رحيل و دم

144 2 1
                                    

أنا الآن على عتبات المغادره ولكن ما هذا هل أنا لازالت على قيد الحياة أم أنني اتوهم ذلك يا إلهي الاوكسجين عاد من جديد ينفث في رئتي كما تنفث النار في الحطب ولكن مهلًا
أليس هذا جيمي ما الذي أتى به إلى هنا وكيف استطاع أن ينقذ حياتي
فأنا لا أريد هذه الحياة بتاتاً
فالعيش فيها كالثمل يترنح فيها يميناً ويساراً ولا يعرف مبتغاه منها

يا ليتك لم تفعل ولكن الأماني لا تفيد شيء الآن فإن الموت كان خير لي من حياة ليس فيها شيء سوى اليأس وقلة الحيله فأنها قد جبلتني على الاحزان والألم ولم يعيد هنالك شيء فيها سوى تلك الدموع والمزيد منها في كل لحظه فلم أعد اشعر بمعنى للحياة فهي لن تكون يوم معي ولطالما ذقت منها مرارة الألم والفقدان وكسرتني بكل قوتها و على الرغم من ذلك رممت نفسى واعدت بناء اشلائها عشرات المرات
ولكن الحياة لم تتوقف عن توجيه الضربات المتتالية و القوية يوماً واعترف أنني لم أستطيع المقاومة فأنا في نهاية الأمر بشر ولديّ قدر محدود من درجات التحمل فأنا لست جبلاً لكي اتحمل كل كوارث الحياة
كان جيمي يحدق بي
و بعد أن تأكد من أنني لازلت على قيد الحياة وأنني بخير توجه بنظره إلىّ
فقد كانت نظرات حارقه تحمل الكثير في طياتها
فقد كانت خليط ما بين الخوف والغضب والتوتر وخيبة الامل تبدو واضحة على وجهه
فأنه على مايبدو قد تذكر موقف وفاة مجد وبدأ الذكريات تنبش عقله مجدداً
فعودة. الذكريات أكثر ألماً بعد أن تمكن من دفنها بصعوبه
فتكلم قائلاً وبدأ الاضطراب واضحاً على صوته مثل وضوح الشمس. أنا لم أكن أعلم أنكِ جبانه إلى هذا الحد ماري ولم أكن أعرف أن أبسط المواقف تستطيع أن ترمي بك بين أحضان الموت الذي يفر منه الجميع فأنا لم أكن أعلم أن تلك الشخصية القوية الصبوره زيف ليس إلا فحتى كلماتك بأنك سوف تنهين ظلم زهور لم تكن سوى زفات هواء في لحظة اندفاع فأنتِ ضعيفه وليس لك القدره على فعل شيء سوى الهروب من ساحة المعركة بقناع التضحية بعد أن أقترب النصر وهذا للأسف الشديد. يسمى جبن ماري وليس تضحيه
أنتِ لم تكوني تستحقين كل تلك الثقة التي اعطيتك إياها للأسف

لذلك أنا لا أريد رؤيتك بعد الآن فأنتِ لن تفهمي معاناتنا يوماً فأنت أكثر شخص أناني لا يحب سوى نفسه ولا يفكر بشيء آخر.
من الآن فصاعداً لم يعد لك مكان بيننا بعد إن أنكشف قناعك الحقيقي
فأنتِ لست سوى خليط من اللاشيء
إن اردتي الموت ما عليك سوى العودة إلى البحر مرة أخرى وأقسم لك أنني لن انقذ حياتك هذه المرة

أقسم أن
كلمات جيمي زادتني ألماً على ألمي
وبعدها ذهب و تركني اتقلب في جحيم كلماته التي لن تبرح عقلي. ما حييت
فقد كانت كلماته مثل الترياق الذي اعاد لي الحياة مجدداً على الرغم من قسوتها فأنا كنت في تلك اللحظة أشد الحاجة إلى ما يكون إليها
وانا اعترف أنني كنت انانية حد الجنون في تلك اللحظات وكنت أفكر بنفسي فقط وقد أخترت أسهل الطرق وهي أن اتخلص من نفسي
و أترك الحبل على القارب لزهور

صراع  الألمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن