♢سيد فيرّاندي♢

197 33 34
                                    

| جون |

"يوجد ملاين الأشخاص الذين ينامون على وسائد مبللة كل ليلة... أو حتى...
لا ينامون... لكننا لا نشعر بهم و لا يشعرون بنا...
و الأسباب عديدة... نحن نهرب من أحزاننا و نلهي أنفسنا عنها طوال اليوم فتعجز عن اللحاق بنا... لكنها تفعل ذلك مجددا حين يعم الصمت... و يحل الظلام... تحيط بنا من كل زاوية إلى أن نستسلم لها بكل حواسنا...
هذا غير عادل... كم نحن ضعفاء حين يعم الظلام... لكن نورنا الداخلي أقوى من كل شيئ... لذلك نبتسم كل صباح..

أتعلمون ما هو أبشع شعور في هذا العالم...؟
إنه العجز... العجز أمام الذكريات التي تأبى الرحيل.. العجز أمام المرض... أمام الظلم... أو الحسرة... العجز أمام إرضاء الضمير و إسكاته... أو حتى جعله يتكلم لترضي نفسك...

العجز عن الحفاظ عن الاشياء التي تبقيك سعيدا... الاشخاص الذين تحبهم... و الأماكن التي تميل لها روحك...

إنه العجز يا جماعة... العجز أمام حب قد ضاع... أو حب يضيع و لا أحد يستطيع إيقافه أو إعادته...
العجز أمام نفسك الأمارة بالسوء... نفسك تلك التي تسمح لك بإيذاء الآخرين و أنت بدورك تطيعها و لا تملك القوة حتى للتصدي لها أو إصلاح تلفها... في المقابل تؤذي نفسك دون أن تشعر بذلك...

العجز أمام فهم أعين تكره بدون سبب و أنت واقف هناك لا تدري من أين ظلام أعينهم تلك...

العجز أمام حرب لا نملك القوة لإيقافها... فنصبح
رمادا من الداخل... العجز أمام صرخات الإستغاثة... و عيون بريئة تتسائل... 'لما يخوض الناس بشاعة الحرب و كيف ينامون وسط الصرخات إن كنا نحن نعجز عن النوم إن ضلمنا أحدهم...؟'
هكذا العيون البريئة تتسائل و هكذا نعجز نحن أمامها...
و هنالك المزيد... لكني أعجز عن كتابته كله... لأني أحزن كلما تهت في سطور الحديث عنه... فأتوقف...

أجل... إنه العجز... أبشع و أثقل و أقسى شعور على القلب... إن كنت على خطأ فلينرني أحد لأني لا أرى ما هو أكثر بشاعة منه...

وهكذا... أنا عاجز أمامك أمام حبي لك... و أمام وضع أودري... أمام حزني و اشتياقي وقلقي... و عن تمالك نفسي... "

| فايا |

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

| فايا |

"فايا...؟ فايا؟ هل تنصتين لي؟...فايا؟"... لوّحَت لي روزي بيدها تنتظر إجابتي... فقلت..

(مكتملة)   V A Y A | That Stranger |حيث تعيش القصص. اكتشف الآن