أنا أعلم أنكي تسمعيني الآن ، أعلم
أنني أخطأت في حقك رغم الحب والحنان التي قدمتيه إلي، أتعلمي ماذا أريد أريد أن يعود بي الزمن لكي أتمكن من قضاء المزيد من الوقت معكي ،لكي أقول لكي أنا اسفه "كل يوم في الصباح تزور والدتها وتقول الكلمات التي قالتها أمس والتي قالتها اليوم والتي ستقولها غدا والتي ستقولها بعد غد ....إلخ
هي تشعر بالذنب تشعر بتأنيب الضمير لا تنام الليل لا تضحك ولا تتحدث كثيرا لا تفعل أي شئ سوي البكاء ولعن نفسها عقلها لا يتوقف عن إرجاع الذكريات رغم أن هذه الحادثه مر عليها سنه تقريبا ولكنها لم تنساها ولن تنساها أبدا
كانت تقود السيارة وفي طريقها إلي المؤسسه التي كانت والدتها تعمل فيها ثم هي بدورها أخذت مكانها ، ربما هذا لم يكن طموحها ولكنها تريد أن ترضي والدتها ولو لمره واحده في حياتها رغم موتها
كانت تقود في صمت ثم قطع ذلك الصمت صوت هاتفها ولكنها بمجرد أن رأت إسمها علي الشاشه أغلقت الهاتف
إنها تلك السكرتيره التي تدير مكتب روما تدعي نيكي
روما لاتحبها لانها تبالغ في أسلوبها وفي ملابسها وفي مكياجها إنه حقها ولكن المكان التي تعمل فيه لا يليق بتصرفاتها
بعد مرور ربع ساعه من القياده وصلت روما إلي المؤسسه ركنت سيارتها ثم دخلت وجدت نيكي تقف مع العامل الذي يعمل في قسم الطعام
قائلة:-
"لقد أخبرتك للتو بما أريد وأنت لاتهتم"إقتربت منهما روما وهي ترمق نيكي بنظرات حقارة ،، من تظن نفسها ه لكي ترفع صوتها علي ذلك العامل فاهي لاتملك سلطه سوي أنها تدير المكتب
لاحظت نيكي مجئ روما فقالت للعامل "إذهب أنت الآن"
ولكن روما أوقفته قائلة :
"إنتظر، ماذا هناك؟"العامل:- "لقد طلبت آنسه نيكي أن أحضر لها القهوه وكنت سأحضرها بالفعل ولكن كنت أصنع بعض العصائر للاطفال لأنهم طلبوها قبلها ؛ فتأخرت علي صنعها"
قال العامل ثم وضع رأسه في الأرض وأكمل "أنا أسف سيدتي"
عندما سمعت روما ماقاله قالت :-
"ولم تتأسف ؟! ، لاتحضر لها شئ واذهب لإكمال عملك"وعندما ذهب العامل رمقت روما نيكي بنظرات الغضب وأخذت توبخها قائله:-
"إسمعي نيكي منذ أن أتيت إلي ذلك المكان وأنتي لاتحسني التصرف بتاتا ، وهذا العامل لايعمل من أجلكي هو يعمل من أجل أولئك الأطفال ، واذا أردتي شيئا في المره القادمه انتظري حتي يتم أعماله"توقفت روما ثم أكملت "أفهمتي ؟!"
نظرت إليها نيكي وقالت في برود "أجل"ذهبت روما إلي مكتبها وصفعت الباب في وجه نيكي فأخذت نيكي تلعن تحت أنفاسها و عادت إلي مكتبها ..
Roma p.o.v
كنت أجلس علي كرسي أمام مكتبي كنت أجمع مبالغ التبرعات التي جاءت من بعض الأشخاص في الآونه الأخير ، فانا دائما أجمعهم وأرسلهم إلي إدارة المستشفي لحساب تكاليف العمليات وشراء المستلزمات الطبيه وصيانة الأجهزه وغيرها..
وعندما إنتهت طلبت نيكي علي الهاتف قائلة:-
"تعالي الآن" كانت سترد نيكي ولكن روما أغلقت الهاتف ولم تنتظر ردها نيكي تخشي روما لأن نيكي عندما تخطئ، هي في الحقيقة دائما ماتخطئ ولكن روما لا تدعها بسلام
مما دعي نيكي تكرهها لأنها تعاملها بجفاء وتهينها مثلما فعلت معها اليومعندما كانت روما في إنتظار نيكي وجدتها تدق علي الباب فسمحت بدخولها
نيكي:- "نعم آنسه روما"
ناولتها روما بعض الأوراق قائلة :_
"سيأتي عامل من المستشفي أعطيه هذه الأوراق"كانت نيكي سترحل ولكن إستوقفتها روما قائله :-
"نيكي، تلك الملابس التي ترتديها لاتصلح لسكرتيره تعمل في مؤسسه لسرطان الأطفال بل تصلح لنادله تعمل في بار" قالت روما بفظاظةكانت نيكي ستتحدث ولكن روما أوقفتها"أسمعتي ماقلته غدا أريدك في مظهر يصلح لمنصبك ويصلح لكونك سكرتيره لي، يمكنكي الإنصراف الآن"
خرجت نيكي من عند روما وهي تتمتم "فرحت لسماع خبر وفاة والدتها ولكن هاهي إبنتها تشبهها ماهذا البلاء "
جاء العامل بعد مرور نصف ساعه من حديث روما ونيكي، أخذ التقارير ورحل وأكملت نيكي عملها وعندما حل المساء دخلت نيكي إلي روما وقالت:-
"أيمكنني الرحيل؟"
"هل أنهيتي عملك" قالت روما وهي تنظر إلي الاوراق التي أمامها
"أجل،هل يمكنني الرحيل الآن" قالت نيكي
"إذهبي" قالت روماذهبت نيكي وبعد قليل من الوقت أنهت روما عملها وجمعت أشياءها ثم عادت إلي منزلها
عادت إلي منزلها وبالرغم من أنه يتكون من طابقين إلا أنه يشبه المقبره يشبهها في ظلمته يشبهها في رائحته لا تدع خيوط الشمس تزوره أبدا منذ أن عاشت فيه بمفردها وكأنه منفي من العالم ،صعدت إلي غرفتها لينتهي بها المطاف وهي تفكر ويؤنبها ضميرها حتي تنام ودموعها تترك أثرا تحت عيناها.