9 دموعه كما الجحيم

336 19 3
                                    

توقفت هانا في بداية الممر و رأت سام ساقطاً ارضاً و يبكي بحرقة و مشت اليه بخطوات بطيئة و كأن رجلاها لا تقوى على حملها و اقتربت منه و الدموع انهمرت من عيناها دون دون سابق انذار
اقتربت منه و انزلت نفسها على الارض و سألته
هانا : لماذا تبكي ؟
سام : لقد رحل .. رحل و لن يأتي مرة اخرى ( ببكاء حاد )
هانا : لا بأس .. سيأتي فقط تمالك نفسك و اخبرني ماذا حدث ؟!
سام لم ينطق بكلمة و رمى رأسه على صدر هانا و استمر ببكاءه ، فـ رفعت هانا يدها و وضعتها على رأسه من الخلف و قالت
هانا : ارجوكِ ، توقف ( تبكي ايضا )
سام : لم استطع توديعه حتى ، لو انتظرني قليلا فقط ( استمر بالبكاء )
هانا : لابأس ، لا بأس ( تبكي دون معرفة ماذا حدث لكن ايقنت بأن شيئا سيئا قد حدث )
ثم رفعت سام رأسه و الدموع تملئ عيناه و وقف على رجلها فوقفت هانا ايضا
سام : انتِ السبب ، انتي هي السبب ( بصراخ )
ثم ذهب
هانا لم تعرف ماذا يقصد و ما كان دخلها بالامر لتكون السبب بتلك الدموع التي انهمرت من عينا سام كالمطر
و بخطوات بطيئة كما ستسقط هانا في اي لحظة دخلت للغرفة 722 كان هناك شاب نفسه الذي رأته هانا قرب سام و الشاب الشاحب في الصورة والذي كان يبكي بشدة امام جثة مغطاة بغطاء ابيض ولم يلحظ وجود هانا و رأت صورة على المنضدة نفسها التي راتها بغرفة سام فـ عرفت ان صاحب الوجه الشاحب هو المتوفي
خرجت من المشفى و ظلت تمشي و تمشي
انتزعت حذاءها ذو الكعب و مشت حافية الاقدام
جرحت قدماها و تلوثت من الطريق لكنها لم تشعر بهما
كانت تمشي دون معرفتها الى اين تريد الذهاب
فـ وجدت قدماها قادتاها الى المقبرة حيث قبر ابيها
جلست امام القبر و حدثت اباها
هانا : ابي ، انا اسفة لاني لم اجلب الزهور معي هذه المرة ، اسفة اسفة انا حقا اسفة اسفة ( تبكي )
بقت مدة ليست بالطويلة ثم قامت لتعود للمنزل كان الوقت متأخرا ولم يكن هناك احد غيرها
هانا ( رأت الساعة كانت 11:43 مساءاً ) : ان الوقت متأخر كيف سأجد سيارة اجرة في هذا المكان
ثم مشت لتعود للشارع العام لان المقبرة كانت اشبه بغابة صغيرة فيها الكثير من الاشجار
و عندما مشت لاحظت شيء خلف الاشجار اسود اللون متى بدات بالمشي يمشي و متى توقفت يختفي
كانت تمشي و تنظر للجهة اليسرى بطرف عينها
و اصبحت خطواتها تتسارع مع تسارع دقات قلبها و خوفها
حتى سقطت على الارض و جرحت جبينها
ثم فتحت هاتفها لتشغيل المصباح و بعد خمس دقائق انطفئ لانه خلص شحنه
هانا : تباً ، وقتك الان لتنفذ بطاريتك
و بعد امتار واخيرا وصلت للشارع الغام لكنها لم تجد اي سيارة لذلك اضطرت لتكميل طريقها مشياً و رجعت للمنزل بحالة يرثى لها
هانا : ... ( رنت جرس الباب )
والدة هانا : اوه ، هل عد.. ( بصدمة )
هانا : ... ( دخلت للمنزل )
والدة هانا : ماذا حصل ؟ لماذا انتي بهذه الحالة ؟ ما هذه الجرح على جبينك يا اللهي ؟!!
هانا : ... ( لم ترد و صعدت لغرفتها و قفلت الباب )
والدة هانا : لم لا تجيبينني ؟؟ افتحي الباب ، هيا ، حسناً ساترككِ لكنكِ لن تهربي من اسألتي الان او بعد 10 سنوات
و عند سام مشى ايضاً لانه لم يعرف لمن يذهب
حتى رجع للمنزل بوقت متأخر و لم يكن له مزاج لقول او فعل اي شي لذلك اوى الى الفراش مباشرة

هانا لم تستطع النوم و بقت تبكي طوال الليل و تفكر كثيرا كالمجانين
هانا : لماذا ، ماذا فعلت لأكون السبب ؟ هل انا حقا تسببت بموت احدهم ؟ سامحني يا الله ، سام انا اسفة ( تبكي )
و هكذا استمر حالها حتى الصباح
و عند سام كسر جميع اغراض غرفته و بقى يبكي ايضا طوال الليل
سام : لما لم تنتظرني ، فقط لاودعك ، لما لم تفِ بودعك الذي قطعته بأنك ستعيش مهما حدث ؟ لماذاا ( يبكي كثيراً )

***
ليس من السهل ان ترى شخصاً حتى ولو كان عدوك ان يموت امامك فكيف لو كان صديقك ؟!
اليوم ودعني صديقا
و عدت وحيدا
اخبرني بأنه سيبقى بجانبي دوماً
ومهما حـاولت الحياة تفريقنا
و اخبرني بأنه سيكون ذلك الكتف
الذي سيسند رأسي عليه
و وعـدني بأنه سـيرجع
لكنه لم يـرجع قط
ناديت اسـمه كـثيراً
و كلمـته مرارا و تكرارا
لـكنه لم يـرد
و لم اجد من يسـند رأسـي عليه
منذ تلك اللـيلة
***

و في صباح اليوم التالي كانت هانا متعبة جداً ، فقد كانت تملك هالات سوداء حول عيناها لانها لم تنم و كذلك جرحها الذي لم يعقم و لون عيناها الذي اصبح كالدم
سام : ... ( يدق باب غرفة هانا )
هانا : ... ( لم ترد ظناً انها امها )
سام : هانا ! ، سادخل الان ( خرجت هانا لشرب الماء و نسيت قفل باب غرفتها وراءها )
هانا : اوه ، انه سام ، ماذا يفعل في منزلنا منذ الصباح ااباكر ؟ سأجعل من نفسي نائمة حتى لا يراني ضعيفة هكذا
سام : هل لازلت نائمة ؟
هانا : ... ( لم ترد )
سام جلس على سريرها و قال
سام : انا اسف على ليلة البلرحة ، اعلم انكِ لم تستمتعي ، كذلك ما قلته لم يكن صائبا انتي لست السبب كان سيموت تشانغ سيل عاجلا ام اجلا لانها مشيئة الرب ، ارجو ان تسامحيني
هانا : لابأس ، كان خطأي ايضاً و لم اجعلك تودعه في يوم مهم كالامس
سام : اه ، ظننتك نائمة ! ( بغرابة )
هانا رفعت الغطاء من على نفسها رفعت رأسها و اعدلت جلوسها
سام : م.. ما هذا الجرح الذي على جبينك ؟ و عيناكِ الحمراوتان ؟
هانا : لاشيء ، لا تهتم
سام نظر للوسادة فـ وجدها مبللة من الدموع
سام : هل انتي على ما يرام ؟
هانا : اجل
سام عانقها و قال
سام : لا لستِ كذلك ، انا ايضاً لست على ما يرام
و نزلت دموع هانا على رقبة سام فأحس بها و ابعد رأسه قائلا
سام : توقفي عن البكاء ، هذا يكفي
هانا : اسفة ( بكت اكثر )
سام : انا من يجب ان يعتذر منك فلا تحملي نفسك الذنب
هانا : حسناً ما علينا الا ان ندعو له بالرحمة
سام : اجل ، اليوم ستكون الجنازة عند 5 عصراً هل ستحضرين ؟
هانا : اجل ، لكن امي ، لقد نسيت امرها لابد من انها قلقة علي الان ! ششش
سام : لا تقلقي ، لقد حدثت اهلي و امك و شرحت لهم الامر ، خذي قسطاً من الراحة فقط
هانا : و انت ايضاً
سام : يجب علي الذهاب الان ، وداعاً
هانا : وداعاً ، انتبه لنفسك

و في 5 عصراً
...

My Stubborn Girl || فتاتي العنيدة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن