" فتحت عيني ككل صباح على تأمل جمال ضوء تلك الخيوط الشمسية الخافت ... لكن هذا الصباح مختلف... كنت أرجو من كل قلبي أن أجدكِ حولي كزهرة أمل متفتحة... هذا كل و أوَّلُ ما طرأ في ذهني...لقد وجدت نفسي تحت دفئ لحاف زهري مزركش بالورود... أحضرته أنت على الأغلب من تلك الغرفة...
تلك الغرفة التي تركت المفتاح متصلا ببابها... لكنك لم تغلقيه... أأنت بهذا الكم من البرائة؟..
آه لو أن العالم ببرائتك هذه...طرقت بابها لكنكِ لم تجيبي... 'هل أدخل؟... هل أنت معي أم رحلتي عني مجددا...؟' هكذا فكرت... و أنا واقف خلف الباب.
دعيني أخبرك فايا، بأن تلك الغرفة، هي بمثابة رئتي المنزل... و رئتاي...
إنها غرفة أمي...غرفة أزحت عنها الغبار لثلاث سنواتٍ متتالية... و دأبتُ على ترتيب أدقِّ التفاصيل فيها...
بدأا من ستائرها الفاخرة التي تتدلى بألوان تعكس درجات كل فصل من فصول السنة... و مفاتيح البيانو التي تخشى الغبار فأمنعه عنها ، وصولا إلى عدد الكتب الموضوعة حسب تواريخ إصدارها... كتب جديدة كانت أمي تنوي قرائتها...لكنها و للأسف لم تفعل... ففعلت ذلك عنها...
و أخرى قديمة لامست أصابعها الرقيقة... فأعدت قرائتها بنهمٍ و شوقٍ حتى كدت أن أحفظ سطورها و ما بين السطور عن ظهر قلب...
حتى أني لم أسأم من ذلك قط...
هل تعلمين فايا كم أود الاهتمام بك تماما كما فعلت مع تفاصيل هذه الغرفة و أكثر...
.
.
.حين فتحتُ الباب ببطئ و هدوء... ارتسمت على وجهي تعابير ارتياح و فرحة لَمَّا وجدتُك تستلقين في سلام فوق السرير العريض... كفراشة بيضاء صغيرة تحتمي بأوراق الزهر الكبير...
جلستُ هنا على كرسيٍّ كان بجانب السرير و حدقتُ بكِ مُطَوَّلا ثم شعرتُ برغبة في الحديث.. و يبدو أني أحببتُ الحديث فلم أصمُت...
تبدين كالملاك و أنت نائمة... بالمناسبة... لم يهتمَّ بي شخص بعد أمي كما فعلت أنتِ ليلةَ أمس... لا أحد... هذا الغريب أمامك وحيد وسط ثروته الباردة فايا...
أنت تقرأ
(مكتملة) V A Y A | That Stranger |
Romanceهل تنتهي الأشياءُ قبل بدئها؟ "قد تساءلتُ عنك بين أمس و غد.. حيث السراب في ذهني ينمو ببطئ.." ما بين بشاعة《الحرب》 و جمال《 الحب》تلك هي حكايتها مع الحياة، حكايتها معه ،قد تلوح لهما في خبايا الأحلام، دنيا من ألوان لم يشهداها قط؛حقيقة هي تبدو من شدة نقائ...