| فايا |
إستيقظَت روزي من تأثير الإبرة المهدّئة في تمام الساعة السادسة صباحا... و بين الرابعة و النصف حتى السادسة كنت قد سرت في ممرات المشفى كمجنونة ذات عينان تجرّدَت من كل بريق عدى بريق الدّمع...
لم أتوقف عن البكاء في عجز... أرتطم بكل من أمامي من مارّة و ممرّضين.. حتّى ألقَيتُ بحملي في أحد الممرّات الفارغة و تهاوَيتُ أرضًا أحوط ركبي بذراعاي الضّعيفة التي تشتاق لعناقه و بعض الشّهقات الخافتة تُفلِتُ منّي بين تارة و أخرى...
"لا تتركني أرجوك... أحتاجك. حتى أني لم أخبرك بعد كم أحبك... أحبك.."
كرّرتُ في أعماقي عشرات المرّات بين كل شهيق و زفير أحاول أخذه للتهدئة من روعي حتى غفوتُ في مكاني مسندةً رأسي على الحائط..
غفَوت..
إلى أن إقتحم قوقعة حُزني تلكَ ستيف الذي ركض نحوي من آخر الممرّ ثم جثى على ركبتَيهِ و أحاط وجهي بيديه في فزع.
"فايا !؟ فايا ! ما خطبك ! هل كنتِ تبكين! يا إلهي... أرجوكِ لا تفعلي.. السيّد فيرّاندي بخير و روزي إستَيقظَت ! مالذي تفعلينه هنا لوحدك !!هيّا ! إنّها السّادسة صباحا ! هيا إنهظي سأرافقك للكافيتيريا كي نحتسي القهوة الصّباحية .. آلبرت ، ماشا و لورينس سيكونون هناك ! و حتى روزي ! هيّا.. أعطني يدك"
"خذني إلى المنزل أرجوك.. أريد العودة للمنزل و البقاء لبعض الوقت..."
همستُ بصوت مرتخي و مرهق فأنا لم أغفو منذ البارحة إلا لساعتين أو ربما أقل..
فأومأ بالإيجاب ثم ساعدني على الوقوف... و خطونا نحو الخارج لكن قبلها طلبتُ منه المرور على الكافيتيريا حيث يوجد الكلّ.. أخبرتُ روزي أنّي سأعود لاحقا.. و بينما كنّا نتوجّه نحوَ الممرّ المؤدي للباب الرئيسي للمشفى و الذي لا يبعد كثيرا عن الكافيتيريا، شعرتُ بدوار و توقّفتُ عن السير فهمّ ستيف بحملي و السّيْر نحو سيّارته المركونة قريبا من الأرجاء و بسرعة...
صعدنا سيارته، أحكم حزام الأمان ثم فتح درجا و أخرج منه كيس شوكولاته و ناوله لي قائلا
" تحتاجين الطّاقة.. كليها الآن كُلّها .. آسف لأنّي قمت بحملك فجأة و لكن لا خيار أمامي لأنّكِ مُرهقة جدّا و لا يجب أن تهدري طاقتك بل تجدّديها"
نظرتُ له و ٱبتسمت ثم تناولتُها... فٱنطلق مسرعا نحو مكان سكني..
و حين وصولنا دخل المنزل معي ثم أخرج كيسين إضافيّين من الشوكولاته و التي وضعها فوق طاولة صغيرة بالقرب من الأريكة التي أستلقي عليها.. نظرتُ له بامتنان و قلت بهدوء
"أشكرك كثيرا.. سأكون بخير ستيف.. كيس واحد يكفيني أيها اللّبق.. لا تهدرها كلها على صديقتك الضعيفة فايا... ماشا أيضا تحبّ هذا النوع من الشوكولاته أليس كذلك؟.."
أنت تقرأ
(مكتملة) V A Y A | That Stranger |
Romanceهل تنتهي الأشياءُ قبل بدئها؟ "قد تساءلتُ عنك بين أمس و غد.. حيث السراب في ذهني ينمو ببطئ.." ما بين بشاعة《الحرب》 و جمال《 الحب》تلك هي حكايتها مع الحياة، حكايتها معه ،قد تلوح لهما في خبايا الأحلام، دنيا من ألوان لم يشهداها قط؛حقيقة هي تبدو من شدة نقائ...