الفصل السابع(الإعتراف)

234 11 0
                                    

في صباح اليوم التالي الموافق ٥\٢\٢٠١٦
إستيقظ خالد ولمار و إستعد كل منهم للخروج لعمله في أثناء الإفطار خاطبها خالد قائلا :
الليلة معزومين عند مريم لازم تخلصي شغل بدري.
لمار :
ماشي ، سلام .
خالد :
سلام .
غادرت لمار المنزل وتوجهت نحو عملها الجديد ، أما خالد فتوجه نحو غرفة لمار ، وفتح خزانة الملابس وأخذ إحدى فساتينها ووضعه في كيس وغادر المنزل .
توجه خالد نحو إحدى أفضل محلات الملابس ، وبدأ يتجول بين الفساتين حتى جذب نظره فستاناً أحمراً حريرياً ، نظر إلى مقاس الفستان الذي وضعه بالكيس ثم بحث عن نفس المقاس حتى وجد ضالته.
غادر أحمد المحل وإتجه نحو محل آخر للكماليات وأحضر منه حذاءً أحمر .
ثم توقف عند محل للمجوهرات وإشترى منه ما يريد .
عاد خالد للمنزل ثم توجه نحو غرفة لمار وضع الفستان الجديد وبجانبه الحذاء على السرير ثم غادر الغرفة وأغلق الباب .
خالد:
ألو ، مريم عملتي إللي قولتلك عليه .
مريم :
كله تمام ، متقلقش .
خالد :
طيب سلام عشان لمار وصلت .
دخلت لمار المنزل لتجد خالد بإنتظارها ، ألقت عليه التحية وبادلته الإبتسامة ثم قالت :
متأخرتش صح .
خالد :
كل دة ومتأخرتيش يلا بسرعة إطلعي إلبسي ، وأنا كمان هروح ألبس.
لمار :
حاضر .
توجهت لمار نحو غرفتها وفوجئت بالفستان الجديد الذي وضع على سريرها ، إبتسمت ثم إرتدته وقامت بتمشيط شعرها ووضع الماكياج ، انتهت لمار وغادرت الغرفة لتجد خالد في إنظارها .
خالد أيضا كان في غاية الأناقة ، فقد إرتدى بدلة سوداء وربطة عنق حمراء تتوافق مع لون فستانها .
صاح خالد عندما رأى لمار :
أوبااا ، إي القمر دة .
إلتهب وجه لمار خجلا لكنها قالت :
إنت كمان قمر على فكرة .
خالد بمرح :
إي دة أفهم من كدة انك بتعاكسيني .
لمار :
لا متاخدش في نفسك مقلب دي مجرد مجاملة .
خالد :
بس أنا مش بجامل .
خجلت لمار ونظرت بإتجاه الأرض وسارت بجانب خالد حتى ركبا السيارة وتوجها إلى فيلا بالمعادي .
وصل خالد إلى وجهته نزل سريعا من السيارة وفتح الباب للمار وإنحنى  قائلا :
إتفضلي يا سمو الأميرة .
نزلت لمار من السيارة وسار الإثنين بجانب بعضهما إستقبلتهما مريم إستقبالا حارا ، وقادتهم نحو غرفة الضيوف تركتهم قليلا ثم عادت وبيدها شريط أحمر .
أخذ خالد الشريط الأحمر من أخته ، ثم إستأذن لمار بلفّه حول عينيها إستغربت لمار في البداية ولكنها أنصاعت للأمر .
أمسكها خالد من يديها ، وحثها على السير حتى وصلا لحديقة المنزل ، بعدها نزع خالد الشريط ، ففتحت لمار عينيها لتجد الكثير من البالونات والكثير من الورود الحمراء التي يحملها كل زملائها وأقربائها .
نظر خالد إليها ثم قال :
كل سنة وإنت طيبة .
نظرت لمار إليه وهي لا تصدق ما يحدث ثم قالت بصوت خافت :
وإنت طيب .
توجه الجميع نحو لمار سلموا عليها وأعطوها الهدايا .
أشار بعدها خالد إشارة لأخته ، لتمر ثواني ثم تتعالى أصوات الموسيقى وتتلون الأضواء .
مد خالد يده نحو لمار ثم قال :
تسمحيلي بالرقصة دي .
إبتسمت لمار وأمسكت بيد خالد وسارت معه إلى حيث يرقص الجميع.
أمسكت يده اليمنى بيدها اليسرى ، ثم أحاطت ظهره بيدها اليمنى ، بينما احاط هو خصرها بذراعه اليسرى وبدأ يتمايل بها على أنغام الموسيقى ، يمينا ويسارا خطوة الأمام وأخرى للخلف .
أهمل الدنيا بأكملها إلا عينيها بدت له كالبحر لا قرار لها ، إقترب منها وهمس بأذنها :
البرفان بتاعك يجنن.
إبتعدت عنه قليلا وكأنها إكتشفت للتّو أنه قريبا منها ، ثم قالت بصوت خجول :
شكرا .
إقترب منها أكثر وإحتضنها ولم تقاومه ، ثم همس في أذنها مرة أخرى:
انا بحبك .
تسارعت أنفاسها وتسابقت دقات قلبها ، وتشبثت به ،
أغمضت عينيها وأسندت رأسها على كتفه وإستمر الوضع هكذا حتى هدأت ألحان الموسيقى .
أخذها من يدها ومشى بعيدا حتى توارى عن أنظار الجميع .
جعلها تقف أمامه ، ثم أخرج علبة من جيبه وفتحها لتكشف عن خاتم ماسي ، قربها منها ثم قال :
لمار تتجوزيني .
قالت لمار بتساؤل :
إنت بتحبني .
خالد :
أكيد .
لمار :
طب ورنا .
خالد :
أنا عمري ما حبيت رنا ولا هي حبتني ، جوازنا كان هيبقى مصلحة مش أكتر بغض النظر عن إي هي المصلحة ، السؤال الأهم هو انتي بتحبيني ولا لا؟؟
طأطأت لمار رأسها في خجل  ثم قالت :
بحبك .
ابتسم خالد وشعر بفرحة تغزو قلبه ، إقترب بعدها من لمار ، ثم سحبها من يديها وقال :
طب يلا .
لمار بتساؤل :
يلا فين ؟
خالد :
الكورنيش .
ركبت لمار السيارة بجانب خالد وغادر الإثنان دون علم الجميع.
توقف خالد في إحدى الأماكن المطلة على النيل وطلب من لمار النزول ، نزل الإثنين وتمشيا على الكورنيش ، وهنا بدأ خالد بالإعتراف :
انتي عارفة اني كنت كل يوم اوصل البيت بدري عشان أعمل الجبنة بالطماطم وأشوفك هتقولي اي عليها .
لمار :
وانت عارف اني كنت بآكلها بس عشان أفرحك .
خالد بمرح :
يا حنينة .
ثم تحولت نبرته إلى الجد قائلا :
ممكن أسألك سؤال ؟
لمار :
إتفضل .
خالد :
أول إمبارح لما كنا معزومين عند مريم وفجأة شغلت الأغنية من بعدها تصرفاتك كانت غريبة لي ؟
لمار :
دي حكاية طويلة .
خالد :
أنا عايز اعرفها .
لمار :
لما كنت صغيرة في تانية إبتدائي كان في واحد زميلي في الفصل وكنا بنحب بعض حب الطفولة دة ، عادي يعني ، المهم هو كان دايما يحب يغني فآخر مرة شوفته فيها غنى لي الأغنية دي ومن بعدها وأنا ما شوفتوش تاني ، عشان كدة انا لما سمعت الأغنية إفتكرت إني ممكن أخسرك .
خالد :
طب والساحل الشمالي .
لمار :
الشاليه اللي في الساحل الشمالي دة من فلوسي محدش يعرف عنه حاجة غير انا وإنت وأية صاحبتي .
خالد :
والورقة إللي رمتيها في البحر ؟
لمار :
لما بتمنى حاجة أو بخاف إنها نضيع مني بروح هناك وأكتبها وأرميها في البحر .
أي أسئلة تانية يا حضرت الظابط خالد ؟
ضحك خالد ثم قال :
لا .
هنا قالت لمار :
أنا عايزة أسألك سؤال ؟
خالد :
إتفضلي .
لمار :
إنت لي بكيت لما شوفت دموعي ؟
خالد وهو ينظر للأرض بشرود :
مش عارف أنا نفسي بسأل السؤال دة بس كل إللي أعرفة ، إني وقتها حسيت بحاجة غريبة ، حسيت إني قلبي إتحرك من مكانه .

قيودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن