▶♢صوت الأمس البعيد♢

119 25 77
                                    

...و بدأت بالبكاء و أنفاسي تقل شيئا فشيئا.. لكن كل تركيزي كان على إفراغ تلك الشحنة التي بداخلي في شكل دموع غير مرئية.. و لم أهتم بفكرة أني فعلا تحت سطح الماء... لم أهتم للوقت و لا لأي شيئ آخر..
فقط لاعتصار ذلك الحب اليائس من قلبي و إلقائه لينحل في عمق المسبح..

لكن ضجة جعلتني أفتح عيناي فتعانق المياه و تبرد شرارة الدمع فيها و أرى ما حولي..
لكن الرؤية كانت ضبابية.. و قبل أن أركز نظري على الشيئ الذي يسبح باتجاهي اقترب أكثر و سحبني بقبضة قوية من حالة الجماد التي أحاول الغرق فيها و بها...
ثم وقعت على قلبي قبل شفتاي قبلة... تحت سطح الماء.. هل أنا أحلم أم أن في المسبح حوري ماء؟

.
.
.
كنت أعلم جيدا أنني سأجدها هناك..
عبر كل الأوقات التي أستمر بالعودة لها شئت أم أبيت.. كانت شجاراتنا أعمدة الحب الطائش الذي أفلت من يدينا الصغيرة الضعيفة أمام منعرجات الحياة و ما تفعله بأذهاننا..
كانت دائما ما يؤول بها الأمر تبكي تحت سطح مياه المسبح و كنت أنا دائما ... و للأسف.. السبب في دموعها.. و كم كرهت نفسي في طريقي إليها هنا قبل أن أبحث عنها في ثلاث مسابح عمومية و مسبحي فندق.. و دعوت كثيرا أن أجدها... و قد فعلت.. كانت كطفل رضيع يحاول الإختباء بعيدا عن ضوضاء الحياة.. بعيدا عن الألم و نقاشات العقل اللامنتهية.. لمحت ظلها في قاع المسبح و انقسم قلبي إلى أشلاء لرؤية حالها ذاك..

ماشا.. جارتي الأولى التي عرفتها في الحي.. صديقتي الأولى.. حارستي الأولى من بطش الأطفال الذين لطالما سخرو مني لعدم حصولي على حبيبة.. فصارت حبيبتي الأولى..
و قبلتني حينها بمنتها البراءة.. فقط لرفع معنوياتي..
و إعادة ثقتي بنفسي.. فعلت ذلك عنادا و أمام جميع أطفال الصف الثالث.. ثم هتفت بلطف مدعيتا الخشونة

"هذا الولد حبيبي! و إن تجرأ أحد على إزعاجه ثانيتا.. سألكم وجهه و أعضه بقوة !"..

لا زال ذلك المشهد القصير من الطفولة سر سعادتي حيال وجودها بحياتي

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

لا زال ذلك المشهد القصير من الطفولة سر سعادتي حيال وجودها بحياتي.. و منبع حزني لكسري لخاطرها مرات عدة..

تقدمت و قد نزل الدمع من عيني.. لكني لم أتوقف.. انتشلت القميص عني بقوة و قفزت نحوها كالعاشق المجنون الذي طالت فترة تغابيه تجاه قلبه..
سبحت و سحبتها نحوي بقوة ثم قبلتها بشغف و صورة قبلتنا الأولى الصغيرة تتراقص في ذهني و لول أستطعت لخبأتها بين أذرعي للأبد.. و محوت الحزن عنها للأبد.. و أعلنتها حبيبتي منذ زمن بعيد.. للأبد..

(مكتملة)   V A Y A | That Stranger |حيث تعيش القصص. اكتشف الآن