الفصل الرابع (الحياة جديدة )

284 11 0
                                    

أنهى خالد رحلته هو ولمار في تايلند وعادا إلى مصر ،عاد خالد الى عمله وكذلك لمار ومر أسبوع آخر والأمور تسير بشكل جيد .
في يوم الجمعة كانت الإجازة الرسمية للعمل مر اليوم بشكل عادي جدا وتناول خالد و لمار العشاء عند الساعة الثامنة مساءً بعدها جلس خالد في غرفة المعيشة وبدأ يشاهد التلفاز ، أما لمار فخرجت إلى الحديقة ومعها دفترا وقلما ، وإستلقت على الأعشاب وبدأت تتأمل النجوم .
سرحت بخيالها وتذكرت طفولتها وأحلامها الصغيرة ، وكيف كانت مراهقة مجنونة لديها روح المغامرة ، وكانت كأي فتاة في مثل عمرها تحلم بأن تدخل الجامعة وتتخصص في المجال الذي تحبه ، وتتزوج من فارس أحلامها الذي رسمته في خيالها ، دمعت عيناها عندما تذكرت كل هذه الأمور ، ولكن سرعان ما آفاقت من هذه الذكريات عندما رأت سيارة تعبر إلى الداخل عبر بوابة الفيلا ، نهضت من مكانها وسارت نحو السيارة ، إندهشت عندما رأت شابة جميلة ملامحها شديدة الأنوثة وهندامها مبالغ فيه ، لم تنتظر لمار أكثر فتوجهت نحو الفتاة وسألتها :
انتي مين ؟!
اجابت الفتاة :
أنا جاية هنا علشان خالد عماد مكّاوي ، هو موجود ؟؟
أومأت لمار برأسها وأشارت بيدها إلى الداخل.
سارت لمار والفتاة إلى الداخل ، جلس الفتاة في الصالون بينما ذهبت لمار لمناداة خالد .
لمار:
خالد في واحدة عايزاك .
خالد :
واحدة !!!! مين ؟؟؟
لمار :
معرفش.
سارت لمار خلف خالد المتجه إلى الصالون ، وما إن رأى الفتاة حتى تغير وجهه وتلون بألوان الطيف من كثرة التعجب ، ثم صاح:
رنا !! إي اللي جابك هنا .
سارت رنا بإتجاه خالد وكادت تحتضنه لولا أن خالد رجع للخلف وإستوقفها ، فقالت رنا :
خالد انت وحشتني هو انا ما وحشتكش ؟
لم يرد خالد على كلامها ونظر إلى لمار التي كانت تقف على بعد سنتيمترات ، ولكن لمار أشاحت بوجهها عنه وإنصرفت من المكان ، عندها خاطب خالد رنا بصوت منخفض :
انتِ إي اللي جابك هنا ؟؟
ردت رنا :
ما انا قولتلك انك وحشتني .
رد خالد بنبرة غضب :
إحنا موضوعنا إنتهى أنا خلاص اتجوزت .
ردت رنا :
بس لسة بتحبني والدليل على كدة ان جوازكم على الورق بس .
خالد في دهشة :
وانتي عرفتي منين ؟؟
ردت رنا :
سألت عمر صاحبك .
صمت خالد قليلا ثم قال :
طب نتفاهم بكرة ، هكلمك ونتقابل .
رنا :
ماشي هأنتظر منك تليفون !!!سلام .
غادرت رنا وسار خلفها خالد وعندما إختفت سيارتها من امامه ، توجه خالد للبواب قائلا:
انت غبي إزاي تدخل حد كدة من غير متسألني ؟؟
رد البواب بإرتباك :
يا بيه هي قالتلي إنها واخدة معاد من حضرتك .
رد خالد بعصبية اكثر :
المرة الجاية محدش يدخل الا بإذني يا بني آدم ، فاهم !!
وغادر خالد وتوجه مسرعا نحو غرفة المعيشة يبحث عن لمار التي لم تبدِ أي إهتمام بقدومه ، ولكنه خاطبها :
آسف على اللي حصل .
ردت لمار وهي تتصنع البرود :
آسف على إي ، انا مجرد ضيفة وانت صاحب البيت ومن حقك تستقبل أي حد ، حتى لو الأشكال دي .
وهمّت لمار بالإنصراف لولا كلمات خالد التي إستوقفتها عندما قال :
الأشكال إللي انت ِ بتتكلمي عنها دي تخصني ، رنا دي حبيبتي وكانت هتبقى مراتي لولا الظروف .
إشطاطت لمار غضبا من كلمات خالد ولكنها لم تعقب وتوجهت نحو الحديقة ، وإلتقطت القلم والدفتر وبدأت تكتب .
اما خالد فقد شعر بالإستياء من الكلمات التي وجهها للمار ، ولكنه من ناحية اخرى بدأ يفكر في زيارة رنا المفاجئة وسأل نفسه هل مازالت رنا تحبه ؟؟.
ولكن السؤال الأهم والأصعب كيف يشعر هو تجاهها الآن وهل سيحارب من اجلها بعد ان ينفصل هو ولمار ؟؟
كل هذه الأسئلة اجتاحت فكره ، فنسي نفسه ونام مكانه على المقعد في غرفة المعيشة .
إنتهت لمار من الكتابة وأغلقت الدفتر ، ونهضت لتتوجه نحو غرفتها ولكن لفت نظرها صوت التلفاز القادم من غرفة المعيشة ، توجهت نحو الغرفة وفوجئت بخالد النائم على المقعد كادت توقظه حتى يتوجه لغرفته ، ولكنها لم تشأ ذلك ، فأحضرت غطاءً خفيفاً ، وغطته به .
استيقظ خالد في الصباح ووجد نفسه نائما في غرفة المعيشة ، وفوجئ بالغطاء ، وتسللت إلى شفتاه إبتسامة عندما فكر في ان لمار هي من غطته .
نهض من مكانه وخرج من الغرفة ، كانت لمار في المطبخ تتناول الفطور وتقرأ الجريدة ، قاطعها هو قائلا :
صباح الخير .
ردت :
صباح النور .
وأشارت بيدها إلى كوب حليب وتابعت :
عملت حسابك في الفطار إقعد .
جلس خالد على المقعد المقابل لها وتناول رشفة من الحليب ثم قال مازحا :
الحليب إللي انا بعمله أحسن من كدة ،لازم أعلمهولك .
ضحك الإثنين بعفوية ، ثم قاطعته لمار :
انا رايحة الشغل سلام .
قال خالد :
متتأخريش ماما هتزورنا النهردة وبتقول في مفاجأة .
ردت لمار بمرح :
يا خوفي من مفاجآت العيلة دي .
ضحك خالد ثم قام بدوره ليأخذ حماما ساخنا يتهيأ به ليوم عمل جديد.
عمل خالد كثيرا هذا الصباح ولكنه إنصرف سريعا وطلب من عمر صديقه ان يقابله في النادي ، دار الحديث بين الإثنين عما حدث بالأمس ووبخّ خالد صديقه بسبب ما قاله لرنا عمّا يخص زواجه بلمار ، ولكن عمر إعتذر منه قائلا :
صدقني انا قولتلها كدة عشان عارف انك بتحبها ومكنتش عايز صورتك تتهز قدامها .
رد خالد:
عارف ان قصدك كل خير بس تفتكر رنا ممكن تقول لحد .
ولم ينتظر خالد رد صديقه فنظر لساعته وتابع قائلا :
انا إتأخرت ماما جاية النهردة ، سلام .
في تلك الأثناء كانت والدة خالد في المنزل بضيافة لمار ، ولم تأتي وحدها كانت معها إمرأة في العقد الثالث من عمرها .
تحججت لمار وقالت لضيفتها :
بعد إذنك يا طنط سعاد هشوف خالد إتأخر لي .
ردت الضيفة :
اتفضلي .
توجهت لمار بسرعة نحو غرفة النوم وإلتقطت هاتفها وإتصلت بخالد .
فوجئ خالد بإتصال لمار فرد في فزع :
أيوة يا لمار خير ؟
هدّأت لمار من روعه قائلة :
خير خير ، بس مامتك وصلت من شوية ومعاها ست بتقول إنها شغالة جابتها مخصوص عشان تفضل هنا ، وانا معرفتش أقولها إي ، فكّر انت في حل .
رد خالد :
ماشي انا في الطريق ولما أوصل هشوف حل للموضوع سلام.
وصل خالد للمنزل وإستقبلته والدته بشوق جلسوا جميعا يتبادلون الأحاديث حين قال خالد :
تعبتي نفسك لي بس يا ماما ، انتِ عارفة إني مبحبش حكاية الشغالات دي ، وبعدين أنا ولمار مرتاحين كدة ومش ناقصنا حاجة .
ردت والدته :
بس أنا عشمتها بالشغل .
ردت لمار :
خلاص أنا عندي فكرة ترضي كل الأطراف إحنا نخليها تيجي كل أسبوع تنضف .
رد خالد مؤيدا :
إي رأيك يا ماما ، فكرة تجنن .
وافقت والدته على إقتراهم وتنادلت معهم العشاء وانصرفت .
خاطبت لمار خالد قائلة :
كويس انك عرفت تتصرف الشغالة دي لو كانت فضلت هنا كانت هتنقل كل أخبارنا .
رد خالد بمرح :
مش عارف من غيري كنتِ هتعملي إي .
ضحك الإثنين و توجه كل منهما لغرفته ، شغلت الأفكار فكر كل منهم وشغل بالهم كيف تآلفت قلوبهم وتأقلمت مع الحياة الجديدة وتساءلوا عن الأيام القادمة وكيف ستمر .

قيودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن