♢هويّتي أنت..♢

202 29 113
                                    

| فايا |

إستجمعت قِواي و ٱلتفت ببطئ لأرى من يكون...
إنه شرطي... شرطي؟؟ مالذي يريده مني؟ ...

"يا آنسة هل تسمعينني؟"

"أ.. أجل.. عفوا لكن هل من مشكلة؟... أقصد..."

" لا لا مشكلة، مجرّد إجراءات بسيطة، بطاقة الهويّة من فضلك." مدّ يده في ٱنتظار ردّي فتلبّكتُ في تساؤل

"بطاقة الهويّة؟..."

"أجل.. أرني إيّاها من فضلك."

توقّف الزّمن فجأة و شعرتُ بأني أدور في الفراغ

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

توقّف الزّمن فجأة و شعرتُ بأني أدور في الفراغ... إبتلعت الهواء الجاف بحلقي المتصلب و دقّات قلبي تكاد تُسمع على بعد النصف متر... لم أستطع التّصرف أو الرّد عليه بكذبة... لم أستطع فعل أيّ شيئ... حتى عقلي توقّف عن العمل و تاهَت منّي الكلمات...

بأيّ حق يُطالبني بإجابته و هو الذي لا يعلم قدْر الألم الذي مرَرتُ به حتى أضَعتُ نفسي؟.. تبّا...

عن أيّ هويّة يتحدّثُ هذا الشرطيّ... كيف لي أن أُخبره من أكون إن كنتُ أنا نفسي لا أعلم... و كيف له أن يصدّق بأني حقا لا أعلم... تبّا... اللّعنة على هكذا مواقف... اللعنة...

إنتشلَتني فجأة من عاصفة الإرتباك و الخوف تلك قبضة يدٍ خشنة و صلبة... بدت قبضة شابّ أكثر منها فتاة...

تأكدت أنها قبضة شابّ حين سحبني إلى الخلف بقوّة و تقدّم هو مواجها الشرطيّ حيث أصبحتُ أحتمي بعضلات ضهره العريض ذاك و لا أرى شيئا...
ثم ٱنبعث صوتٌ خشنٌ مُتردّدٌ قائلا :

"سيّدي إنّها زوجتي... و للأسف فقدَت الذّاكرة منذ أكثر من سنة و نحن نحاول بكل ما أوتيَ لنا من صبر أن نعيدها لعالمنا لقد بدأت بالفعل بالتأقلم فلا تكن من العوائق أمام شفائها أرجوك..."

همس لكنّي سمعته حرفيّا... يقول زوجته؟ من هذا المُختلّ...؟ أظن أني أعرف صوته و كيفَ له أن يعلم بأمر ذاكرتي!!

همهم الشرطي و قد لمحته يمرر أصابعه على شاربه ثم قال

"إذن هل معك هويّتها؟"

و هنا عَمّ الصّمت و بعدها سحب ذلك الشّاب الشرطيّ و ابتعدا عنّي يتناقشان... ثم سلّمه شيئا ما على الأغلب نقود.. و سلمه المزيد ! فٱبتعد الشرطيّ و اختفي في منعرجات الطريق..

(مكتملة)   V A Y A | That Stranger |حيث تعيش القصص. اكتشف الآن