صَرخة لفَتت انِتباه جمِيع من حَولِهِ من اشخاصِ
رأسه اندَفَع للوَراءِ بحركة سريعة و كأنَها كادت تنفصل عن جَسَده ، خطوطٍ مُتصلة بارزة ظهرت علي عنقه الظاهر بسبب حركة رأسِه القوية
تنفُسه اصّبح شِبه مُعدم حيثُ كان يلهثَ و هو جالِساً ، و كأنه قَطع اميالٍ من الركض المُتعب لجسده و لكنَهُ واقعاً يجلِس علي كُرسيه الخشبَي بمَكانه في ذلك المَلهي الليلي.
لم تَكُن الاصّواتِ كما كانت مُنّذ دقائق ، حيثُ الجميع صمتوا مرتعبين من ذاك الذي يصرُخ بألم و يُصارع الموت امامِ اعينهم ، تشَكلت ملامح خائِفة و مُتوترة و اجسادٍ مُرتجفة
لكن ثلاث ابتِساماتٍ بارِدة كانت بالفعل تقبع امام الرجل المِسكين مع ملامح يقِينة.
ارتفع احد المُبتسمين و كان ذو الهيأة المُرعبة ، ابتسم اكثر مُشاهداً ذلكَ الرجُل الذي بدأت عيناه تختفي منها زُمرداتها و طَغت عليها السُحب البيضاء حيثُ كانتّ تملأ عيناه البَياض التام.
لكن الاغرب ان صاحبَ الابتِسامة كان يُراقبه بأعيُن مُتيقنة بكل ما يحدُث ، متَوقعاً حدوثه بالفعل و مُترقباً ماذا سيَحدُث من تَغيرات و مع ذلك كانت الفرّحة تملأ شُقوق وجهه لمَظهر ذاك الرجل امامه
بدأ الرجل بالتحَرك بِعنف و رَكل قَدمه بالهَواء ، كأنه يُحاول الافلات من شخصٍ مُمسِك به و لكن حقيقاً كان وحده تماماً علي ذلك الكرسي ، جسَده ارتجف بقوة و اخذ يتَحرك برأسِه سَريعاً و كانه يُحاول النَجاه من غرقه في مُحيط،
بقتّ مَلامح الاشخاص حوله مترقبة حتي بدأ بحك رقَبته بقوة مما جَعلها تُدمي و تطغي عليها اللون القُرمزي للدِماء و فوراً انقلبت مَلامح ذو الابتسامة الي تَوتر و سريعاً التفت للاخرَين صاحباه و همَس شيئاً بأذنهم مما جعل التوتر يسكُن ملَامحهم لوَهلة ،
بدَأت الدماء بصبغ القميص حتْي اصبَح يُغطيه اللون القاتِم و يُغطي فم الرجل و ما حوله ، من الغريب رؤية من حوله مترقبين حركاته كأنها شيئاً مثيراً للاهتمام ، و لم يشغلوا انفسهم بمساعدته ، لكن ايضاً انضم للمتفرجين النادِل و رئِيس الملهي ، بعض الشبان والفَتيات و بعض منهم يُصورون فقط ما يحدُث.
لكن صَديقهم القي نظرة اخيرة علي الرجل ثم بدأ بالخُروج من المكان ، يَتبعه صَديقيه سريعاً حتي وصلوا للخارِج
بعد خروجهم تنهد ذو الهيأة المخيفة بارتياح و ابتسم بسخرية و همس " الي اللقاء ستايلز" ثم رمق الملهي نَظرة اخيرة و اخذ يخّطو مبتعداً عن المكان.
و مع صوت ارتطام حذائه بالارضِ ، قد تعَالت اصوات صُراخ اشّخاص قادمة من الملّهي الذي خلفه.
__
جريدة اخبار انجلترا صُرحت ان.
___________