نهاية جديدة

102 2 0
                                    


مرحبًا بعد أعوامٍ أربعة ... 

لشدّ اختلافي الآن عن "أنا" التي كتبت هذه الصفحات فيما مضى قبل سنوات، لقد طالَ التغييرُ كلّ جوانبي إلا جانبٌ واحد، جانبٌ مازال مجهولًا بالنسبة لي لكنه يُسبب كل المتاعب. أعدّتُ قراءة ما كتبتُه هُنا بالأمس مع الكثيرِ من الضحك، ليسَ الضحكُ الساخرُ ذاكَ الذي يُفسد كل شيء، إنما الضَحكُ المُحبب إلى النفس. أربعةِ سنواتٍ كانت كافيةً جدًا لتُغيّر الكثير، بداية من الرؤى والمفاهيم والأفكار وانتهاءً بالأحلام والطموحات ومرورًا حتى بملامحي وأدقّ أدقّ سكناتي. لا أعرفُ سبب تلك النظرة التشاؤمية التي امتلكتُها في صغري، وما الداعي إلى أن تحملُ طفلةٌ كل هذا القدرَ من التشاؤم، لكنّي تغيّرت.. ولو أمكنني أن أُعيد كتابة النهاية مرة أخرى لهذه الفصول، لَمَا تركتها حتمًا تموت!!

ولِمَ الموتُ أصلًا، لقد تركتُ الميلودراما تًلعبُ دورها بحرفيّةٍ وتُنهي النص بالكثيرِ من المأساةِ وكأنها النهاية الطبيعية لكل شيءٍ، كأن المأساة الطابعُ الأساسي لكل الأفعال والبواعث الإنسانية وما دونها محضُ خيالٍ أو كذب، وصابني مقطٌ كبيرٌ تِجاه ذلك النص الذي كتبتهُ عن قناعةٍ بكل حرفٍ فيه، وعُدت الآن لأُصلحَه بعد سنوات .. لحُسنِ الحظ أنه نصٌ قابلٌ للتعديل حتى بعدَ كل تلك الأعوام، لو كانت حيواتنا مثلهُ لأضحت الحياةُ أكثر مثاليةً مما هي عليه ولَما صحّ وقتُها أن نُناديها بغيرِ الجنة ... ولكننا نذكرُ ونُردّدُ دائمًأ أنهُ "لا يُمكن للإنسان أن يُدركَ ماذا عليه أن يفعل لأنهُ لا يملِكُ إلا حياةً واحدةً لا يَسعه مقارنتها بحيواتٍ سابقةٍ ولا اصلاحها في حيواتٍ لاحقة، لا يوجد أي وسيلة لنتحققَ من القرار الصحيح .. لأنه لا سبيل لأية مقارنة، كل شيءٍ نعيشهُ دفعةً واحدة، مرّةً أولى ودونَ تحضير..!"

_أميرة حسين

قيودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن