الفصل الأول (الفستان الأبيض)

2.7K 27 0
                                    

كانت تقف في منتصف غرفتها تتأملها او بالأحرى تودعها وتودع كل شيء فيها سريرها ، مكتبها ، خزانة ملابسها ، وصندوق كبير في إحدى زوايا الغرفة إمتلأ بالكتب والتذكارات الكثيرة .
خطت بعدها بضع خطوات نحو المرآة ونظرت إلى نفسها نظرت إلى ذلك الفستان الأبيض نظرت إلى شعرها البني الذي ينساب على كتفيها بعفوية ، نظرت إلى عينيها البائستين وتأملت ملامحها المكفهرة ، حتى قطعت تأملاتها بضع طرقات على باب غرفتها وجاء صوت آية صديقتها من خلف الباب قائلة :
لمار حبيبتي ممكن ادخل .
اجابت لمار :اتفضلي .
دخلت آية الغرفة فأسرعت لمار إليها واحتضنتها واجهشت بالبكاء .
حينها قالت آية مواسية :
معلش يا لمار أنا حاسة بيكي .
عندما اهمت لمار بالرد على آية قاطعها صوت والدتها :
يلا يا لمار بسرعة عريسك زمانه جي .
مرت نصف ساعة اكملت فيها لمار زينتها ، وجاءها صوت والدتها مرة أخرى وهي تفتح الباب وتدخل :
يلا يا لمار خالد وصل تحت .
نظرت لمار مرة أخيرة لغرفتها ثم خرجت واغلقت الباب من ورائها ، ومشت الى جوار والديها ، اخذت اصوات الناس تتعالى وتبارك لها ولكنها لم تكن تعي شيئا حتي اصبحت امام باب الفيلا التفت لها وودعتها وركبت السيارة بجوار خالد عريسها .
سارت السيارة في طريقها لقاعة الحفل ، كانت تنظر عبر النافذة إلى الشوارع وعينيها تتلألئ من كثرة الدموع المحبوسة فيهما حتى وصلت للقاعة .
جلس العروسين في مكانيهما ، كان الحفل اشبه بعزاء حتى جاء احد المعازيم الى والد العريس قائلا بصوت فرح :
المأذون وصل .
بعد فترة لا بأس بها انقبض قلب لمار حين سمعت المعازيم يباركون :
ألف مبروك كتب الكتاب تم .
عرفت لمار وقتها انها اصبحت زوجة رسمية لخالد عماد مكّاوي .
انتهى الحفل عند الثانية عشر في منتصف الليل ، اتجهت بعدها إلى السيارة وركبت بجوار خالد زوجها .
ثلاثون دقيقة مرت وتوقف السيارة بجانب المنزل .
نزلت لمار من السيارة وبجانبها خالد توجه نحو الفيلا ودخل الإثنين ، سارت لمار في المقدمة حتى اصبحت في قلب الفيلا سار وراءها خالد ثم أغلق الباب الداخلي للفيلا ، عندما سمعت لمار صوت الباب انتفضت والتفتت للخلف وهي تنظر لخالد بذعر ، تقدم خالد بضع خطوات للأمام ، فرجعت هي نفس المسافة للخلف عندها قال خالد مطمئنا لها :
متخافيش مش هعملك حاجة انا عارف انك مغصوبة على الجوازة دي زيي بالظبط ، اطلعي انت فوق نامي في اودة النوم وانا هنام في اودة الضيوف .
انصاعت لمار للأمر وصعدت السلم متجهة لغرفة النوم دخلتها وأغلقت الباب وراءها ، تعالت انفاسها وتضاربت دقات قلبها ، جلست وأسندت ظهرها على الباب . وضمت ساقيها الى  صدرها واحاطتها بذراعها وغطت في نوم عميق .
اما خالد فقد نام هذه الليلة في احدى غرف الضيافة كانت غرفة صغيرة بها سرير صغير وكرسي كبير ، هذه الغرفة كانت مجهزة لأي ضيف ولكن لم يعرف  خالد أنه اول ضيوفها.

قيودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن