صراع الألم

أول يوم ممطر بدونك

ماري لم تتوقف يوما
عن طرح الاسئلة وانا
كنت كل مرة احاول وقدر الامكان أن اجيب
على
.اسئلتها واصبحت اتفهم
الموضوع بشكل اكثر من السابق ولكنها في بعض الاحيان كانت تسأل اسئلة حتى أنا لم افكر بها يوما
ففي يوم من الأيام بينما أنا في المطبخ اقوم بأعداد العشاء جاءت ماري و وقفت امامي وسألتني جدتي
لماذا ﻻ تتكلم الحيوانات و لماذا تأكل هكذا وﻻ تأكل مثلنا وأنا ﻻ اعرف الاجابة حقا أو أنني لم افكر بهذه الطريقه و اكتفيت بأن امسكت بها واجلستها في مسطبه المطبخ وقلت لها أن الانسان هو المخلوق الوحيد المميز من بين جميع المخلوقات لذلك هو يستطيع فعل كل شيء على عكس الحيوانات
فقالت وهل هذا يعني أننا مثل الحيوانات ولكننا متميزين
أليس كذلك جدتي
أنا ﻻ اعرف بماذا اجيبها
اظن أن هذه الاسئلة هي مؤشر قوي على أن  عقلها اكبر من سنها وهذا يتطلب مني مزيدا من الجهود الجبارة
حتى اصل بها إلى اعلى الاماكن
وهذا يدفعني وبشدة نحو الاستمرار في   تدرسيها
وكل يوم اكتشف جانب
مشرق فيها وكانت لها قدره كبيره للتعبير عن ما في داخلها وبشكل يجعلني
أنا اخاف عليها من أن يسمعها احد ويصبها بالحسد فقد كانت ذات قدره
فائقة في تركيب الكلمات وذات
قدرات عالية بالتعبير عن ما في
نفسها وكانت ماري تخاف من المطر وخاصة البرق والرعد و تخاف من الظﻻم أيضا  لكنها ﻻتخاف أن اتركها لوحدها في المنزل وهذا كان يشعرني بالراحة
وفي يوم من الأيام بينما نحن في المنزل اتاني اتصال هاتفي
ويخبرني أن هنالك مشكلة ما
قد حدثت في شقتي المستأجرة الامر
الذي جعلني اضطر إلى الخروج من المنزل
إلى الشقة لكي اعرف سبب المشكلة
وفعﻻ خرجت  ولكن وصولي إلى منتصف الطريق اصبحت السماء تتلبد بالغيوم وبدأت السحب تتجمع شيئا فشيء وفعﻻ وصلت إلى الشقة وتمكنت من حل المشكله بسرعه لكي اتمكن من العودة بسرعة حتى اكون بجانب ماري ﻻنني اعرف جيدا أنها تخاف من المطر وبشدة لذلك خرجت بأسرع وقت وقد ركبت اقرب تاكسي وجدته أمامي وفعﻻ ركبته ولكن في منتصف الطريق نزل المطر
بغزارة شدة كأنما السماء تعاني حزناً عميقاً وكانت معه عواصف ادت إلى سقوط بعض الاشجار الامر الذي ادي إلى انقاطع التيار الكهربائي وتوقفت كل الطرق وقد امتﻷ الطريق بالمياة وتوقفت السيارة وكانت اصوات الرعد قوية كانت
الخوف يكاد يقتلني   على ماري وقد انقطعت كل السبل التي توصلني إلى المنزل
وأنا ﻻ اعرف ماهي حالة ماري اﻵن
و

بعدها نزلت من على متن التاكسي وقررت أن اسير على قدماي وفعﻻ بدأت السير ولكن كانت الامطار تتساقط بغزاره وكنت كلما تقدمت خطوة لﻻمام كلما زاد المطر قوة وشدة وكنت احاول قدر الامكان الوصول إلى المنزل ولكن باءت كل محاوﻻتي بالفشل فقد كان المنزل بعيدا  جدا وحاولت الوصول ولكن دون جدوى واستسلمت إلى الامر الواقع بعد ذلك فأنتظرت حتى توقف المطر قليﻻ ثم ركبت اقرب تاكسي وعدت إلى المنزل
وعندما عدت لم اجد ماري وكدت أن افقد صوابي وكنت ابحث عنها في كل مكان ولم انجح في إيجادها
وبحثت واستمريت في البحث ولكن دون جدوى واصبحت اصرخ بأسمها
مااااااا ري مااااااري مااااااااري ماااااااااري
أين أنتي عزيزتي واصبحت كل الافكار السيئه ترد إلى رأسي
ماذا حدث لها هل خرجت من المنزل وبحثت عنها في جمع ارجاء المنزل وبحثت ولكن دون فائده حتى فقدت الامل في العثور عليها وجلست على الارض وكنت ابكى وبحرقه ولكن فجأة رأيت يد ماري تحت الكنبة
وركضت نحوها بسرعها دون وعي مني ونسيت كل التعب الذي كنت اشعر به وعندما حاولت اخرجها رأيت تحتها عقرب كبيرة الحجم وكانت تحت قدمها مباشرة وكانت ماري فاقده للوعي تماماًَ فما كان مني بعدما رأيت الا أن قمت بسحبها للخارج حتى اتمكن من اسعافها وفعﻻ واخرجتها و  قمت بربط المكان الملدوغ وبعد ذلك قمت  بحملها وخرجت بها إلى الخارج وركبت اقرب تاكسي وجدته و ذهبت بها إلى المستشفى الذي  كان قريبا بعض الشيء  مما عجل من وصولنا إليه
اقسم أن حياتنا اصبحت مثل الدراما كل يوما حدث من نوع  مختلف واصبح عقلي يفكر بإشياء لم افكر بها من قبل واصبح شريط ذكرياتي يمر من أمامي وبدأت دموعي تسقط و بغزاره اغزر من ذلك المطر واصبح كل شيء يسود في وجهي كأنما الحياة تتفنن في تعذيبي فهي قد اذاقتني كل اللوان العذاب بل وتتلذذ به  واصبحت كل ذكرياتي مع ماري تعرض امامي وأنا  اقف امامها عاجزه لم استطيع فعل شيء سوى الاستسﻻم لها والبكاء بحرقة على ماري التي اقسم أنني منذ أن وجدتها لم تغمرنا السعادة
واصبحت الافكار تتصارع في رأسي
وبدأت اطرح على نفسي تساؤﻻت غريبه لم افكر بها من قبل
أو بمعنى أصح اسئلة واقعية ولكن كنت غافله عنها
لو أنني طرحتها على نفسي  منذ البداية لما كان الوضع   هكذا الان
وبدأت احاكم نفسي
هل أنا السبب في الذي يحدث مع ماري
لو أنني لم احملها من تلك الحاوية لكانت حياتها أفضل
لو أنني تركتها لغيري لكان عرف كيف يعتني بها ﻻ
يهملها مثلما فعلت أنا فأنا السبب في كل الذي حدث معها وقررت بعد جدال وناقش طويل مع قلبي وعقلي قررت أن اترك ماري للقدر .
سوف أجعلها حرة من الان لن اكون عائقا في طريقها
فأنا قد تسببت في الكثير مما حدث لها وأنا لن اقف في طريقها بعد الان
لن تبقى اسيرة في سجني بعد الان
أنها تستحق أكثر من ذلك فهي فتاة ذكيه ومتميزه
كم كنت اتمنى البقاء إلى جانبها لكنني ﻻ استطيع
وبدأ ذلك السائل الدافئ يسيل على خدودي مرة اخرى ولم اشعر بشيء بعد ذلك وبعد طول انتظار خرج الطبيب من الغرفه وأخبرني أنه  الخطر قد زال عنها وهي الآن  بخير وتحتاج إلى العناية والرعاية  فقط 
وبعد كﻻم الطبيب شعرت أنني اتنفس الصعداء
وبعد الاطمئنان على ماري عاد عقلي يفكر من جديد

كأنما يريد أن يتخلص من ماري وبشتى الطرق أما قلبي فقد كان يحارب وبشدة من اجل ماري فكان يذكرني بكل لحظة جميله امضيتها مع ماري عكس عقلي وما بين صراع القلب والعقل قررت الدخول إلى غرفة ماري ما أن دخلت حتى رأيت ماري تجري اتجاهي وتعانقني بشدة الامر الذي ادى إلى انسحاب عقلى وترك الامر لقلبي فقط وتصرف كأنما هو سيد الموقف تبا لك عقلي كلما احتاج إليك تتركني وتعود عند فوات الآوان وبعد ذلك سمح لنا الطبيب بالخروج من المستشفى وفي اثناء خروجنا من المستشفى رأيت شخص لم اتوقع رؤيته يوما وعندما رأيته كاد فمي يسقط من هول الصدمه نعم إنه
Stoooooop
تتوقعون من يكون هذا الشخص