عودي من حيث ما أتيتِ

2.3K 102 48
                                    





رانسي هِي فتاة في عُمْر السادسة عشر مِن أم برازيلية وأب عربي ، لكنِ الظروف تركتها تعيشُ في الغربة برفقة والدِها .. أخذت من والدتها قُصّر القامة ، لكن هَذَا لا يعني بإنها مريضةٌ بالقزامة .. شعر مموج .. وبشرة سمراء فاتنة ، لكن بالنسبة لها تعتبره لون داكن وغير مريح لأنها في مدينة ألوان بشراتهم فاتحة بإشراق ، بالطبع الحقيقة عكَس ذَلِك لأن الجميع يحسدِها على هذا اللون البرونزي ...

جسدِها الصَّغير المشابه لـ السَّاعَة الرملية ، وجهه دائري ممتلء الخدين ، شفاهه منتفخه قليلاً و لدِيها أنفٌ صغير مَع رأسٌ حاد كالسيف ، عيون واسعة عسلية اللون و رموش كثيفة .....

...
أهتز هاتفي ورفعته أنظر للأسم المتوسط الشاشة إنها صديقتي "هيلدا

تملّك قوام عارضات الأزياء مثل الرشاقة والطول مَع وجهه بيضاوي و عينان زرقاء و بشرة فاتحة ، تدرس في مدرسة داخلية مختطلة في المرحلة القبل الأخيرة

ضغطت زر الإجابة وقلت مبتسمة : مرحبًا
صرخة : هِي كيف حالكِ يا فتاة استيقظِ ؟ ألا زلتِ نايمة ؟ هل سـ تأتي اليوم لـ نَدرُس معاً ؟

تنهدتُ بملل : أنا بخير ، لِماذا الصراخ ؟ أستطيع السماع جيدًا بصوتٍ منخفض !
-    حبيبكِ سـ يأتي أيضًا ..
-    أيَ حبيبٌ يَا حمقاء ؟
-     معاذ ألا تتذكرِينه !
- بَلَى ، لكنّه صدّيق يا بلهاء .. سأغلق لأنني قادمة .

نهضتُ مسرعة و دلفت إلى مكتب والدي ؛ إنهُ يَمْكُث هناك ساعات و ساعات ؛ إستأذنت منه للخروج إلى منزل صديقتي لـ مذاكرة الدروس فـَ الاختبارات علَى الأبواب . وافق ، لكن كالعادة أوقفني بـ تحذيراته الكثيرة ؛ إياكِ والتأخير ، لا تخرجِ برفقة شبّانٌ غرباء ، لا تتحركِ إلا برفقة أبن عمكِ ... آه سوف انفجر .. تجاهلته و خرجتُ مسرعة قِبل سحب الموافقة ؛ ارتديتُ كنزة بيضاء وبنطال أسود قاتم ثمّ رفعتُ شعري كَـ ذيل الحصان ... لا أحب أن أفرده لأنه مموج وهذا يسبب ليّ عقدة ؛ حملتُ حقيبتي الدراسية و ودعت "جوليا" خادمتي الخاصة ..

كَانت الساعة تشير إلى الثامنة وخمسة عشر دقيقة ؛ خرّجت أقف أمام بوابة منزِلنا الضّخمة وبجانبها حارسان بحجم الفيلة ؛ أين تِلْك الحمقاء ألا تعلم بأني لا اقود ؛ ولا أستطيع الوقوف كثيرًا بجانب هاذان الفيلان تنهدتُ واخرجت هاتفي لكنّها وصلت ..

صحّت غاضبةٌ :
        لماذا تأخرتِ ؟
-            ما بكِ !
-  أريد الذّهاب بسرعةٍ قِبل أن يغيّر والدي رأيه !
- بَل قولِ أنتِ خائفة مِن حرَّاس والدكِ !

تنهدتُ و تجاهلتها .. بعد مرور الوقت المليء بالصمت
-       ها نحن وصلنا .


  Expatriate | مغتربةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن