27_أنتي مثيرة للشفقة ..

4.1K 290 119
                                    

نبضات قلبه كانت متسارعة وصوت شهقاته يعلو بينما يبكي. هي للمرة الاولي تراه بهذه الحالة وشعرت بالألم لرؤيته هكذا. اقتربت منه وبلا ارادية منها سحبته الي حضنها وهو رحب بالأمر ووضع رأسه علي صدرها ولف يديه حول خصرها.

"اهدأ. اهدأ زين انت بخير. " قالت وهي تمرر يديها بين خصلات شعره لتجعله يهدأ.

"لا تتركيني كريستينا. " قال للمرة الثانية وقلبها كان ينتفض بقوة عندما يقول هذه الجملة. بعد مرور بضع دقائق كانت دموعه قد هدأت وانخفضت درجة حرارة جسده.

"لن افعل زين. " قالت وهو خرج من عناقها وحدق بها قليلاً وهي ابتسمت اليه لتطمئنه.

"لن تتركيني؟!" سأل وهي هزت رأسها بالنفي ومازالت تبتسم. امتدت احدي يديها لتوضع علي وجنته وتمسح آثار الدموع عليها.

"لن اتركك زين. " قالت وهي لا تعي اي شئ مما تقوله او تفعله الآن وهو اقترب منها مرة اخري وعانقها.

"الجميع فعل. " قال وهي تعبث بخصلات شعره وابتسامتها اختفت تدريجياً .. تكره انها تشعر بالشفقة تجاهه. هي لا تعلم تماماً سبب ما يحدث معه لكنها استطاعت معرفة انها ليست امام ذلك الشخص القوي الذي اعتقدت انها امامه. هو ليس كذلك البتة فهي تشعر انها تحمل طفل بين يديها.

"وانا لست كالجميع. " قالت وهو اكتفي بذلك الرد. اراد فقط الاستمتاع بذلك الشعور الذي لم يشعر له منذ زمن بعيد فهو لم يشعر بحنان احدهم عليه منذ وفاة والدته. عناقها كان تماماً كعناق والدته وهو احب البقاء فيه للأبد.

------------
في صباح اليوم التالي استيقظ زين ليفتح عينيه ببطئ ويدرك انه مازال علي صدر كريستينا. وضع يده علي يدها التي علي شعره وازالها ببطئ. نهض من صدرها وجلس بجانبها وهو يتذكر ما حدث بالأمس. ظل ينظر اليها قليلاً وهو يتأمل ملامحها وانفاسها المتهادية اثناء نومها. شعوره بالأمان معها لا يمثل له اي شئ. مشاعره المتبلدة تجاه كل شئ تجعله لا يشعر بأي مشاعر.
فتحت عيناها ببطئ لتقابل عيناها خاصته وتبتسم تلقائياً وابتسم هو الآخر اليها.

"صباح الخير. " قالت بصوت كسول وهي تفرك عيناها وهو ابتسم .

"صباح الخير. " قال ونهض من الفراش . فتح ال خزانة ليخرج ملابس له ودخل الي الحمام. نهضت هي بخفة وابتسمت بلا ارادية. هذه الليلة الثانية التي تنامها بجانبه. الامر بدا غريب ورائع في الوقت ذاته.

بعد مرور بضع دقائق خرج هو من الحمام عاري الصدر ولأنها اعتادت علي الامر لم تقل اي شئ. اتجه هو لخزانته واخرج قميص اسود ليرتديه ثم يرتدي حذائه الرياضي وهي تحدق به عاقدة حاجبيها وهو لاحظها.

"ما الأمر؟" سألها وهي لاحظت تحديقها ونظرت اليه.

"ألن تذهب للشركة اليوم؟" سألته وهو اومأ.

الوصية؟!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن