رن منبه الهاتف الخاص بخالد الساعة السابعة صباحا نهض من فراشه ، ولملم ثيابه من الغرفة ورتب السرير ، وتوجه نحو غرفة النوم .
طرق خالد الباب بضع طرقات خفيفة كانت كافية لإيقاظ لمار التي تنام خلف الباب مباشرة ، استيقظت لمار ودارت بعينها في الغرفة وكأنها تحاول التذكر ثم نهضت وفتحت الباب .
عندما رآها خالد بادر بالكلام قائلا :
صباح الخير معلش صحيتك في الوقت دة بس كنت عايز أغير هدومي ، انت كمان لازم تغيري هدومك أهلك وأهلي زمانهم جايين دلوقتي لازم نكون طبعيين ، ولما يسألوكي على اللي حصل طمنيهم كلها كام شهر ونشوف أي حجة ونتطلق وكل واحد يروح لحاله .
هزت لمار رأسها بالإيجاب ، فاستأذنها خالد بالدخول ليأخذ بعض مستلزماته .
بعض مرور نصف ساعة كان خالد قد انهى حمامه ، وكذلك لمار.
نزل خالد للمطبخ وفتح الثلاجة فوجد فيها بعض الطعام الذي تم وضعه فيها صباح الأمس قبل حفل الزواج .
اخرج منها بعض الخبز وقليل من المربى والقشطة والجبنة وصنع كوبين من الحليب ووضعه على طاولة المطبخ.
-لمااااار يلا عشان نفطر.
كان هذا صوت خالد ، تقدمت اليه لمار وقد غيرت فستان زفافها وارتدت احدى الثياب المنزلية ، جلست لتتناول الطعام معه كان يبدوا عليها التردد في قول شيء ما ، لاحظ خالد ذلك فسألها:
عايزة تقولي اي ؟؟
ردت لمار بإندفاع :
هنطلق إمتى .
رد خالد بكل ثقة :
اربع شهور كدة وبعدين تقوليلهم انك مبتخلفيش و نطلق .
لم تعقب لمار على كلام خالد ، واكتفت بنظرة يملؤها الغضب من حديثه.
عند تمام الساعة الثامنة طرق الباب معلنا عن وجود زوار خلفه ، سار خالد إلى الباب وقبل ان يبتعد نظر إلى لمار وقال مؤكدا عليها:
متنسيش إللي اتفقنا عليه .
فتح خالد الباب فتسللت إلى أذنه جمل التهاني والتباريك ، في حين تقدم والده في البداية وسلم عليه وتلاه باقي الزوار.
قادهم خالد إلى الصالون واستأذن منهم قائلا :
معلش هطلع أنادي لمار من فوق .
صعد احمد السلم وتوجه لغرفة النوم حيث وجد لمار تجلس على طرف السرير في قلق.
قال خالد في صوت خافت :
يلا يا لمار ومتنسيش اللي اتفقنا عليه .
هزت لمار رأسها بالإيجاب ، ونزلت مع خالد وتوجها للصالون ، عندما رأتها والدتها قامت وإحتضنتها وقبلتها وكذلك فعل والدها .
كانت لمار تظهر بعض التماسك وتتجنب نظرات الجالسين وتتصنع بعض الحياء الذي يظهر على وجه العروس في مثل هذا الموقف .
كان خالد يراقب تصرفات لمار بطرف عينه حتى يتأكد انها تؤدي دورها بشكل جيد ، ثم وجه خطابه لوالديه قائلا :
هي مريم مجتش معاكم لي .
رد عليه والده قائلا:
هتبقى تزورك لما ترجع من شهر العسل انت وعروستك .
سأله خالد في تعجب :
شهر عسل ؟؟!!
رد والده بحماس :
ايوة حجزتلك تذكرتين لـتايلند انت وعروسك .
تبادل خالد ولمار النظرات ، في حين أكمل والد خالد كلامه :
متقلقش انا ظبطت كل حاجة وحجزتلكم أسبوعين في أحسن فندق كمان .
مازال الصمت يلجم لسان لمار وخالد ، ولكن والدة خالد قطعت الصمت قائلة :
انا كمان عندي مفاجأة ليكم بس بعد ما ترجعوا من السفر .
ابتسم خالد ابتسامة خفيفة هو ولمار في حين كان يفكر كلا منهما بقلق .
قطع محمود والد لمار حبل افكارهما قائلا:
يلا بقة نستأذن عشان العرسان يجهزوا نفسهم للسفر باقي أربع ساعات على معاد الطيارة .
قام بعدها الجميع وودعوا خالد ولمار ، وغادروا ، أغلق خالد الباب وراءهم والتفت ليجد لمار خلفه وتبادر بالحديث قائلة :
هنسافر ؟؟
رد خالد :
اكيد لازم نسافر ، اناطالع اجهز شنطة السفر .
صعد خالد السلم متوجها الى غرفة النوم ، وصعدت لمار خلفه ، دخل الإثنين الغرفة توجه خالد إلى الدولاب وأخرج حقيبة وبدأ يرتب حاجياته ، بينما توجهت لمار إلى هاتفها وسحبته وغادرت الغرفة .
جلست لمار في حديقة المنزل ، وفتحت هاتفها الذي كان مغلقا منذ الأمس لتجد صديقتها آية اتصلت بها خمس مرات ، فبادرت لمار وإتصلت بها ، لترد آية :
ألو ، لمار !!؟؟
ردت لمار :
إزيك يا آية ، انتي فين ؟؟
آية:
انا في البيت.
لمار :
تقدري تيجي .
آية :
اه طبعا مسافة السكة .
بعد مرور ربع ساعة وصلت آية ، استقبلتها لمار استقبالا حارا وكأنها لم ترها منذ أعوام ، فقد كانت آية بالنسبة لها صديقتها وأختها .
جلست الفتاتين في الحديقة وبقى خالد داخل المنزل منعا لإحراج الفتاتين ، مضت ساعة من الزمن حكت فيها لمار لآية ماحدث وكيف ان خالد لا يريد هذا الزواج أيضا ووعدها بأن زواجهما سيظل على الورق فقط حتى يتم الطلاق.