النهاية

253 11 5
                                    

الحادي والعشرين من مارس .
بدأت التحضيرات للحفل البسيط في فيلا عماد مكّاوي ، وتمت دعوة بعض الأصدقاء الحميمين وبعض افراد العائلتين .
كانت حفلة هادئة جداً تتناسب مع حالة الحداد التي عاشتها العائلة هذه الفترة ، الصمت كان سيد الموقف إلى ان تطوعت أية صديقة لما ر وبدأت تعزف على البيانو .
انتهى الحفل مبكراً ، وغادر الضيوف جميعهم وبالطبع غادر العروسين .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
الثاني والعشرين من مارس .
إستيقظ خالد الساعة الواحدة ظهراً ، نظر بجانبه يميناً ليجد وجه لمار الملائكي غارقاً في النوم ، فإقترب منها وهمس :
لمار حبيبتي هتصحي دلوقتي .
حركت لمار رأسها وفتحت عينيها وقالت بإبتسامة :
صباح الخير يا حبيبي هي الساعة كام .
خالد :
صباح النور ، واحدة الظهر .
لمار :
شكلي نمت كتير ، هقوم أخد Shower واحضرلك الفطار .
ضحك خالد ثم قال :
الفطار دة تخصصي انتِ موحشتكيش الجبنة بالطماطم ولا إي ؟
لمار بمرح :
لا طبعاً وحشتني .
اخذت لمار حماماً ساخناً وبدأ خالد بتحضير الإفطار .
نزلت لما ر وتوجهت نحو المطبخ وجلست في مكانها وقالت :
انا جعانة اوي يا رب الجبنة بتاعتك تشبعني .
ضحك خالد وقال :
متخافيش هتشبعي اول ما تشوفي شكلها .
ضحك الإثنين ضحكة حقيقية من القلب إفتقداها خلال الفترة الماضية .
قال خالد :
حلوة اوي حكايتنا دي وتنفع تتعمل رواية كمان ، ونهايتها حلوة .
لمار :
واي نهايتها ؟
خالد :
الجواز ، مش احنا اتجوزنا وعايشين مع بعض و بنفطر مع بعض دلوقتي .
لمار :
فكرتني بنزار قباني لما قال "الحب ليس رواية شرقية بختامها يتزوج الأبطال"
واكيد مش دي نهاية قصتنا يا خالد .
صمت خالد قليلا ثم قال :
انا مش عارف انتِ بتجيبي الكلام دة منين انتِ عندك رد على كل حاجة .
لما ر :
القراءة ، هي من اهم الحاجات في حياتي .
خالد :
طيب اي رأيك نتفق إتفاق .
لما ر :
اي
خالد :
قوليلي على اهم الكتب إللي لازم اقرأها ، وفي المقابل اطلبي مني حاجة اعملهالك .
لمار :
تمام ، بعد ما نخلص فطار هجبلك كتاب حلو اوي يا رب يعجبك .
خالد :
مقلتليش انتِ عايزة اي في المقابل ؟
لمار بمرح :
عايزة ساندويتش جبنة تاني .
ضحك خالد ثم ناولها ماطلبت .
بعد ان انهيا وجبة الإفطار المتأخرة هذه ، فاجأتهم زيارة عمر وأية ، جلس الأربعة معاً يتسامرون ويضحكون ثم ذهبوا للسينيما .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
الثالث والعشرين من مارس .
عند الساعة الخامسة عصراً تفقد خالد المنزل فلم يجد لمار فخرج لحديقة المنزل بحثاً عنها ، فوجدها تجلس امام حمام السباحة ومعها دفتراً وقلماً ، فإقترب منها خفية وحاول اخافتها
ولكنها إلتفتت للخلف وكشفت خطته ، سألها خالد :
بتعملي إي ؟
لمار :
بكتب .
خالد :
بتكتبي اي ؟
لمار :
كتاب جديد.
خالد :
إسمه اي ، وبيتكلم عن اي ؟!
لمار :
اسمه "خربشة " اما بيتكلم عن اي ، فهو بيتكلم عن كل حاجة تخص الشباب .
خالد :
روعة بجد ، طب وهتخلصيه امتى ؟
لما ر :
في أقل من شهر إن شاء الله .
خالد :
اكيد انا اول واحد هقرأه .
لمار :
اكيد ، بس لازم اول ماي ينزل تشتريه علطول .
ضحك خالد وقال :
عايزة تدفعي جوزك تمن الكتاب .
لمار بمرح :
الشغل مافيهوش كلام .
سحب خالد الدفتر والقلم من يد لمار ووضعهما جانباً ، ثم دفع لمار في حمام السباحة فسقط فيه ونزل بعدها .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
في اليوم الأول من شهر إبريل ، ذهب كلا من خالد و لمار للعمل بعد اجازة دامت لأكثر من أسبوع .
بدأ خالد بالإطلاع على الملفات والميزانيات والمشاريع الجديدة وجلس مع الكثير من موظفيه ليتابع عملهم بنفسه .
أما لمار فألقت نظرة خاطفة على كل الملفات ثم عادت للقضية التي شغلتها لوقت طويل ولم تكمل البحث في حقيقتها حتى الآن ، فكرت ملياً حتى توصلت لقرارها الأخير ، وعقدت إجتماع طارئ مع الموظفين .
بدأت لما ر بالتحدث عن امور كثيرة في العمل ثم قالت :
طبعاً كلكم عارفين القضية إللي انا شغالة عليها من زمان ونظراً للضغط الكبير والتهديدات إللي إتعرضتلها الفترة إللي فاتت أنا قررت ...
صمتت لمار لفترة وجيزة تأملت خلالها الوجوه المتلهفة لمعرفة قرارها ثم تابعت :
أنا قررت أوقف النشر لفترة بسيطة أكون جمعت فيها كل المعلومات إللي انا عايزاها وخلصت القضية .
رفع إحدى الموظفين يده معلناً عن سؤال يجول بخاطره ، سمحت له لمار بالتحدث فقال :
طيب وهنزل إي بدل المقالة إللي حضرتك كنتي بتنزليها ؟
لمار :
تقدروا تعرضوا أفكاركم على "أ.آية " وبعدين هقعد معاها ونشوف الأنسب ونبلغكم .
رأت لمار علامات الرضى على وجوه الموظفين ثم قالت :
تقدروا تتفضلوا .
سارت جميع الأمور كما خططت لها لمار وأوقفت النشر لمدة تجاوزت أسبوعين إستطاعت خلالها العمل دون اي معيقات ، كما ان التهديدات توقفت ظناً منهم انها إستسلمت ، أما قراء المجلة فقد ادهشهم توقف النشر عن تلك المقالة وتوجهوا بأسئلة كثيرة لكن بلا إجابة .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
في اليوم الثامن عشر من إبريل .
إنتهت لمار من قضيتها تلك ، وسيتم نشرها في عدد الغد ، احست بإنجاز كبير لما قامت به وايضاً موظفوا الشركة كانوا فخورين بها ومتحمسين لردة فعل الناس فنجاح المجلة يعني نجاحهم أيضاً.
أنهت لمار العمل مبكراً وخرجت متوجهة نحو خالد في عمله ، إندهش خالد من الزيارة المفاجئة فسألها :
إي سر الزيارة السعيدة دي ؟
لمار :
انا قولت اكيد وحشتك .
خالد :
اكيد وحشتيني .
لمار :
طب يلا نخرج .
خالد :
نخرج فين ، وبعدين يرضيكي اسيب الشغل كدة ، دة انا المفروض ابقى قدوة للموظفين .
لمار :
مجتش من يوم يعني .
خالد :
ماشي ، تحبي نخرج فين ؟
لمار :
المزرعة .
خالد :
المزرعة !! دلوقتي .
لمار :
دهب وماسة وحشوني .
خالد :
ماشي ، يلا بينا .
توجه الإثنان نحو المزرعة ، إقترحت لمار ان يتسابقا معاً ، فإمتطى كلا منهم حصانه وبدأت المسابقة ، الحيوية والنشاط والسعادة هذا ما لاحظه خالد على لمار التي فازت بالسباق فبادرت :
مش هتقولي مبروك .
خالد :
مبروك ، بس اي سر السعادة دي كلها ؟
لمار :
إنت مش عايزني اكون مبسوطة ولا اي .
خالد :
لأ طبعاً عايزك تكوني مبسوطة بس حاسس ان في حاجة غريبة .
أشارت لمار نحو شجرة قريبة ثم قالت :
تعالى نقعد تحت الشجرة إللي هناك دي وأحكيلك .
جلس الإثنين تحت الشجرة فبادر خالد :
إحكي يا شهرزاد .
صحكت لمار ثم بدأت بسرد قصتها :
من شهرين تقريباً كان في قضية فساد مالي كبيرة ، إتورط فيها ناس كتيرة ، وزراء واعضاء مجلس الشعب ورجال أعمال كمان ، بعد فترة لما الناس والإعلام بدأو يتكلموا حاولوا يحلوا الموضوع دة ولبسوها لرجل أعمال شريكهم ، و الراجل دة لما شاف إنه هيخسر لوحده فحب يتكلم وانا كنت بقابله وبقابل المحامي بتاعه وأعرف منهم كل حاجة وأعمل تحرياتي الخاصة والنهردة خلصت القضية وهنشرها في العدد بتاع بكرة .
خالد :
طيب والقضية دي مفيش صحفيين تانيين وقنوات فضائية حاولوا يشتغلوا فيها ؟
لمار :
لأ طبعاً في بس التهديدات خلتهم يصرفوا نظر .
خالد :
وإنت ما إتهددتيش .
لمار :
لأ طبعاً إتهددت عشان كدة وقفت النشر لمدة اسبوعين عشان اقدر اشتغل بهدوء .
خالد :
إزاي كل دة يحصل وانا مش واخد بالي ، وبعدين إنتِ مش خايفة تموتي ؟
لمار :
محدش بيموت ناقص عمر .
خالد :
أنا ممكن أموت ناقص عمر لو حصلك حاجة .
نظرت لما ر لعينيه لتراهما على وشك البكاء بالتأكيد وفاة والدته جعله يتأثر ويخاف على كل من يحب ، إقتربت منه لمار وإحتضنته بحنان .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
في اليوم التاسع عشر من إبريل .
صدر العدد الجديد من المجلة و نشر ت لمار مقالتها ، جلست مرتبكة في مكتبها منتظرة ردة فعل الناس ، بعد ساعات قليلة فتحت موقع المجلة على مواقع التواصل الإجتماعي وفوجئت بردة الفعل الهائلة من القراء ، طرقت السكرتيرة الباب ، سمحت لمار بالدخول :
خير يا هبة .
هبة :
الورد دة جاي لحضرتك .
فوجئت لمار بأعداد هائلة من الورد تدخل مكتبها ، تجولت بينهم وبدأت تقرأ البطاقات ، واحدة من مجلة كذا ، وأخرى من قناة كذا ،وهذه من جريدة كذا ، كلهم فخرون بها وبنجاحها وجرأتها .
جلست لمار على مكتبها أغمضت عينيها وشعرت بالإرتياح والفخر بما انجزته بدأت تحدث نفسها :
انا وقفت في وش أكبر ناس في البلد لوحدي ومخفتش والفضل كله يرجع لخالد هو إللي خلاني ابطل الخوف إللي كان كاتم على نفسي .
لم تكمل لمار حديثها مع نفسها بسبب الإتصال المفاجئ من خالد :
ألف مبروك يا حبيبتي .
لمار :
الله يبارك فيك ، إنت قرأت المقالة .
خالد :
اكيد ، وبالمناسبة دي انا عملتلك مفاجئة تجنن ، وهعدي عليكي بعد نص ساعة.
لمار :
ماشي هستناك .
خالد :
سلام .
انتهت لمار من المكالمة وظلت تنظر للشاشة بإمتنان وقبل أن تضع الهاتف في مكانه ، فوجئت بإتصال أخر من رقم غريب ، وضعت السماعة على أذنها وإنتظرت إجابة الطرف الأخر الذي بادر بالحديث قائلاً :
طلعتي بطلة وكملتي للأخر اهو .
كان هذا هو الصوت الغريب الذي يهدد لمار منذ فترة بسبب القضية التي أنهتها اليوم ، سارعت لمار بالرد قائلة :
أكيد يعني مكنتش هسكت وانا شايفة حاجة غلط بتحصل ، وبعدين دة شغلي.
الصوت الغريب :
تصدقي بإي انا لو كان ليا في الجواز كنت إتجوزتك .
لمار بسخرية :
مش عيب عليكم تبقوا بتراقبوني وبتهددوني كمان ومش عارفين إني متجوزة .
الصوت الغريب :
ومين قالك ان إحنا مش عارفين بس ....
وسكت هذا الصوت برهة ثم أكمل :
بس كنا هنخلص عليه زي ما خلصنا على أمك وحماتك .
إتسعت عينا لمار في دهشة بعد ماسمعت فقالت :
إي إللي انت بتقوله دة ؟
الصوت الغريب :
هي دي الحقيقة ، يوم ٢١ فبراير يعني من شهرين بعتنا واحد يلعيب في فرامل العربية بتاعتك عشان نخلص منك بس للأسف مش إنتِ إللي ركبتيها ، وأمك وحماتك راحوا فيها بدالك .
لم تصدق لمار ما سمعته للتو أمسكت بهاتفها وألقته بعنف على الأرض وشرعت بالبكاء والنحيب .
سمعت السكرتيرة صوت لمار فطرقت الباب ودخلت وفوجئت بحالة لمار المنهارة من البكاء ، إقتربت منها وسألتها :
مدام لمار في اي .
صرخت لمار في وجه السكرتيرة بعنف :
إطلعي برة مش عايزة أشوف حد .
أذعنت السكرتيرة لطلبها وخرجت .
بعد فترة وجيزة وصل خالد وهو يحمل باقة ورود حمراء في يده تقدم نحو السكرتيرة وسألها :
لمار هنا ؟
السكرتيرة :
أيوة يا فندم بس ...
سألها خالد في قلق :
بس اي !؟
السكرتيرة :
مش عارفة ، دخلت عليها من شوية لقيتها بتعيط بطريقة مش طبيعية .
لم ينتظر خالد ودخل المكتب فوراً ليجد لمار تضع رأسها فوق المكتب وتبكي بصوت مسموع ، لم ترفع رأسها عند دخوله وقالت :
هبة إطلعي برة .
إقترب خالد منها حتى أصبح امام المكتب مباشرة وقال :
أنا خالد مش هبة .
رفعت لمار رأسها لتكشف عن عينين متورمتين من كثرة البكاء ووجه أحمر متوهج ، ذعر خالد عند رؤيتها هكذا فسألها في قلق :
لمار إي إللي انتِ عاملاه في نفسك دة في اي ؟
حاولت لمار إخفاء السبب الحقيقي لحزنها وقالت وهي تجفف دموعها :
أصلي إفتكرت ماما الله يرحمها .
لم يصدقها خالد وكان متأكداً من وجود سبب آخر ولكنه أجل سؤاله لوقت آخر وقال :
طيب يلا نروح عشان تهدي وتنامي .
غادرت لمار مع خالد وفي طريق العودة لم تتحدث مع او تنظر إليه وكان كل ما يشغل بالها أنها "قاتلة " .
عندما وصلت لمار للمنزل أخذت حماماً ساخناً بالإضافة إلى حبتين من الدواء إحداهما مهدئ والأخرى منوم ، وخلدت بعدها للنوم .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
في اليوم العشرين من إبريل .
إستيقظت لمار في وقت متأخر بسبب المنوم وجدت خالد جالساً بجانبها يتابع حالتها من وقت لآخر .
سألت لمار :
الساعة كام ؟
خالد :
اتنين بعد الظهر .
لمار :
إنت مروحتش الشغل لي ؟
خالد :
أروح إزاي واسيبك في الحالة دي .
لمار :
انا كويسة الحمدلله .
خالد :
الحمدلله ، بس حرارتك مرتفعة شوية ، ثواني وجاي .
ثوانٍ قليلة ذهب فيها خالد لإحضار كوب من الحليب وعاد ، ساعدها في الجلوس وناولها كأس الحليب .
أنهت لمار شرب الحليب بمساعدة خالد وهمت بالنهوض ولكنها لم تستطع فقالت :
أنا دايخة .
خالد :
لأ إنتِ شكلك تعبانة اوي يلا نروح للدكتور .
لمار :
لأ لأ ، دة اكيد عشان نمت كتير .
حاولت لمار النهوض مرة أخرى وأخذت حماماً ساخناً وعادت لتجلس مع خالد ، مرّ اليوم سريعا ودون حدوث أي امر غريب .
في الساعة الحادية عشر مساءً ، نظرت لمار بجانبها لتجد خالد يغط في نوم عميق ، أحضرت منديلاً ومسحت دموعها ثم إقتربت من خالد وتأملته وهمست:
سامحني يا خالد ، سامحني .
على عكس ما ظنت لمار فقد كان خالد مستيقظاً وسمع ماقالته وهمس أيضاً :
أسامحك على إي ؟
ذهلت لمار عندما وجدته مستيقظاً وتمنت لو انها لم تتحدث ، نهض خالد وكرر سؤاله قائلاً :
أسامحك على إي يا لمار .
إحتضنته لمار وكأنها أخر مرة و قالت :
على أي حاجة وكل حاجة .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
الحادي والعشرين من إبريل .
إستيقظت لمار مبكراً وحضرت وجبة الإفطار وأيقظت خالد ، إنتهيا من وجبة الإفطار وإرتدى كل منهم ملابسه ، ودّعته لمار قبل الخروج للعمل بقبلة سريعة على خده ونظرت له مطولاً ثم غادرت ، كان خالد مستغرباً من الحالة التي مرت بها قبل يومين ولكن حاول ان يقنع نفسه بأنها ضغوط العمل وغادر هو أيضاً وتوجه لعمله .
شعرت لمار بتعب كبير في العمل فخرجت وتوجهت نحو إحدى المستشفيات ، وبعد إجراء التحاليل اللازمة أخبرها الطبيب بأنها "حامل " .
فرحت لمار كثيراً وإتصلت بخالد وهي في طريقها للصيدلية لشراء العلاج :
خالد عندي ليك خبر بمليون جنيه .
خالد :
إي خير .
لمار:
أنا حامل .
خالد :
بجد والله ؟؛
لمار :
أنا لسة نازلة من عند الدكتور حالاً وبجيب العلاج من الصيدلية وجيالك اهو عشان نروّح مع بعض .
خالد :
مبروك يا حبيبتي ألف مبروك .
لمار :
الله يبارك فيك يا ح....
لم تكمل لمار جملتها وسمع خالد صوت إطلاق الرصاص وإرتطام الهاتف بالأرض ، صرخ خالد في الهاتف :
لمار ،لمااار .
خرج خالد سريعاً متوجهاً نحو المستشفى لم يستغرق الأمر سوى عشر دقائق بعد ان تجاوز جميع الإشارات والسيارات ، دخل المستشفى وسأل هنا وهناك حتى قالت له إحدى الممرضات :
المدام إللي بتسأل عليها في غرفة العمليات في الدور التالت ، ناس ولاد حرام ضربوها بعيارين وهربوا .
جرى خالد وقفز على السلالم حتى وصل للدور الثالث وقف أمام غرفة العمليات وبدأ يدعي الله ، تذكر وقتها أنها وقف هنا في نفس المكان منذ شهرين كان يدعوا لوالدته ولكنها ماتت ، هل سيكون مصير لمار كمصيرها ، مئات الأسئلة دارت بذهنه ولم يجد لها إجابة .
أخيراً خرج الطبيب تقدم إليه خالد وسأله بلهفة :
لمار ، لمار كويسة صح ؟
الطبيب :
إحنا عملنا إللي نقدر عليه بس دي إرادة ربنا ، البقاء لله .
إبتسم خالد بسخرية نفس الموقف نفس الكلام ونفس الطبيب ، ونفس المصيبة ، منذ شهرين ماتت أمي التي لا تعوض واليوم ماتت حبيبتي التي لا تعوض والآن ماتت روحي وبقيد جسداً فقط ، ماذا بعد هل بقي شيئاً لأفقده .
مرّ أسبوع على هذه الواقعة الأليمة ، ذهب خالد للمقبرة لزيارة لمار ، وقف أمام قبرها دعا لها كثيراً ثم بدأ يتحدث :
لمار ، وحشتيني أوي ، على فكرة ٱنا بقرأ زي ما قولتيلي وإمبارح وقفت عند جملة لنزار قباني بتقول " ليست النساء فقط من تستشعر الأمان في حضن حبيبها ، ولكن الرجل العاشق حقاً لا يدرك اماناً في الدنيا إلا بجانب من يحب"
لمار أنا بقيت عايش وميت بقيت عبارة عن جسد يتنفس وروح تحتضر .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
تم بحمدالله .

قيودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن