مُذ أبصرنا الدنيا قبل أعوامٍ بعيدةٍ جدًا، كانت لنا أحلامٌ ومازالت .. لا شكّ أن أحد الأحلامِ المشتركةِ بيننا جميعًا هي الحب.
لا أُخفيكم سرًّا أن الأحلام جُلّها دونه لا طعمَ لها ورائحة، ذابلةٌ ورمادية بلونِ الموت. فما الحلُم أصلًا إلا أن تسعى حثيثًا نحو شيءٍ بصحبة من تهفو نفسُك إليه! يُقوّمك إن اعوججت ... يهُبك رعايتهُ لو مرضت، وصلواتهُ لو غبت، وقلبهُ لو بُحت، وجوارحهُ وصلًا إن ابتغيتَ..
النهاية الجديدة للقصة :
استلقى الى جوارها يتأملها بنظرة لم يخبو بريقها رغم الأعوامِ الثلاثةِ التي مرّت ! من قالَ أن الحب يخبو بعد الزواج؟ ولو حدث وانطفأت شُعلته يومًا لوجدّت في قلبك لحبيبك ما يُعيد اشعالها مرة أخرى.
على يمينهِ هيَ وعلى يَمينها نُطفَتهُ زَيْد، بِذرتهُ الأولى التي زرعها في أرضها ذا الأعوام الثلاثة. على وجهِ الملائكيّ الصغير مزيجًا عجيبًا من الإثنين، غمازتيّ أمه واستدارةُ وجهها وحاجبيها الكثيفين، مع شَفتي والدهِ الدقيقَين وشعرهِ الأفحم الذي يُغطّي جانبَ وجهه كوالدهِ تمامًا في صغره.
ضمّها إليه فهَمست " لم تنم بعد؟ ما الذي يشغُلك؟"
أجابَ وهو يُحكم وثاقهُ حولها " أَليَ أحدٌ غيركُما ليشغلني؟" سكتَ لثوانٍ ثُمّ تابع " يُشبهني أكثر أَليسَ كذلك؟"
أجابت وهي تضحك " يكفيني واحدٌ منك "
تظاهر بالغضب وآثر الصمتَ فالتفتت إليه وقد كانت تُديرُ ظهرها له في البداية، تأمّلته طويلًا ثم قالت " ولو أنجبنَا إثنيْ عشرَ طفلًا ما شابهُكَ أحدٌ، أنتَ أنتَ ولا أرى أنّ أحدًا يُشبهَكَ ولو بحثت دهرًا "
رفَع كفّيها وقبّل باطنها " تَكسبينَ كلّ الجدالاتِ كعادتك يا لُبّ القلب "
آثرت صمتها وأغمضت عينيها لتنام ..
_أعتقدُ أن هذه هي النهايةُ التي وجبَ أن أكتبها لكنها جاءت متأخرةً قليلًا، لأربعةِ أعوامٍ فقط! بعضُ الأشياءِ حتى لو جاءت متأخرة تكون أفضل من ألا تأتي أبدًا ولا يُنقصها التأخير بريقها.
لكلّ منا حُلم وفصلٌ يمكننا أن نُعنوِنهُ بالنهاية، ولو أمكنني أن أكُتبَ فصلًا كهذا بعد أعوامٍ لأكتُب فيه حُلمي وما انتهى إليه لن أتردد، وإن كُنت من الآنَ أجزمُ أنه لن يختلفَ كثيرًا عمّا كتبتُ الآن.
-السادس عشر من ابريل لعام 2020 "