الجزء الثاني والأربعون .

888 51 31
                                    

" خطوات أطفال ، ضحكات ساخرة ، والكلمات التي أعتادت سماعها ' ابتعدوا عنها لقد اتت الساحرة لتُلقي بشعوذتها علينا احذروا ' .. كما أعتادت على الجلوس وحيدة ، لا أصدقاء وعائلة صارمة بعض الشي ، شجرة الأحلام او كما اطلقت عليها تقف أمامها بتلك الشرائط الملونة التي زينتها يدها الصغيرة وهي تُعلق واحدة في كل يوم ، تضم يديها وهي تتلو أمنياتها واحدة تلو الأخرى " لا أريد شيئاً عدا ان يصبح لي اصدقاء ، عدا ان اتخلص من ذلك السحر اللعين العالق بي ، اريد ان أكون طفلة طبيعية ، أريد ان ألعب معهم .. أريد ذلك " .

يقال أن المرء يرى مُلخصاً لشريط حياته ،، حين يعانقه الموت ؛ لكنني عالقة هناك في الطفولة " دارين " حتى أنني أحمل اسماً غريباً يشبه غرابتي ، هالات السحر تُغطيني لكن هل أنا اموت الان ، أعانق الموت ام هو من يعانقني ؟ سحري لم ينقذ احداً قط ؛ بل يُسقطني في طرقات الفشل دائماً .. لذا ربما يجب ان أعانق هذا الموت بقوة .. بقوة حيث ان أتشبث به كأحلامي الصغيرة لكن دون تركه هذه المرة .. هذه المرة يجب ان أموت حقاً ما دُمت عاجزة تماماً حتى على أنقاذ اصدقائي ، ديالا ؛ آشلي .. فشلت تماماً في أنقاذهما ؛ لم تكن الصداقة سهلة كما أعتقدت ، لم تكن تقتصر على عناق وأبتسامة ؛ ولم تكن مثالية تماماً كما حلمت ، كان يتجسدها بكاء العجز ايضاً .. ظننت أن البكاء يختلف ايضاً حين يكون على كتف صديق ، ظننت أن مذاق مرارة الحزن يُصبح حلواً بين أحضان صديق .. انا لا أنكر وجود هذا ؛ لكن هناك بكاء يختلف .. بكاء فقدان وعجز ، بكاء ان تمد يديك للمساعدة لكي يكسرها فشلك ويلويها لك ليغلفها عجزك عن مدها ثانية .. " أستيقظي من فضلكِ أستيقظي أتوسل إليكِ " دموع تحتضنها بشرتي لكن لم تكن تذرفها عيناي ، اشعر بيديه تضخ قلبي بقوة ، كان يرفض موتي يرفضه بشدة وكأنه يقاتل عدواً فحين فتحت عيناي وانا أتنفس بقوة كما لو أن الحياة قررت أخذي في صفها ثانية ، وكانت يد الحب هي من دفعتني لها مجدداً ، دموع " ديڤ "  الذي كان قد قدم حياته مقابلة لحظة أستيقاظي .. هل هذا هو الحب الذي يحمله لي ؟ ؛ لا أعلم لكن ضحكته التي خرجت من بين دموعه ، وذراعيه التي اخذتني في عناق كاد يخالطني به كانت تشبه فرحة المولود الأول ، تشبه عودة المُغترب لوطنه ، تُشبه عناق الأم لطفلها الذي بدأ حديثاً بالسير ، تشبه ختام الحنين وأول لقاء ، تشبه " البدايات ".

ديڤ وهو يدفن رأسه بكتفها وقواه تخور بالكامل : لا تفعلي هذا مجدداً ، لا تتوقفي عن النفس مجدداً ؛ إرجوكِ .

دارين بهمس ودهشة وهي تشد عليه وتهمس بأسمه : ديڤ !!.

ديڤ أبتعد عنها وهو يعانق وجهها بيديه : هل انتِ بخير ؟.

سقطت دمعة مدهوشه من عينيها ليس خشية من الموت ، بل تعجباً من شدة حبه الذي كان يغمرها : ..

ديڤ بخوف : هل هناك ما يؤلمك ؟ .. " قال كلماته تلك وهو يمسح تلك الدمعة الهاربة من عينيها ".

قد يُخلق من النهاية بداية .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن