الفصل العاشر (الرسالة الأولى )

192 10 3
                                    

أخذت لمار جميع حقائبها بمساعدة يوسف الذي لم يتركها إلا عند وصولها لشقتها .
أما خالد فقد كان سيء المزاج هذه الليلة ، لم يمر سوى يومين وليلة واحدة على الطلاق ، ويراها بصحبة رجل آخر ترى ماذا سيحدث ان مر أسبوع هل سيجدها ترسل له بطاقة دعوة ، وتدعوه  لحفل زفافها من رجل آخر .
مرت هذه الليلة وكل منها يفكر في شيء ما
بات خالد في الفيلا في غرفة لمار ، أما لمار فقد باتت في الشقة التي إستأجرتها .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
في صباح اليوم الثامن من فبراير توجه خالد إلى منزل العائلة ليخبرهم بخبر الطلاق ، كذلك توجهت لمار نحو المنزل وأخبرت والديها بخبر الطلاق واجهت لمار عواصف وفيضانات وزلازل هذا اليوم :
تقول والدتها :
إزاي دة يحصل اي إللي انت هببتيه دة .
فترد لمار دفاعاً :
هو طلقني ، أقوله لا والنبي ماطلقنيش .
والدتها :
وكمان ليكي نفس تهزري ، انت عارفة يعني اي مطلقة .
ردت لمار :
حرام عليكم بقة مش كفاية انكم ورطوني في الجوازة دي من الأول أديكم بتدفعوا تمن غلطة غلطوها وانا مليش ذنب فيها انا هعيش لوحدي أنا مش صغيرة أنا عندي خمسة وعشرين سنة .
سلام
ولما تفتكروا ان عندكم بنت إبقوا إسألو عليها .
غادرت لمار والغضب يملؤها طلبت من آية ان تقابلها في النادي فدار بينهم الحوار التالي :
آية :
عملتي إي يا لمار .
لمار :
ولا حاجة دي لسة البداية ، أنا من النهاردة بقى إسمي مطلقة
والناس كلها هتشوفني إنسانة ناقصة لمجرد اني مطلقة .
آية :
هو المجتمع إللي إحنا عايشين فيه كدة ما انا قدامك أهو أطلقوا علي لقب عانس لمجرد إن عندي خمسة وعشرين سنة ولسة ما إتجوزتش ، يعني عشان أرضيهم لازم أتجوز ، بغض النظر عن إللي هتجوزه دة يبقى مين وظروفه إي .
لمار :
والله مفيش حد مرتاح من كلام الناس إتجوزتي ، ما إتجوزتيش ، اطلقتي ، اترملتي ، لازم يكون ليكي نصيب من كلام الناس .
آية :
انت هتروحي الشغل النهار دة .
لمار :
اه رايحة ، اه صحيح مش تباركيلي !
آية :
خير !
لمار :
الرواية الأولى ليا ، الطبعة الأولى منها هتنزل يوم ١٥ فبراير يعني بعد أسبوع .
آية بكل سعادة :
ألف مبروك يا لمار انا هكون اول واحدة تقرأها ان شاء الله .
لمار  :
الله يبارك فيكي ، الفضل يرجع لربنا سبحانه وتعالى وبعدين يرجعلك انت وخالد .
قالت آية :
خالد ! شكلك لسة بتفكري في صح ؟
لمار :
مش سهل إني أنساه دة أنا عيشت معاه اربع شهور تقريبا.
آية :
مش دة إللي أقصده ، أنا قصدي انت لسة بتحبيه ؟
أخذت لمار خصلة من شعرها وبدأت تتلاعب بها ثم قالت :
لا طبعا .
إبتسمت أية إبتسامة جانبية ، لقد عرفت ان صديقتها تكذب عليها .
نهضت الفتاتان وتوجهتا نحو العمل في هذه الأثناء كان خالد قد واجه عائلته أيضا وكان موقفهم مثل موقف والدي لمار تماما .
أنهى خالد النقاش معهم وغادر وهو في غاية السوء ، لحقت به مريم أخته وطلبت منه أن يوصلها إلى إحدى المطاعم المطلة على النيل .
أجاب خالد طلبها و أوصلها إلى حيث تريد وجلس معها بادرت مريم بالحديث :
شوف يا خالد أنا اختك الكبيرة والكلام اللي انت قولته في البيت دة تنساه خالص انا عايزة اعرف كل حاجة انت فعلا طلقت لمار .
خالد:
اه .
مريم :
طلقتها عند مأذون ؟
خالد :
لا ، طلقتها طلقة واحدة في البيت .
مريم :
كويس ، يبقى تحكيلي كل حاجة من أول يوم إتجوزت في لحد النهاردة .
سرد خالد كل شيء لمريم بالتفصيل ولم يكذب عليها في أي شيء .
مريم :
أنا فخورة بيك ، إللي انت عملته مع لمار دة دليل الرجولة والشهامة ، بس إللي انت قولته بعد الحادثة بتاعت إللي إسمه محمد دة أكبر غلط .
خالد :
والله العظيم يا مريم انا مكنتش أقصد حاجة ، كل الحكاية اني كنت متعصب والكلام خرج بطريقة غلط انا مشكيتش فيها .
مريم :
كان لازم تمسك نفسك وتوزن الكلام قبل ما تقوله .
خالد :
اهو إللي حصل بقة ، مريم انت لازم تساعديني.
مريم :
حاضر قوم انت روح شوف شغلك وسيب الموضوع دة علي .
انهت مريم الحوار وأوصلها خالد إلى حيث تريد ثم ذهب إلى عمله ، مر هذا اليوم والأيام التي تليه على نفس المنوال دون حدوث شيء جديد .
في اليوم الخامس عشر من فبراير .
اتصلت آية بلمار :
مبروك يا لمار ألف مبروك روايتك نزلت وانا إشتريت نسخة عشان أقرأها .
لمار :
الله يبارك فيكي قوليلي رأيك لما تخلصي .
آية :
طبعا طبعا
سلام دلوقتي عشان انا في مشوار مهم .
لمار :
سلام .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كان خالد يجلس على مكتبه منهمكا في عمله ، سمع ثلاث طرقات على باب مكتبه سمح للطارق بالدخول ، دخلت بعدها السكرتيرة لتقول :
خالد بيه ، في واحدة بتقول إنها عايزة حضرتك ضروري .
خالد :
خليها تدخل .
أذنت السكرتيرة للفتاة بالدخول ، قام خالد من على مكتبه فور رؤيتها وحياها :
آنسة آية إتفضلي .
كانت هذه آية صديقة لمار .
ردت :
شكرا
آسفة اني جيت لحضرتك من غير ميعاد بس انا جايبالك حاجة مهمة.
أخرجت أية كيسا من حقيبتها وأعطته لخالد ، أخذ خالد الكيس منها وفتحه ليجد كتابا
بدأ يقرأ ما كتب على الغلاف بصوت عالٍ :
رواية (قيود) للكاتبة لمار محمود الجيزاوي .
قالت آية :
الطبعة الأولى لسة نازلة النهاردة ، ولما قرأت جزء منها حسيت ان حضرتك كمان لازم تقرأها .
سلام.
غادرت أية وتركت خالد وراءها ، جلس خالد على الكرسي وبدأ يتحسس الغلاف ، فتح الصفحة الأولى ليجد (إهداء)
فبدأ بالقراءة :
عندما أنهيت هذه الرواية التي إختلطت تفاصيلها بالحقيقة والخيال ، الحقيقة التي عشتها والخيال الذي كنت أتمنى ان اعيشه ، فكرت كثيرا إلى من سأهدي روايتي الأولى :
إلى أمي ، أبي ، عائلتي ، أصدقائي ، وأعزهن صديقتي آية،
ام أهديها إليه بطل القصة الحقيقية زوجي (خ-ع-م).
أعترف اني أحببته كثيرا كان أول حب صادق في حياتي ، لا أعرف لماذا أقول هذا الكلام ولكن ربما يكون وجود هذا الشخص في حياتي هو من جعلني أصدر أول كتبي ورواياتي أشكرك كثيرا يا هذا .
الكاتبة :
لمار محمود الجيزاوي .
أنهى خالد قراءة هذه الورقة ثم عاد ليقرأها ثانية ويتأمل كل ما فيها ، مرت الدقائق والساعات وخالد معتكف في مكتبه يقرأ الكتاب يقرأه بكل حواسه حتى أنهاه بعد خمس ساعات متتاليات ، أنهى آخر صفة ثم وضع الكتاب على يمينه وتناول هاتفه وبدأ يكتب رسالة على (الواتس أب ) :
لقد قرأت روايتك شعرت بك وشعرت وكأنك تتحدثين عني قرأتها بكل  حواسي وبقلبي قبل كل شيء ، ذلك القلب الذي أحبك وأحب كل تفاصيلك ، عيناك ، وإبتسامتك ، وطريقة كلامك ، وطريقة غضبك ، وطريقة بكائك ، وحتى عطرك .
لا أعرف لأي مدى جرحتك كلماتي ولكنني بالطبع لم أكن أقصد ، ما زلت أتذكر كل الأيام السابقة بكل تفاصيلها ما زلت أتذكر رحلة تايلند وما حدث فيها ، ما زلت اتذكر غضبك من حضور رنا للمنزل في إحدى الليالي ، لقد عرفت وقتها انك تغارين علي ، مازلت أتذكر ذلك اليوم الذي بكيتي فيه بين ذراعي وبكيت فيه على كتفك ، مازلت أتذكر تلك الرقصة ، مازلت أتذكر كل شيء لا ولن أنسى ، أحببتك وليس بيدي شيء أغيره .
حبك داء ان ابتعدتي ودواء ان إقتربتي .
احبك .

قيودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن