﴿تَأخذ الحياة منك ماشائت وقت ما أرادت﴾ هذا هو القول الأنسب لــ يليقُ بحياتهم البائسة الجديدة، و بالرغم من المسافات التي تفصلهم عن بعضهم ولكن توجد عِدة أشياء مشتركة بينهم مِثل الإشتياق ، الألم ، البكاء ، هذه هي الأشياء التي لاتخلو من أيامهم ويظل كل منهما يتساءَل كيف تأخذ الحياة منك ماشائت وقت ما أرادت ؟!
كانت تَقف أمام المرآة إرتديت هذا الشئ الذي أخذته من هاري والذي كان يرتديه علي رأسه في الشتاء عندما يشعر بالبرد ولكن هي لم ترتديه لأنها تشعر بالبرد ولكن لِتخفي رأسها الذي بدأ يشبه الأرض البور الخالية من الزرع نظرت لنفسها للمرة الأخيرة تنهدت ثم وخرجت من غرفتها وأثناء خروجها من المنزل سمعت صوت سيلينا من خلفها
"روما إلي أين أنتي ذاهبة؟!""أنا ذاهبه إلي المشفي فاليوم هو ميعاد جلستي"
"ولكن دائماً أنا أذهب معكِ ماذا حدث اليوم؟" سألت سيلينا باستغراب
تنهدت روما بهدوء ونظرت إلي الأرض ثم نظرت إليها مرة أخري وهي تقول:-
"أريد الذهاب بمفردي اليوم إتركيني علي راحتي"قالت روما لتترك سيلينا بمفردهارومــــا بدأت تَشعر بالعجز نوعاً ما فــ سيلينا تخافُ عليها أكثر من اللازم لاتدعها تذهب إلي أي مكان بمفردها تفعل لها كل شئ وكأنها عاجزة أو ماشابه وهي تكره ذلك تكره أن يراها أحدهم ضعيفة لاتقدر علي فعل أي شئ تكره أن تري الشفقة في عيون أي شخص يعرف بأمر مرضها
ذهبت روما إلي المشفي لتقضي هُناك العديد من الساعات لتأخذ حصتها من الكيماوي ، وبعد مرور ساعات من الألم خرجت روما من المشفي لتذهب لشراء الماء فــ ممنوع شُرب المياه إلا بعد الجلسه بساعتين تقريباً
كانت تشعر بالتعب وأثناء عبورها الطريق شعرت بالدوار فتشبثت قدماها في الأرض حتي وجدت سيارة تأتي بسرعة فائقة وهي مازالت واقفة مكانها صرخت روما بأعلي صوت وجلست في الأرض ويديها تغطي وجهها وأخذت تبكي..
"هـ -هـل أنتي بخير -هل تأذيتي - هل تشعرين بألم؟" سمعت صوت تلعثم أحدهم وهي مازالت واضعة يديها علي وجهها وتبكي حتي بدأت تُزيح يديها شيئاً فـ شيئاً من علي وجهها لتجد أمامها شاباً وهي تنظر إليه
"هل أنتي بـ -بخير ؟!" سألها مرة أخري فأومأت إليه بمعني "نــعــم"
"هلا تقومي معي رجاءاً؟" قال الشاب وهو يُساندها لتقف ويصطحبها إلي السيارة
إصطحبها هذا الشاب الجذاب إلي إحدي المقاهي ليعتذر لها بعد أن تأكد أنها بخير ولم يصيبها مكروه
"أنا حقاً آسف أتمني أن تقبلي إعتذاري" "لابأس" قالت روماجاء النادل ليقف أمام الطاولة التي يجلسان عليها ؛ فتحدث الشاب إلي روما "ماذا تودي أن تشربين؟!"
"أريد مياه فقط" قالت روما فنظر لها الشاب ثم تحدث إلي النادل:-
"إذاً نريدُ مياه وفنجانين من القهوة"
"أهذا جيد؟!" قال الشاب لـ روما فأومأت إليه وهي تبتسم"نسيت أن أعرفك بنفسي أنا أُدعي ديلان"
"رومــــــا" قالت بهدوء
"إسمٌ لطيف" ديلان
"أشكرك" روما
إرتوت روما بعد أن شربت كوب الماء وبعد مرور الوقت وكلاهما صامت قامت روما من مكانها " عذراً ولكن عليّ الرحيل الآن"
قام ديلان من مكانه وهو يقول:-
"مهلاً سأوصلكي بسيارتي""لا داعي" بررت روما
"لا أرجوكِ فلتعتبري هذا إعتذار" قال ديلان فأومأت روما وذهبت معه إلي سيارته....
كانت آن تجلس علي أريكة في منزلها تنتظر وصول هاري وهو ثمل كالعادة ويتمتم بإسمها وكأنها آخر فتاة في العالم حتي سمعت صوت مفاتيحه وهي تدخل في الباب لتجده أمامها يترجل وهو يغني بهدوء وكان ثمل
وقفت آن من مكانها وهي مكتفة الأيدي "أمي العزيزة الجميلة كيف حالك؟!" قاب هاري وهو يبتسم وينظر إليها بعينين شبه ناعستين
"هاري لقد طفح الكيل" قالت آن من بين أسنانها
"أمي أرجوكِ أنا أريد النوم لنتحدث غدا" قال هاري وهو يزيحها من طريقه