25 هُـروب و مُطـاردة '

316 19 4
                                    

مشت هانا ثلاث شوارع مع استمرار سام لمطاردتها دون ان تعلم

دخلت هانا في مقهى بسيط خارجي -ليس داخل صالة- على الهواء الطلق و كانت الطاولات موضوعة بشكل عشوائي جميل ، كان الناس العاديين -من مظهرهم- يملئون المكان كلٌ هو و صديقه ، حبيبه ، عائلته ... الخ

انه المقهى الذي زارته عندما كانت صغيرة مع والدها ، جلست في نفس الطاولة ، بنفس الوقت ، لم يتغير شيء سوى اختفاء اباها من على الكرسي الاخر ..

لم يمض وقت طويل حتى اتاها النادل

النادل : مرحباً أنستي ، كيف يمكنني خدمتكِ ؟
هانا : اريد كوباً من القهوة ، من فضلك
النادل : اوه ، كيف تودينها ، حلوة ؟ مثلجة ؟ اسبريسو ؟
هانا : اريدها سوداء ان وجد
النادل : بالطبع ، ثوانٍ و ستجهز لكِ
هانا : شكراً جزيلاً
بأبتسامة نابعة من قلبها

طلبت هانا كوباً من القهوة السوداء و المعروف عنها بشدة مرارتها لكنها كانت مزينة بقليل من الحليب بشكل مدهش كان ما يسمى فن القهوة .

هانا ليست من محبي هذا النوع من القهوة ، لم تتذوقه يوماً ، كانت تعتبره سيئ المذاق بسبب لونه ، انها المرة الاولى التي ارادت ان تواجه شيئا و لا تهرب منه ..

سجل النادل طلباتها ثم مضى لمطبخ المقهى ليحضرها لها و بعد دقائق وجيزة رجع اليها حاملاً القهوة

النادل : تفضلي انستي
هانا : شكراً لك
النادل : نتمنى ان تعجبكِ ، طاب يومكِ
هانا : و انت اييضاً
كانت لطيفة لانها ابتعدت عن الجميع ، اختلت مع اناس لم تتلوث صورتهم لديها بعد !

حملت الكوب بين باطن يداها و اقربته من وجهها لتستنشق رائحته الزكية ببطئ مغمضة عيناها ، لكنها قبل ان تشرب منه ارجعته لمكانه و مدت يدها داخل حقيبتها ..

لتخرج دفتر صغير مميز كما لو انه 'دفتر ذكريات' ، التقطتت القلم الذي معلق به من مكان خاص ثم فتحته و قلبت اوراقه العتيقة نوعاً ما لتصل الى ورقة فارغة
مسكت قلمها و بدأت تكتب و مع كل رشفة تكتب شيئاً
بينما هي تشرب قهواها ببطئ متناسية مرارتها الحادة و تنظر لطفل صغير ، كان في الثانية من عمره تقريباً ، يجلس على عربة الاطفال الخاصة به بجانب امه و ابيه على الطاولة المقابلة لـ هانا

كان يضحك و يلعب ، بينما والداه يتشاركان الحديث مع ابتسامات كبيرة لطفلهم و بعضهم البعض .. هذا ما استهوى هانا لتكتب في دفترها عنه

و كتبت ..

Hanah P.o.v
" و في تمام عُزلتي
اغمضت عيناني و نسيت كل شيء
أتعلم شيئا ؟
لطالما كان الهرب هو الحل الافضل بالنسبة لي الهروب ..
الى اغنية ، كتاب ، بكاء ، طعام او نوم
لم تهمني الوجهة بقدر ما احببت فكرة ان تبعدني عن واقعي التعيس ذاك ...
استطعت الهروب من كل شيء
الان علي الهروب من نفسي
كيف لي ذلك ؟؟
فكرت طويلاً بالأمر .. حاولت ان اجد شيئاً
اي شيء
لكن انتهى الامر بأن اواجه
اواجه شيئا من دون خوف ..
فكرت من اين ابداً ؟ و حتى متى انتهي ؟
فـ كانت القهوة المرة هي البداية
قد يبدو هذا مضحكاً ، لكن ما الشيء الذي بداً بدمعة انتهى بضحكة برأيك ؟
جمعينا عندما ولدنا ضحكوا ، و عندما مُتنا بكوا
النهايات السعيدة ليست موجودة دائماً
و من يجابه ضد دائما هذه
كـ تلك الاسرة التي اراها الان
محظوظ يا انت .. ايها الطفل
احسد طفل في الثانية من عمره !
يا لهذا العالم .. هههه

My Stubborn Girl || فتاتي العنيدة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن