذا
هل انتي خائفه على ماري ؟
انا لست  خائف عليها فقط بل انني اكاد اموت من شدة الخوف عليها و اشعر أنه سوف يكتشف امري وسينهار على رأسي كل شيء وافقدها و الى الابد
ﻻتخافي لن يحدث شيء فأنا معك
امير انا اريد ان اطلب منك طلبا ارجو منك الابتعاد عن طريقي فأنا ﻻ اريد أن اسبب لك  مزيدا من المشاكل يكفي مافعلته من اجلنا
لم ينطق امير بكلمة بل اكتفي بالنظر لي فقط
وبعد فتره هل تريدين مني ان اخرج من حياتك لماذا
انا فقط
وجاء صوته وقد تخلله بعض الغضب الذي بدأ واضحا في صوته وعينيه فقط ماذا
انا لن اسبب الضرر لك وﻻ لماري انا اريد مساعدتك
فقط
امير الموضوع ليس بهذه السهوله 
انقطع حدينا او بمعنى اصح جدالنا  عندما وقفت السيارة امام المنزل
فكاد فمي يسقط من هول الصدمه كيف عرفت منزلي امير
انا عندما عدت من الخارج وعندما علمت بموت علاء لم ارد التدخل في حيااتك لكن الان الوضع اختلف تماما  عن السابق فأنتي الان بحاجة الى المساعده ولو لم تطلبي ذلك
لم استطع سوى النظر اليه وبدأت الدموع تسيل على خدي
امير انا حقا ﻻ اجيد التعبير عن مدى شكري وامتناني  لك  ارتجلنا من السياره ودخلنا الى المنزل الان ان  حدث شيئا لي فلن اكون قلقه على ماري فانت ستكون بمثابة الاب لها اشعر انني اتكلم من دون اسيطر على كلمات فهي تخرج من تلقائها
سناء انا اريد الذهاب لكنك لم تجلس حتى ﻻ استطيع لديه عمل هام الى اللقاء اراكم قريبا
ذهب امير واصبحنا انا وماري فأمسكت بيدها الصغيره وانا اقول كيف لتلك الحمقاء ان تترك هذه الورده الرائعه انا لست امك ولكني حتى عندما رأيتك  وانتي في حاوية القمامة شعرت انك جزءا من قلبي و كذبت من اجلك وهي بكل وقاحه ترمي بك  يالها من ام عديمه الضمير و الوجدان
فالحياة تعطي كل شخص مميز في حياته وأظنها اعطتني أياك وانا سأكتفي بك ماري من هذه الحياة