خطوات نحو الضياع

79 4 1
                                    

وتمضي بنا الأيام سريعاً  وقد اعتدنا على المكان بشكل جيد  وتعرفنا على بعض الأصدقاء وكانت الحياة جميلة وهادئة ولكن حياتنا لا تعرف الهدوء الدائم أنما هي هدنه مؤقته ليس إلا فأصبحت حياتنا عبارة عن  مصائب متتابعه   وفي يوم من الأيام بينما خرج صاحب المطعم إلى الصيد فإذا بعاصفه قوية تهب ويغرق الرجل وينتهي مسار الحياة في عرض البحر  وماهي إلا أيام حتى أتى  إبنه وقرر بيع المطعم وقام بطردنا منه من دون شفقة منه واصبحت  الحياة مريرة بعد ظننا أننا على اعتاب النجاح لكن كل شيء في حياتنا  يسير عكس التيار فخرجنا أنا وإلين وكان آدم يعمل في البحر هو الاخر وكان  يعمل مع شخص يمتلك مركب للصيد لكنها أكبر فيمضى هنالك ثلاثة أيام دون أن نراه وعندما سمعت إلين خبر وفاة صاحب المطعم  دخلت في حالة يرثى لها فقد كان قلقه جداً على آدم وقد كان خائفة أيضاً ولكن يجب إن لا أُظهر هذا الخوف حتى لا أزيد  من قلقها وما كان مني إلا أن اصطحب إلين وذهبنا  إلى صديقتي زهور (الملكة) وهذا هو الإسم الذي تتعامل به  وقد تعرفت عليها منذ أن أتينا هنا ولكن إلين لا تحبها أبداً وكان دائماً تتحدث.معي  بعدم مرافقة هذه الفتاة لأنها تراه خبيسة ولكن ليس لدينا مكان لنذهب إليه فتوجهنا إلى مكان إقامتها على الفور فقد كانت تقطن في ورشة كبيرة لصيانة السيارات هي وبعض اصدقائها الذي لم اتقبلهم مطلقاً فقد كانت أشكالهم غريبة بعض الشيء فدخلنا إلى المكان وفي الحقيقة كان الخوف يسري في كل إنحاء جسدي ولكن استجمعت كل قوتي لكي لا أزيد من قلق إلين فإذا بي أحدهم يعترض طريقنا ويبدأ سرد كلماته والتي كانت كفيله بإن تجعلك تقزز منه بكل شيء فيه فوضعت إلين خلفي وأخذت قطعه من حديد في يدي وامرته بالابتعاد عن طريقنا ولكن لا حياة لمن تنادي و لم يكن يريد الابتعاد فما كان مني إلا أن وجهت له ضربه قوية وقع على إثرها مغشياً عليه فاقدا للوعي غارقاً في دمه فأصبحت تصرخ وهي تقول تقول لقد مات يا ماري مات
فقلت لها لا تخافي إنه لا يزال على قيد الحياة فدخلنا بعدها ولم يتجرأ أحد منهم على الإقتراب منا بعد ذلك  فقد خافني الجميع فدخلت إلى زهور والتي كان تمسك بسجارة مشتعله في يدها.
فدخلنا وسلمت علينا وقد بدأ الخوف يسري في أوصالى مرة أخرى ولكن كنت دائما اتذكر كلام آدم لي عندما تكوني متوتره من الداخل فلا تسمحي له بإن ينعكس هذا على ملامحك 
فوضعت السيجارة جانباً وبدأت بالتحدث إلينا ما الذي حدث معكما
فأجبتها لقد توفى صاحب المطعم وقرر إبنه بيع المطعم ولم يسمح لنا بالبقاء فيه لحظة واحدة ونحن لا نعرف أحداً سواكِ في هذا المكان
فأبتسمت ثم قالت لا عليك تستطيعان المكوث قدر ما تريدان وهل تريدان العمل أيضاً 
أجل نريد العمل ولكن ليس مثل هذه الأعمال التي تقومون بها
فضحكت حتى ادمعت عيناها ثم اردفت قائله ليس كل شخص يستطيع أن يفعل مانقوم به الآن عزيزتي ماري  لا تخافي سوف اوفر لكم عملاً شريفاً
أما إلين فلم تنطق بكلمة ولكن احمر وجهها غضباً فقد كانت تبغض زهور وبشدة وتكره الكلمات الاستفزازيه التي تنطق بها ولكن لم يكن لدينا خيار سواها
فطلبت منا المكوث فلديها بعض المهام التي تنجزها ثم تعود لكي تنظر في أمرنا
من ينظرها لها يظن رئيسة وزراء فجلسنا أنا وإلين وما إن خرجت حتى دخل الصبي الذي  قُمت بضربه على رأسه فدخل ولم ينطق بكلمة فقد كان شكله مرعباً خاصة بعد تلك الضربه القوية التي جعلت رأسة يقطر دماً
فأمسك إحدى الزجاجات التي كانت ملقاه على الإرض بإهمال وتوجه نحوي محاولاً  ضربي بها ولكن أحدهم اوقفه ثم بدأ في توبيخه فأنزل على رأسة كل انواع الشتائم التي لم أفقه  معظمها ثم قال له أنها تحت وصية الملكه هل تعلم هذا يا أحمق
ومن إن خرج الصبيان حتى بدأت إلين بالبكاء ثم قال لي ماري يجب إن نذهب من هنا هؤلاء الاشخاص خطرين للغاية ألم تري هذا كيف أنهم يمسكون الزجاجات ويتكلمون بكل الالفاظ السيئه وأنظري إلى تلك التي تنصب نفسها ملكه على رؤسهم منذ متى أصبح الأشخاص يحكمون بعضهم البعض وهم يعيشون نفس الوضع ماري هذه عصابه متكاملة دعينا نذهب قبل إن يعودوا إلى هنا ولنذهب إلى مكان حتى كان الشارع فهو ارحم من هذا المكان المقزز ماري ارجوك
فقلت لها لا تخافي عزيزتي فإن زهور فتاة طيبه ولو لم تكن كذلك فلما تبقي علينا وهي لا تجني من وراءنا شيء فكري قليلاً إلين ونحن لن نمكث هنا ما إن يعود آدم حتى نذهب من هنا لذلك لاتخافي وبعد فترة من الزمن عادت زهور
وأتى خلفها عدد من الفتيات ثم طلبت من إحداهن مرافقتنا إلى مكان العمل الجديد الذي كانت عبارة عن مطعم ضخم كل حديث وإن فأظن أنه معطم فخم ولا يستطيع كل شخص دخوله ولكن مهلاً من أين تعرف زهور هؤلاء الأشخاص حتى توفر لنا فرصة عمل ذهبيه كهذا
لا يهم فكل ما تنمناه قد تحقق فالعمل هنا سوف يكون ممتعا وجميلا
فنبدأ مشوار العمل وتمضي الأيام وآدم لم يعد ولم يأتي منه أي خبر لا أظن إنه بخير لو كان كذلك لعاد إلى هنا فهو لا يستطيع ترك إلين وحدها أظن أن هنالك خطبٌ ما ويجب أن نعرف ما هو
اليوم تبدو ليس على عادتها فهي دائماً نشيطة وتقوم على عملها على اكمل. مما يكون لكن اليوم يبدو عليها التعب والارهاق أظن أنها مريضة زلكنها حساسة للغاية ولا تتكلم ابداً  خاصة أننا لا نملك فلساً فكل ما حصلنا عليه من صاحب المطعم السابق أشترينا به ملابس ولم تدع منه شيء وعندما أقتربت منها وأمسكت يدها كانت درجة حرارتها مرتفعه للغاية فما كان مني إلا عدنا إلى زهور والحمدلله أنني وجدتها أخيراً فركض إليها واخبرتها بكل شيء بعد أن اجلست إلين
فطلبت من أحدهم إن يحضر الطبيب وماهي إلا ساعه حتى أتى الطبيب رجل يبدو في أواخر الثلاثنيات طويل القامة. يحمل في يده حقيبه سوداء صغيرة الحجم فتوجه نحو إلين وقام بفحصها وذهب إلى زهور دون إن ينطق بكلمة واحده معنا
فجلس بالقرب من زهور وأصبح يتكلم معاها بصوت خافت ثم اشارت لي بيدها لكي أقترب فليدها ما تقوله
وعندما اقتربت منها قالت لي
إن الطبيب اخبرها إن ماري لديها أعراض مرض الحصبه وهذا مرض معدي كما تعلمين ولكي نتأكد أكثر لابد أن نذهب إلى المستشفى ولكن هل إنتي مستعده لفعل أي شيء من أجلها فقلت لها نعم من دون أدنى تردد مني فأنا فعلاً سوف اضحي بكل شيء من أجلها فهي أغلى ما املك الآن
فقالت لي إذن إذهبي بسرعة فان الوقت ليس في مصلحتها وعودي إلى ههنا بسرعه فلدينا ما نتحدث فيه 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ماذا تتوقعون إن تطلب زهور من ماري
وماهو مصير إلين

صراع  الألمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن