ظل خالد يتمشى مع لمار على الكونيش إلى منتصف الليل ، عندها قال خالد :
لازم نمشي إتأخرنا .
ركب الإثنين وهم في طريقهم للمنزل كانوا يتفقون على حفل زفاف جديد قال خالد :
شوفي يا لمار إحنا ممكن نعمل الحفلة مثلا في شرم ونقضي شهر العسل هناك ، ومحدش يحضر الحفلة من إللي يعرفونا غير أية صاحبتك وعمر صاحبي .
لمار :
بس لازم نحدد وقت مناسب عشان محدش ياخد باله .
خالد :
أكيد .
عندما وصل خالد للمنزل وجد البوابة مغلقة نزل من السيارة وبدأ ينادي بصوت عال :
عم رجب يا عم رجب .
ظل خالد ينادي ولكن لا حياة لمن تنادي ، نزلت لمار من السيارة وإتجهت نحو خالد عندها ظهر رجل يترنح في مشيته ممسكا بيده اليمنى سلاحا أبيض وباليسرى زجاجة خمر ، توجه هذا الرجل نحو لمار قائلا :
أخيرا جيتيلي يا موزة دة أنا مستنيكي من زمان .
صاحت بعدها لمار قائلة :
محمد انت إي إللي جابك هنا ؟
قال محمد:
انا مش قولتلك لما أعوز حاجة هجيلك .
مازال خالد مندهشا ولكنه أفاق من دهشته على صوت صراخ لمار عندما إقترب محمد منها محاولا لمسها .
أمسك خالد يد لمار ودفعها للخلف ووقف مقابل محمد .
رفع محمد سلاحه في وجه خالد وقال :
إطلع انت منها عشان وشك الحلو دة ميبوظش
إحنا بينا حساب قديم ولازم نصفيه .
ثار خالد من كلامه فوجه له لكمة على خده الأيسر ثم دفعه ليقع على الأرض ، جلس خالد فوق محمد وبدأ يسدد لكمات أخرى ولكن محمد إستطاع أن يصل إلى سلاحه الأبيض ويضرب كتف خالد به .
عض خالد على شفتيه من الألم ولكنه واصل لكم محمد حتى تاه وجهه بين الدماء .
كل هذا يحدث ولمار واقفة تصرخ وتبكي ، إستطاعت أخيرا ان تتمالك أعصابها وهرولت نحو السيارة ، وبحثت بداخلها عن هاتف خالد حتى وجدته بدأت تبحث بين الأرقام حتى وجدت رقم عمر صديقه وإتصلت به .
عندما وصل عمر كان محمد ملقى على الأرض ، أما خالد فقد إستند على بوابة المنزل يمسح آثار الدماء عن وجهه ويحاول تضميد جرحه العميق في كتفه ، بينما لمار كانت تجلس على الأرض تنظر للإثنين بخوف ، فتارة تنظر إلى جرح خالد وتارة تنظر إلى محمد لتطمئن أنه مازال على قيد الحياة .
أسرع عمر إلى خالد وقال في فزع :
أنا إتصلت بالإسعاف والشرطة وزمانهم جايين إي إللي حصل يا لمار .
نظرت إليه لمار ولم تجب وإكتفت بمتابعة البكاء .
وصلت الشرطة والإسعاف ضمدوا جروح الإثنين ثم قاموا بإستجواب جميع الأطراف ، طلبوا من خالد المغادرة أما محمد فقد بقي هناك لحين إستكمال القضية .
عمر ، لمار ، خالد ، ثلاثتهم ركبوا في سيارة عمر وأوصلهم إلى المنزل عندما وصلوا وجدوا رجب البواب يعمل في مكانه وفتح لهم البوابة نزل خالد سريعا من السيارة متوجها نحو رجب وقال بغضب :
إنت كنت فين إمبارح يا بني آدم ؟
رد رجب بتوتر :
يا بيه إنت مش بعتلي واحد يقولي أروح البيت.
رد خالد بغضب أكثر :
إمشي من هنا مش عايز أشوف وشك تاني يلااا .
ثم تابع خالد :
شكرا يا عمر تقدر تمشي دلوقتي ، لمار إمشي قدامي .
غادر عمر وهو قلق مما سيفعله خالد ، أما لمار فقد تقدمت خالد إلى الداخل تبعها هو حتى دخل البيت وأغلق الباب وراءه بشدة ، إقترب من لمار والشرر يتطاير من عينيه ثم أمسك بذراعها اليسري بقوة وسألها :
إي علاقتك بالزفت دة و إي الحساب إللي لازم تصفوه ، إنطقي !!
بدأت الدموع تتساقط من عينيها ولكنها تكلمت دفاعا عن نفسها :
محمد دة زميلي في الشغل ، حاول يقنعني قبل كدة إنه بيحبني وعايز يتجوزني عرفي ، وبعدين رسمي أول ظروفه ما تتحسن ، بس والله أنا كنت دايما بصده و عمري ما صدقت كلمة من إللي بيقولها ، فضل يحاول معايا كتير ولما زهق مني راح لآية صاحبتي ، وأول لما لقيت آية ممكن تصدقه قولتلها على كل حاجة ، بس هي مسكتتش وراحت لمراته وقالتلها على كل إللي بيعمله ، وبعدين مراته رفعت عليه قضية خلع وكسبتها ، من ساعتها وهو بيعتبرني انا إللي بهدلت حياته وعايز ينتقم مني وواقفلي على الكلمة ، الناس بدأت تتكلم ان في بينا حاجة ولما بابا سمع كلام الناس ، جوزني ليك.
ترك خالد يد لمار و لم يعقب على كلامها وطأطأ رأسه ولم يعرف ماذا يقول ولكن لمار بادرت وقالت :
إي ما إتكلمتش ليه مكسوف من نفسك .
تابعت لمار ولكن بصوت أعلى :
إنت فاكرني إي واحدة من بتوع الليل وآخره ، يا شيخ حرام عليك ، حرام عليكم كلكم ، إنتو لي بتعامله البنت على ان هي سلعة كل واحد عايز يجربها ويدفع فيها إللي هو عايزه ، إنتو لي فاكرين ان إحنا شنطة ولا جزمة يوم ما تحتاج لها تروح أي محل للكماليات تدفع وتجرب وترمي لما تزهق وتحب تغير ، الظاهر إن كلكم شبه بعض وانا كنت غلطانة لما إفتكرتك إنسان كويس .
هنا قال خالد :
لمار إنتِ فهمتي سؤالي غلط ، أنا مفكرتش في إللي انتِ فكرتي فيه .
قاطعته لمار :
ما تبررش غلطتك ، أنا ماشية وعايزاك تطلقني دلوقتي .
قال خالد :
اي إللي انت بتقوليه دة .
لمار :
لو مطلقتش أنا مضطرة أرفع قضية خلع .
أنهت لمار هذه الجملة وسارت بإتجاه الباب قاصدة الخروج ولكن أوقفها خالد قائلا بصوت بائس :
إنتِ طالق !!
حاولت لمار أن تظهر الصلابة ولكنها كادت تنهار ، بدت خطواتها ثقيلة والرؤيا شبه معدومة بسبب الدموع التي ملأت عينيها تابعت سيرها وإتجهت نحو سيارتها وغادرت .
ضرب خالد الجدار بنعف ، ثم جلس أرضاً لا يعرف ما يفعل ، بحث عن هاتفه وخرج من المنزل وركب سيارته وسار قليلا في الشوارع ، فجأة رن هاتفه نظر إليه بلهفة ولكنه وجد رقم رنا فوضعه مكانه مرة أخرى ، إتصلت به كثيرا ولكنه كان في مزاج سيء لا يمكنه الرد عليها .
توقف تحت منزل صديقه عمر ، ثم إتصل به :
خالد :
ألو ، عمر انت فين ؟
عمر :
انا في البيت انت إللي فين ؟
خالد :
انا تحت بيتك .
عمر :
طب إطلع بسرعة .
أغلق خالد الهاتف وصعد لشقة صديقه ، قال عمر :
اي ، شكلك بيقول في مصيبة حصلت إشجيني .
خالد :
أنا طلقت لمار .
عمر :
ألف مبروك .
خالد :
ألف مبروك على إيه بقولك طلقتها .
عمر :
وانت زعلان لي .
خالد :
بحبها يا أخي .
عمر :
بتحبها ؟!؟!! أنت تحكيلي من الأول خالص .
سرد خالد كل شيء بالتفصيل الممل لعمر ، أنهى حديثه ثم أخذ حماما ساخنا وبدل ملابسه .
عمر :
رنا إتصلت عليك كتير وانت في الحمام .
خالد :
أفف ، هات الجوال .
اتصل خالد برنا وطلب مقابلتها فوراً .
نزل خالد سريعا دون ان يجيب على أسئلة صديقته وتوجه نحو المكان الذي سيقابل فيه رنا ، عندما وصلت ألقى عليها التحية ، ثم طلب فنجانيْن من القهوة و بدأ بالحديث معها :
شوفي يا رنا أنا لازم أكون صريح معاكي ، إحنا من الأول وإحنا علاقتنا غلط محدش فينا بيحب التاني ، إنت حبيتي فلوسي وأنا حبيت شكلك ، ولو كنا إتجوزنا جوازنا ما كانش هيستمر عشان كدة انا جاي أقولك النهار دة تنسيني زي ما أنا نسيتك من زمان .
سلام .
انهى خالد حديثه ثم أخرج ثمن القهوة ووضعه على الطاولة
وغادر .