الحياة رحله قصيره

102 3 1
                                    

بعد أن خرجت من المستشفى واطمئن قلبي على إلين عدت إلى المكان
مسرعه وقمت بقص شعري كما امرتني الحمقاء زهور وبعدها ذهبت للنوم ولكن قبل أن أنام دخلت زهور وكان معها بعض اعوانها ويحمل احدهم في يده كيس متوسطة الحجم وعلى مايبدو أنه في غاية الأهمية فقد فقد كان يمسك به كأنه يريد أن يطير منه ولكن مهلاً ماذا تريد تلك الحمقاء بالدقيق هل يعقل أنها تغش
هذا لا يعقل تقوم بعمل غير مشروع وتغش فيه أيضا زهور أنتي اسوأ مما ظننتك بكثير وبعدها خرجوا جميعهم من المكان
وبعد ذلك قمت من مكاني لكي أرى مايحدث في الخارج ولكن على مايبدو أنني لم أكن الوحيد التي يأكل الفضول جوانبها فقد كانت تقف أحدى الفتيات تنظر إلى مايحدث و تسللت أنا الاخرى ووقفت بجانب الفتاة
التي ما رأتني انفتح فمها وكادت أن تصرخ لولا أنني وضعت يدي على فمها وكانت تنظر لي وقد بدأ التوتر يسيطر عليها وكنت خائفه أن ينكشف امرها فقد كانت تخطط لفعل شيء وقد سحبتها من يدها وذهبت بها بعيداً
وعندما تركت يدي فمها أول كلمة نطقت بها
ماذا تريدين
اعلم أنك تعملين لمصلحة الملكه وإذا اردتي إخبارها اسرعي إليها وأخبريها بكل ما رأيتي
فأنا لم أعد أهتم إن سأموت أو أعيش فإن ما اعيشه الآن هو الموت بذاته
فانني ميته ولكن اقوم بطقوس الاحياء لذلك أذهبي إلى ملكتك فلم اعد أهتم
فنظرت لها نظره قوية ثم قلت لها أولاً هي ليست ملكتي ثانياً أنا ابغضها أكثر منك ولو أن الموت بيدي
لدفعته نحوها
ولكن ليس الآن فأنا في أشد أنواع الحاجه إليها

ولكن إذا اتفقنا جميعنا سوف نلقنها درساً لن تنساه ما دام الدم يجري في عروقها
ثم أخبرتها بكل مافعلته زهور معي وكيف أنها خدعتني بقتاع البراءة الذي ترتديه
وكانت الفتاة متفاجئة من حديثي
فقد كانت تظن أنني من اعوان زهور المخلصين ولكن تبين لها العكس
فقد علمت أن الحقيقة خلاف ما كانت تظن لذلك
قررنا العمل معاً

هذا جيد قد كسبت ثقة احداهن وماهي الا أيام حتى اكون الفريق الذي سوف يسحقك يا زهور الحمقاء يا عديمة الوجدان والضمير ولكن لم يتبقى لنا الكثير وسوف تري الوجه الآخر لماري
اقسم أنني سوف اجعلك تعيشين الجحيم بذاته

أما الدكتور أمير فقد أعاده فتح عيادته وأصبح يعمل بشكل منتظم. في استقبال المرضه من الأطفال وفي يوم من الأيام دخل عليه رجل يبدو في أواخر الثلاثنيات اسمر اللون طويل القامة يحمل طفله صغيره للغايه تبدو في الشهر الثاني من عمرها
وقد كان الفضول يأكل الدكتور امير لأنه منذ أن بدأ العمل في هذا المجال اعتاده أن يكون زواره من النساء خاصه مع الأطفال في مثل هذا العمر
وبعدها جلس الرجل وأخذ الدكتور أمير الفتاة لكي يتمكن من معرفه ما تعاني منه هذه الصغيره وبعد حوار طويله مع الرجل طلب منه امير بالقيام ببعض الفحوصات وبعد ساعتين عاده الرجل وهو يحمل في يده نتائج الفحوصات والتي ما إن القى عليها أمير نظره حتى تأكد من أن الطفله تعاني من فقر دم
لكنه لم يكن حاد فقام بكتابة بعض الأدويه وطلب منه القدوم في المرة القادمه
وما إن خرج الرجل حتى بدأ امير يشك في شيء لكنه سيتأكد في المرة القادمه
وبينما
اكتست الارض بتلك الأشعه الذهبية والتي كفيله بان بأن تدعونا إلى التفائل
حتى بدأت رحلة التضحية التي كفيله بأن تحول حياتي إلى رماد لايمكن الاستفاده منه في أي شيء
ولكن عندما يتعلق الأمر بإلين يصبح المستحيل ممكناً
لذلك قررت الذهاب واصبح قلبي ينبض بسرعه كأنما يريد الخروج من مكانه
أما جسدي فكان جميعه يرتجف مثل فأر سكب عليه ماء بارداً
وقررت عدم الخروج بهذا الشكل فيجب الا ترى تلك الحمقاء هذا الكم الهائل من التوتر الذي يعتريني
وجلست قليل ثم بدأت اطمئن نفسي وأنني سوف اكون بخير فليس هنالك مايدعو لكل هذا الخوف
وعندها تذكرت كلمات آدم
لايجب أن ينعكس عليك الصغف في الخارج
وبعدها خرجت و وجدت زهور ومع شخص آخر
لكن مهلاً أليس هذا الفتى الذي قمت بضربه على رأسه عندما أتينا إلى هنا لأول مره
وما إن رأتني زهور حتى قالت بكل استفزازي صباح الخير عزيزتي ماري.
فنظرت. لها أنا أيضا ثم قلت لها صباح النور يا ملكه
هذا الكلمه جعلت وجه الحمقاء زهور يحمر من الغضب
وهذا كفيل بإن يجعل داخلي يتراقص فرحاً
فقد تمكنت من أستفزازها وهذا جيد أنتظري وسوف تري ما إن تتعافى إلين حتى أجعلك تندمين على كل ما فعلته بنا يا خرقاء

ثم اشارت إلى الفتى بمراقفتي
فخرجنا وكنت خائفه للغايه أن ينقض عليّ هذا الكريه
النتن فكنت امشي ببطء خلفه وما إن وصلنا منتصف الطريق حتى أخذ قطعه من زجاج واتجه نحوي بسرعه البرق أما أنا فتجمدت في مكاني كأنما سُكب على رأسي كومه من الثلج
فأغمضت عيوني وأستسلمت للقدر الذي ينظرني
ولكن بعد مده سمعت نباح كلب وصوت الزجاجه يكسر فقمت بلمس رأسي حتى اتأكد أنني بخير ثم إلتفت إلى الفتى الذي قام بضرب الكلب على رأسه فتراجع الكلب للخلف ولكن مهلاً هو يقوم بحمايتي ولكن لما يفعل هذا وأنا قد قمت بفتح رأسه قبل ذلك
يبدو أنها أوامر الحمقاء زهور فهي تريدني
أن اعمل لديها مدى الحياة ولكن هذا في احلامك الحمقاء مثلك
وبعدها عدنا إلى مواصله سيرنا لكن عاد الكلب من جديد وقام بخطف حقيبتي الصغيره التي احمل بها ذلك السم وهذا يعني أن كل شيء قد انتهى مؤكد أن زهور سوف تقوم بسحق عظامنا وبعدها أصبحنا نركض خلف الكلب ونركض حتى أخذت حجر وقذفته به ثم أصبح يركض بكل قوته وينبح حتى أن سياره مسرعه على الطريق ضربته بكل قوه ولا أظن أنه على قيد الحياة الآن فقد رمى بالحقيبه جانباً وسقط على الأرض والدماء تغطي كل جزء من جسده فنزل صاحب السياره ولم يبدو عليه الحزن أو الأسف فأول شيءٍ قام به هو النظر إلى أطار السياره وأصبح يتأسف على إطار السياره الذي تلطخ بالدماء
ولا أظن أن هذا الكلب المسكين لا يسوى لديه جناح بعوضه
أما أنا لم أرى شيء امامي من شدة الغضب فقد كان تصرف الرجل قد اثار دهشتي فتقدمت نحوه وقمت بدفعه ولكن كان صلباً مثل الصخور فلم يتحرك له ساكن
وبدأ الغضب يكسو وجهه فقام بصفعي على وجهي حتى سقطت ارضاً ثم عاد إلى سيارته وتركنا كأن شيئاً لم يحدث
اقسم أنني في تلك اللحظه شعرت أن هذه الحياة لا تسوى شيء. ففي أي لحظه يمكن أن تغادر ولا يبقى لك شيء سوى صداك في هذه الحياة
فقام الفتى بجر الكلب إلى جانب الطريق وبعدها واصلنا مسيرتنا نحو الضياع
فوصلنا إلى فندق فخماً للغايه فأشاره إليّ بالدخول وأعطاني أرقام الغرف التي يجب أن أذهب إليها وفعلاً قمت بالمهمه على أكمل وجه فقد تم توزيع كل المخدرات التي كانت بحوزتي
وعندما خرجت من الباب الخلفي للفندق وجدت الفتى في أنتظاري
وذهبنا معاً
في طريقنا إلى العوده
ومررنا بنفس الطريق ووجدنا الكلب لايزال في نفس المكان فقام الفتى بحفر حفره ودفن بها الكلب
وقد أعجبني هذا التصرف للغاية
فهذا يدل على أن هذا الفتى يحمل أنسانيه عكس ذلك الاحمق المغرور
فسألته عن أسمه

اسمي جميل
لكن أنا لا اتعامل به فأنا معروف بأسم جيمي
ثم قلت له لماذا اعترضت طريقنا في ذلك اليوم
فنظر إلى الاشجار التي بجانب الطريق ثم قال لي اردت أن تبتعدوا عن هذا المكان القذر فكل من يدخل إليه لا يخرج

منه ابدا أردت أن أفعل شيئاً جيدا في حياتي هو

صراع  الألمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن