قد يُخلق من النهاية بداية .

الجزء الخامس والأربعون

هجومات ، الالاف من محاولات القتل ؛ صدمات والكثير الكثير كل هذا اصبح كالروتين .. شي لم نعد نعرفه. اطلاقاً هو
" الحياة الطبيعية " اصبحنا داخل حرب في كل شي حتى مع ذواتنا .. لكن لدينا هدف واحد على الأقل هو العودة ؛ العودة لكل شي طبيعي ، لأستيقاظات الصباح الهادئة ، لمرح الأصدقاء ، للهدوء ولصخب الضحكات ؛ لا ننكر وجود تلك الأشياء التي كانت تعكر صفو حياتنا لكن تظل " حياة " هذا مايعني ان لا حال ثابت ابداً مثل كل شي يتغير من ضحكة لبكاء ومن بكاء لضحكة ومن لحظات هدوء تكون في المنتصف لا فرح لكن لا وجود للحزن اظنه مايسمى " بالفجوة الداخلية او ربما فراغ " .

قتال وقتال هذا كل ماكان يحيط الجو .. شيئ سئمت من ذكره وسئمت من رؤيته وحتى بالتحدث عنه بداخلي ربما لهذا السبب اكرهه العنف لأنه مؤذي .. مؤذي كالضرر التي تراه عيناي الان في جسد " مايا " جروح ودماء تغطيها سلاسل تقيدها ومنظر لم استطع رؤيته ؛ بشع بحق كما لو ان وحش انتشل جسدها ..

إدوارد كان ينظر لي بشفقة لآنني لا اكاد اقف بعد هذا المنظر البشع ..

إدوارد وهو يمسك بكتفي : هانا ابتعدي قليلاً .

شعرت بيديه تضعني خلفه وهو يسدد ضربته بقبضته الحديدية او مايدعوها بـ " هاڤ " .. أخرج جسد مايا الهزيل وهو يحملها بين يديه لكن شفتيها لم تكن تنطق الا شيئاً واحداً " سام .. إين سام ؟ " .

إدوارد وهو يحملها على ظهره : لا تقلقي سنجلب سام لكن لنخرج اولاً .

سرت خلفهما بكل هدوء وانا اتفحص كل شي حولي ،، كل هذه الوحشية التي في هذا المكان كل ادوات التعذيب البشعة اغمضت عيناي بتجاهل وانا افتحمها على صلابة إدوارد بالتحمل ؛ وهو يحملها ويسير بكل ثقة وحدة .

عينيه لم تخشى الموت يوماً لم ترتجف من رؤية الدماء ؛ انه كحائط لا يخون كجبل لا ينهدم .. انه كشعور " الأمان "  رغم شدة جفافه .

اريد ان اعرف مايحمله إدوارد داخله ؛ اريد ان اتعلم ان اصبح مثله تماماً لأنني اجد صعوبة في العيش هكذا ..

آنا وايرزا يضحكان امامي بنصر وجثة المقنع الهزيله على ظهر لويس .. لويس الذي يبدو سعيداً بعودة رئيسه ؛ روبينآ رغم صلابة ملامحها الا ان ابتسامتها الجذابه لم يكن يصعب مشاهدتها ؛ النصر شعور لذيذ حقاً .. النصر الذي اراه في عيناي آليكس الذي لطالما شعرت انه يكره الخساره .. يكرهها بشدة .

وايلر توجه فوراً لهم وهو يحاول معرفة ماحصل .. كان سهلاً جداً التغلب على الجميع هُنا لأنه بعد كل شي لا احد يضاهي قوة اولئك القادة الذي كانوا هنا ذاتاً كانوا الأقوى وهذه هي خسارة الرئيس الكبيرة .. سام كان يبتسم بتحدي لذاته حتى رغم مايمر به من صراع .. حين انظر للجميع هنا اعلم جيداً ان هذا ما يدعى بالأنقلاب.

لا استطيع ان اخبركم كيف ان الأمور كانت تسير على اكثر مايرام وحقيقة ان الرئيس لا يظهر اي مقاومة تبدو مخيفة قليلاً .. استطيع ان اقول ان الجميع تحرر الأن لكن شي واحد بقي عالقاً وهو " دريمز " الذي لم نستطع ايجادة .