الفصل الرابع عشر (القرار)

148 4 0
                                    

اليوم الثامن عشر من فبراير .
باتت آية مع لمار في منزلها وإستيقظت قبلها لتحضر الإفطار .
آية :
صباح الخير .
لمار :
صباح النور .
آية :
بقيتي أحسن ؟
لمار :
الحمدلله ، تعبتك معايا .
آية :
متقوليش كدة إحنا اكتر من إخوات ، وبعدين انا لو حصل لي كدة مش كنتِ هتعملي كدة واكتر .
قالت لمار بمرح :
لأ طبعا .
ضحكت الفتاتان ثم توجهتا نحو المطبخ لتناول الطعام .
لمار :
هنفطر اي النهاردة .
آية :
فول وطعمية .
لمار :
نفسي فيهم من زمان والله .
آية :
هتروحي الشغل النهاردة .
لمار :
آه ، هخلص الشغل المهم وبعدين أرجع .
آية :
مش المفروض تجهزي نفسك عشان البرنامج بالليل .
لمار :
يا ستي هجهز نفسي ، هو فرح .
ضحكت آية ثم قالت بمرح :
هتديني حاجة ألبسها ولا أروح أغير هدومي في البيت .
لمار :
لأ روحي غيري في بيتكم .
ضحكت الفتاتان وبدلتا ملابسهن ثم توجهن لعملهن .
في الساعة الواحدة ظهرا أنهت لمار عملها ، إتصلت بخالد تطلب مقابلته .
لمار :
السلام عليكم .
خالد :
وعليكم السلام .
لمار:
معلش يا خالد كنت عايزة اقابلك في حاجة مهمة .
خالد :
طيب ، فين ؟
لمار :
في اي مكان .
خالد :
خلاص أجيلك الشغل أحسن .
لمار :
تمام .
اغلقت لمار الهاتف وإنتظرته بتوتر ، بعد مرور نصف ساعة وصل خالد وإعتذر قائلا :
معلش إتأخرت عليك ِ ، الطريق زحمة .
لمار :
لأ عادي محصلش حاجة .
خالد :
كنت ِ عايزاني في إي ، قلقتيني .
لمار :
خالد انا عايزاك تساعدني .
خالد :
في إي ؟
لمار :
في إني آخد قراري .
خالد :
ما أقدرش أساعدك في انك تاخدي القرار ، لكن أقدر اساعدك تتغلبي على الحاجة اللي منعتك من إنك تتخذي القرار .
لمار :
طيب ، ساعدني .
خالد :
يبقى لازم تقوليلي إنت ِ خايفة لي .
لمار :
خايفة نتجوز ونعيش أيام حلوة و .....
صمتت فحثها على الحديث قائلا :
كملي .
أكملت :
بإختصار خايفة بعد كدة تحصل مشاكل ونتطلق ، خايفة نختلف والإختلاف يكون سبب الطلاق .
خالد :
خوفك ملهوش لزمة ، مهما كان الإختلاف كبير بين أي إتنين عمر ما يكون نهايته كدة.
مثلا : والدك كان من عيلة متوسطة وكان بيشتغل موظف بسيط في مصنع والدتك .
وفجأة والدتك سيدة الأعمال الكبيرة حبت والدك وإتجوزته ولسة عايشين مع بعض دلوقتي .
وبعدين احنا مش مختلفين لدرجة كبيرة ، بالعكس إحنا بنتفق في حاجات كتير .
لمار :
كلامك صح بس محتاج تفكير ، أوعدك إني هاخد قراري في أسرع وقت ، شكرا .
خالد :
العفو ، هضطر أمشي شكلك مشغولة .
لمار :
ممكن توصلني في طريقك ؟
خالد :
أكيد طبعا ً.
غادرت لمار مع خالد الذي أوصلها حتى باب المنزل وأوصاها بأن تنتبه لنفسها كما لو كان والدها .
أخذت لمار حماما ساخنا وتناولت وجبة خفيفة ، بدأت ترتدي ملابسها و تضع الماكياج عند الساعة الخامسة والنصف .
نزلت من المنزل في تمام الساعة السادسة متوجهة نحو مبنى الإذاعة والتليفزيون .
اتصلت آية بخالد عند الساعة السابعة :
خالد لمار طالعة دلوقتي في برنامج على القناة الأولى .
خالد :
أيوة ، انا بتفرج دلوقتي .
آية :
ماشي سلام .
بعد المقدمات التي بدأت بها المذيعة البرنامج قبل أن تقدم لمار ، بدأت بسؤالها :
اي الدافع إللي خلاكي تكتبي أول رواياتك .
لمار :
عايزة أوصل رسالة من خلالها للقراء .
المذيعة :
وإي هي الرسالة .
لمار :
القراء هيكتشفوها بعد قراءة الرواية .
تلقت المذيعة بعض الإتصالات ، فتقول أحد المتصلين :
إللي عجبني في الكتاب إنه بيناقش تساؤلات كتير ، بس أنا شايفة ان كتابك للمرأة بس لأن بيتكلم عن مشاكلها وحياتها ، مش شايفة ان دة ممكن يقلل نسبة المبيعات لأن الرجالة مش هيشتروه .
طلب المذيعة من لمار ان ترد ، فردت :
فعلا هو بيناقش حياة المرأة ومشاكلها بس دة ميمنعش إن الرجالة تشتريه وتقرأه عشان تتعلم وتعرف حياة الست وإزاي يقدروا يحبوها .
تلقت المذيعة إتصالا آخر :
أنا مع الكاتبة في رأيها أنا واحد من الرجالة إللي إشتريت الكتاب عشان أصالح مراتي وإستفدت منه كتير .
بس عندي سؤال للكاتبة :
هل إستفدتي من هذا الكتاب في حياتك الشخصية ؟
كان هذا صوت خالد فهو المتصل ، إرتبكت لمار في البداية عند سماع صوته ولكنها حافظت على هدوئها ، طلبت
منها المذيعة الإجابة على السؤال الذي وجهه خالد ، بالتأكيد لا يعرف أحد ان المتصل هو زوجها ، أجابت :
أقل ما إستفدته من هذا الكتاب هو انه جعلني أحب زوجي كثيرا .
رقص قلب خالد من الفرح وهو يجلس أمام شاشة التلفاز .
وجهت المذيعة سؤالا أخر لها :
إنت كتبتي إهداء في أول الكتاب ، بس لي ذكرتي حروف من إسمه بس ؟
لمار :
عشان أذكر إسمه في اللحظة دي
جوزي إللي ساعدني وكان ليه دور كبير في كتابة الرواية دي هو رجل الأعمال : خالد عماد مكّاوي .
أكملت المذيعة أسألتها للمار وإنتهى اللقاء التلفزيوني ، خرجت لمار من المبنى وتوجهت نحو سيارتها وقبل أن تدير محرك السيارة فتحت هاتفها وأجرت مكالمة هاتفية :
خالد أنا خدت قراري .
خالد :
وأنا كمان خدت قراري .
لمار :
إي هو ؟
خالد :
مهما حصل بينا من مشاكل هعمل زي ما نزار قباني قال :
إذا إنتهى الكلام بيني وبينك ، وتقطعت سُبل الوصال ، وتفرقنا وعدنا غرباء ، تعرف علي مجددا .
إبتسمت لمار ثم قالت :
وأنا كمان هعمل زيه .
وقبل أن تتحرك من مكانها ، سمعت صوت بوق سيارة فنظرت من النافذة لتجد خالد ينزل من سيارته ويتجه إليها .
نزلت هي الأخرى من سيارته ووقفت مقابلة له ، ظل كلا منهما صامتين حتى تجرأت لمار وقالت :
انت ساكت لي .
قال خالد وهو ينظر لعينيها :
الصمت في حرم الجمال ، جمال .
إبتسمت لمار خجلا ثم قالت :
حسنا ًلا داعي للحديث فكما يقول يوسف زيدان :
في فقه الحب ، نظرة العين إن صدقت خرست اللسان .
إبتسم خالد فتقدمت إليه لمار و قالت :
ممكن تحضني .
نظر إليها خالد ، ثم تقدم نحوها أمسك خصرها بكلتا يديه و رفعها للأعلى حتى أصبح وجهها مقابلا لوجهه ، فأمسكت برقبته وتعلقت بها ، فهمس في أذنها :
مش تطولي شوية ولا انا هشيلك كل ما آجي أحضنك .
إبتسمت ثم قالت :
محدش قالك تحب واحدة قصيرة .
ضحك هو بدوره ثم بدأ يدور بها ، أغمضت عينيها و تعلقت به أكثر ، ثم صرخت :
نزلني عشان الناس .
خالد :
سيبك من الناس وعيشي اللحظة .
إبتسمت لمار وهي تستمع إلى خالد وهو يغني لعبد الحليم حافظ :
قولوا له قولوا له قولوا له الحقيقة
بحبه بحبه من أول دقيقة
في بحوره الغريقة أبو عيون جريئة
كان مالي ما كنت في حالي
متهني بقلبي الخالي
فات رمشه الجريء وندهلي
وفي أجمل عيون توهني
أكمل خالد الأغنية ثم أنزل لمار وقال :
الفرح يوم عشرين فبراير .
لمار :
بعد بكرة !
خالد :
قبل ما تغيري رأيك .
ضحكت لمار ثم قالت :
أنا عايزاه يوم ٢٥ نكون خلصنا تحضيرات .
خالد :
حاضر إنت تؤمري .
لمار :
أنا جعانة .
خالد :
إنت ِ مش بتبطلي أكل ، إي رأيك تاكلي جبنة بالطماطم عشان متتخنيش .
ضحكت لمار ثم قالت :
جبنة تاني أنا خلاص شبعت .
خالد :
خلاص خلاص إللي إنت عايزاه .
لمار :
أيوة كدة .

قيودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن