الفصل الثاني (الليلة الأولى)

707 12 1
                                    

رن منبه الهاتف الخاص بخالد الساعة السابعة صباحا نهض من فراشه ، ولملم ثيابه من الغرفة ورتب السرير ، وتوجه نحو غرفة النوم .
طرق خالد الباب بضع طرقات خفيفة كانت كافية لإيقاظ لمار التي تنام خلف الباب مباشرة ، استيقظت لمار ودارت بعينها في الغرفة وكأنها تحاول التذكر ثم نهضت وفتحت الباب .
عندما رآها خالد بادر بالكلام قائلا :
صباح الخير معلش صحيتك في الوقت دة بس كنت عايز أغير هدومي ، انت كمان لازم تغيري هدومك أهلك وأهلي زمانهم جايين دلوقتي لازم نكون طبعيين ، ولما يسألوكي على اللي حصل طمنيهم كلها كام شهر ونشوف أي حجة ونتطلق وكل واحد يروح لحاله .
هزت لمار رأسها بالإيجاب ، فاستأذنها خالد بالدخول ليأخذ بعض مستلزماته .
بعض مرور نصف ساعة كان خالد قد انهى حمامه ، وكذلك لمار.
نزل خالد للمطبخ وفتح الثلاجة فوجد فيها بعض الطعام الذي تم وضعه فيها صباح الأمس قبل حفل الزواج .
اخرج منها بعض الخبز وقليل من المربى والقشطة والجبنة وصنع كوبين من الحليب ووضعه على طاولة المطبخ.
-لمااااار يلا عشان نفطر.
كان هذا صوت خالد ، تقدمت اليه لمار وقد غيرت فستان زفافها وارتدت احدى الثياب المنزلية ، جلست لتتناول الطعام معه كان يبدوا عليها التردد في قول شيء ما ، لاحظ خالد ذلك فسألها:
عايزة تقولي اي ؟؟
ردت لمار بإندفاع :
هنطلق إمتى .
رد خالد بكل ثقة :
اربع شهور كدة وبعدين تقوليلهم انك مبتخلفيش و نطلق .
لم تعقب لمار على كلام خالد ، واكتفت بنظرة يملؤها الغضب من حديثه.
عند تمام الساعة الثامنة طرق الباب معلنا عن وجود زوار خلفه ، سار خالد إلى الباب وقبل ان يبتعد نظر إلى لمار وقال مؤكدا عليها:
متنسيش إللي اتفقنا عليه .
فتح خالد الباب فتسللت إلى أذنه جمل التهاني والتباريك ، في حين تقدم والده في البداية وسلم عليه وتلاه باقي الزوار.
قادهم خالد إلى الصالون واستأذن منهم قائلا :
معلش هطلع أنادي لمار من فوق .
صعد احمد السلم وتوجه لغرفة النوم حيث وجد لمار تجلس على طرف السرير في قلق.
قال خالد في صوت خافت :
يلا يا لمار ومتنسيش اللي اتفقنا عليه .
هزت لمار رأسها بالإيجاب ، ونزلت مع خالد وتوجها للصالون ، عندما رأتها والدتها قامت وإحتضنتها وقبلتها وكذلك فعل والدها .
كانت لمار تظهر بعض التماسك وتتجنب نظرات الجالسين وتتصنع بعض الحياء الذي يظهر على وجه العروس في مثل هذا الموقف .
كان خالد يراقب تصرفات لمار بطرف عينه حتى يتأكد انها تؤدي دورها بشكل جيد ، ثم وجه خطابه لوالديه قائلا :
هي مريم مجتش معاكم لي .
رد عليه والده قائلا:
هتبقى تزورك لما ترجع من شهر العسل انت وعروستك .
سأله خالد في تعجب :
شهر عسل ؟؟!!
رد والده بحماس :
ايوة حجزتلك تذكرتين لـتايلند انت وعروسك .
تبادل خالد ولمار النظرات ، في حين أكمل والد خالد كلامه :
متقلقش انا ظبطت كل حاجة وحجزتلكم أسبوعين في أحسن فندق كمان .
مازال الصمت يلجم لسان لمار وخالد ، ولكن والدة خالد قطعت الصمت قائلة :
انا كمان عندي مفاجأة ليكم بس بعد ما ترجعوا من السفر .
ابتسم خالد ابتسامة خفيفة هو ولمار في حين كان يفكر كلا منهما بقلق .
قطع محمود والد لمار حبل افكارهما قائلا:
يلا بقة نستأذن عشان العرسان يجهزوا نفسهم للسفر باقي أربع ساعات على معاد الطيارة .
قام بعدها الجميع وودعوا خالد ولمار ، وغادروا ، أغلق خالد الباب وراءهم والتفت ليجد لمار خلفه وتبادر بالحديث قائلة :
هنسافر ؟؟
رد خالد :
اكيد لازم نسافر ، اناطالع اجهز شنطة السفر .
صعد خالد السلم متوجها الى غرفة النوم ، وصعدت لمار خلفه ، دخل الإثنين الغرفة توجه خالد إلى الدولاب وأخرج حقيبة وبدأ يرتب حاجياته ، بينما توجهت لمار إلى هاتفها وسحبته وغادرت الغرفة .
جلست لمار في حديقة المنزل ، وفتحت هاتفها الذي كان مغلقا منذ الأمس لتجد صديقتها آية اتصلت بها خمس مرات ، فبادرت لمار وإتصلت بها ، لترد آية :
ألو ، لمار !!؟؟
ردت لمار :
إزيك يا آية ، انتي فين ؟؟
آية:
انا في البيت.
لمار :
تقدري تيجي .
آية :
اه طبعا مسافة السكة .
بعد مرور ربع ساعة وصلت آية ، استقبلتها لمار استقبالا حارا وكأنها لم ترها منذ أعوام ، فقد كانت آية بالنسبة لها صديقتها وأختها .
جلست الفتاتين في الحديقة وبقى خالد داخل المنزل منعا لإحراج الفتاتين ، مضت ساعة من الزمن حكت فيها لمار لآية ماحدث وكيف ان خالد لا يريد هذا الزواج أيضا ووعدها بأن زواجهما سيظل على الورق فقط حتى يتم الطلاق.

قيودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن