المبيتُ في منزليّ

520 58 32
                                    



#في الصّباح

أستيقظ الجميع بصحَّة جيّدة ونشاط مفعم بالحيوية لأن مساء هَذَا اليوم ستبدأ إجازتهم .. وقدَ كَانت السعادة تستوطن المسكن ، مِنْهُم مَن يُجمِّع أغراضه و مِنْهُم مَن يغسل ملابسهُ و مِنْهُم مَن يودّع الآخر ..

#في المساء
إنتهى اليوم الدّراسي و عادوا الطلبة إلى المسكن حُمّلوا حقائبهم مغادرين مَع أهاليهم ، قِبل مغادرة هيلدا مَع اخيها تفقدت حَالُ رانسي لأنها كَانت تقف أمام بوابة المسكّن و تنقر بأناملها علَى هاتفها ..

إقتربت مِنْهَا وأردفت مبتسمة :
مرحباً يا رانسي هَل اصلحتِ الأوضاع مَع والدكِ ؟

استدارت إليها بفزع لكنّها اعتدلت سريعًا :
  أوهه هيلدا اهلاً ، أجل لَقَد أصلحت الأوضاع كلها .
- هَذَا جيّد ، هلَ سيأتي لاصطحابكِ مِن هُنَا ؟
- كلا ، سيرسل السائق ، غادري انتِ الآن .

احتضن بعضهن البعض ثمّ غاردت هيلدا و بَقيت رانسي تُكرر الاتّصال بوالدها الَّذِي أستمر بتجاهلها .


#رانسي

لَقَد كذبت علَى هيلدا بأني اصلحت الأوضاع ، لكن في الحقيقة لا تزالُ المشكّلة كَمَا هِي أبي لاَ يزالُ يتجاهلُني ..

أشارت السَّاعَة إلى الخامسة مساء و لاَ أزالُ أقف أمام بوابة المسكّن و أقدامي اصبحت تؤلمني..
لاَ مَكَان اذهب إليه ولاَ سيارة آجرة تمر من ناحيتي ، قرّرت السّير بعدما طفح الكيل ، لكن سرعان ما سمعت بوق سيارةٌ رياضية ، مَن الطراز الحدّيث ، باللون الأسود مطفئ وَذَات نوافذ مظللة أي لا أستطيع رؤية مَّا بداخلها ، دَب الْخَوْف في جسدي حتّى أنزل صَاحِب السيارة نافذتهُ الأمامية قائلاً : ألن تصعدِ برفقتي ؟

-    آدم .
- لاَ ، خالِد
- مَّا الفِرق ؟

شعرتُ بالأمان عِند رؤيتهُ لَقَد أزاح همٌ كان يُكْتَم علَى صَدْرِي .. لَا أعلم لِماذا ؟
- ألن تصعدِ ؟ هيا
- كلا ، ستأتي سيارتي قريباً .

نظر إلى ساعته ثمّ أردف ساخرًا :
السَّاعَة الخامسة والنصف سـيظلم المَكان ، اصعدِ برفقتي و لاَ تخافِ !
- أنا لستُ خائفة .

ترددت في الصعود مَعَه ، لكن لاَ يُوجد حلٌ أخر ..
أخذت اتفحص سيارته مِن الدّاخل يبدو بأن طبقته حقاً رائعة إنها بالفعل تصرخ بالفخامة .. كم يا تُرى ثمنها .. ظللتُ اتأملها حتّى صفعني بخفةً علَى رقبتي وهمس :
هلَ سيارتي جميلةٌ إلى هَذَا الحد ! انتِ لمّ تخبرينني أيّن تريدِ الذّهاب ؟
فركت رقبتي بخفةٍ قائلة :
آه منزلي يقع في الجادّة الخامسة .....
وبدأت آصف لهُ المَكان ..

  Expatriate | مغتربةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن